خلال جولة على معرض بيروت العربي الدولي للكتاب الذي يُقام في "اكسبو بيروت"، ومعرض Lire en Francais et en musique في "بيروت هول"، سجَّلت نسبة ضئيلة من المؤلفات والاصدارات المتعلقة ببرامج الكومبيوتر والشبكة الالكترونية. ويبدو ان التوقعات القائلة بأفول عصر الكتاب لمصلحة الأقراص المدمجة، ما بَرِحت بعيدة بالنسبة الى الحياة الثقافية في لبنان. ذلك ان عدد الاصدارات المنقولة على أقراص مدمَّجة ما زالت محدودة، وما هو متوافر منها، يقتصر على أنواع محددة من المؤلفات، وخصوصاً الدينية، اضافة الى البرامج الأكاديمية المختصة والتربوية، فضلاً عن بعض البرامج الترفيهية أو التدريبية. ومثل هذه المعطيات، يكاد ينسحب كذلك على الاصدارات التي تتناول برامج الكومبيوتر والشبكة الالكترونية. هذا الواقع، يدعو الى الاستغراب، لا سيما بعدما أصبح الكومبيوتر وخدمات الشبكة يحتلان الموقع الأهم في قطاعات الحياة اللبنانية وميادينها كافة. ومن نماذج العناوين المعروضة: "تصحيح مواقع الوب"، "القرصنة تحت الأضواء: أسرار وحلول لحماية الشبكات"، "أمن الكومبيوتر"،"لغة البرمجة"، و"دليل مصطلحات الكومبيوتر"، "الشبكة المنزلية"، "دليل الانترنت في العالم العربي"، "تطوير قواعد بيانات الوب"... الخ. واحتوت بعض الأقراص المدمَّجة برامج تعليمية فيها، شروحات عن الألوان والأرقام، واستهالات الحروف والأشكال بأسلوب مبسَّط يحاكي في الأطفال انقيادهم الى اللهو وحبهم لكل ما هو ملوَّن وفرح. إذ قدمت احدى الدُور، برامج تربوية تتماشى مع المقررات الرسمية في الرياضيات والبيولوجيا والكيمياء والفيزياء وغيرها. ولفت في في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، كثافة الأقراص المدَّمجة التي تحتوي مواد دينية مثل قراءات القرآن الكريم وأناشيد دينية، وأجزاء من كتب "نهج البلاغة، وتفاسير القرآن، والسيرة النبوية الشريفة..." الخ. اضافة الى الأقراص التي تسجل وقائع تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي. وأفرد المعرض لأقراص الكومبيوتر جناحاً خاصاً تصدرته لافتة كتب عليها "سي دي - تيك"، CD-teque والتسمية تجمع القرص المدمج الى لفظ نصف كلمة Biblioteque التي تعني المكتبة بالفرنسية. ولتسمية "سي دي - تيك" رنين التكنولوجيا الرقمية التي غالباً ما يشار اليها بلفظة "تيك". وتميّز حضور التقنية الرقمية في المعرض الفرنسي بكثافة الأقراص المدمجة المكرسة لأعمال الموسيقى، بدءاً من سمفونيات بيتهوفن وموزارت ووصولاً الى البوب والروك المعاصرين. ولعل ذلك منسجم مع شعار المعرض الذي يدمج القراءة والموسيقى.