تونس - "الحياة" - ينظر التونسيون بكثير من التفاؤل الى الزيارة المرتقبة للرئيس جاك شيراك الى بلدهم على اعتبار أنها الأولى في نوعها منذ أربع سنوات، وخصوصاً بالنظر الى كون جسور الحوار بقيت سالكة مع قصر الاليزيه حتى في أسخن فترات الأزمة بين تونسوباريس. ويزور شيراك تونس مطلع الشهر المقبل في اطار جولة سريعة تشمل المغرب والجزائر وتونس. وكان زار تونس في العام 1995 وعاد اليها ثانية في 1997 الا ان الزيارة الأخيرة كانت قصيرة وارتدت طابعاً خاصاً. وتأتي الزيارة المقبلة في أجواء انفراج في العلاقات الثنائية كرستها الزيارتان اللتان أداهما كل من وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين ووزير الداخلية دانييل فايان في شكل منفصل لتونس الشهر الماضي وأجريا محادثات مع كبار المسؤولين وفي مقدمهم الرئيس بن علي كسرت الجليد الذي تراكم على طريق العلاقات الثنائية وأفسح في المجال أمام معاودة تنشيط لجان التعاون بعد جمود استمر نحو سنتين. وفي هذا السياق اجتمعت لجنة التعاون الأمني الشهر الماضي برئاسة وزيري الداخلية ويجري الاعداد لاجتماع اللجنة الكبرى للتعاون برئاسة وزيري الخارجية قبل نهاية العام في باريس. ويُعتقد ان الرئيس شيراك سيركز في زيارته لتونس على شرح موقف فرنسا من الحرب الدائرة لمكافحة الارهاب على الصعيد الدولي والدوافع التي حملتها على ارسال قوات الى افغانستان وذلك من منطلق كون الجولة المغاربية ستخصص في الدرجة الأولى للتشاور في القضايا الدولية الراهنة. الا ان المرجح ان تحوز الملفات الثنائية على قسم من المحادثات في العواصم الثلاث، ومن هذه الزاوية تعلق باريسوتونس آمالاً على الزيارة على اعتبار انها ستعطي دفعة لمسار تنقية الاجواء الثنائية بعدما عينت تونس وزيرة التكوين المعني والتشغيل السابقة فائزة الكافي سفيرة جديدة لدى فرنسا بعدما ظل المنصب شاغراً طيلة اشهر في أعقاب تعيين السفير السابق منجي بوسنينة مديراً عاماً للأليكسو. واكدت مصادر فرنسية ان العلاقات الثنائية جيدة على الصعيد الرسمي وان تعاطي وسائل اعلام فرنسية في قضايا الحريات وحقوق الانسان في تونس هي المصدر الوحيد للسحب التي تلبدت بين وقت وآخر في سماء العلاقات بين العاصمتين وتطورت الى أزمات مع الحكومة الاشتراكية. واستدلت على المستوى الجيد للعلاقات باستمرار تدفق الاستثمارات الفرنسية الخاصة على تونس وبقائها في المركز الأول بين الشركاء الأوروبيين الآخرين. ولوحظ ان التعاون في هذا المجال تلقى دفعة جديدة في الأيام الأخيرة بعدما توصلت تونس الى اتفاقين مع فرنسا حصلت بموجبهما على قروض عمومية ميسرة. ومن المتوقع ان تؤدي الزيارة المرتقبة للرئيس شيراك الى طي صفحة الأزمات السابقة واعطاء دفعة نوعية للتعاون يستعيد معها مستواه السابق في كل القطاعات.