أبلغ وفد من فصائل قوى التحالف الفلسطيني في بيروت وزير الدفاع اللبناني خليل الهراوي وقائد الجيش العماد ميشال سليمان ومدير الاستخبارات العميد ريمون عازار، استعداد الفصائل للتعاون مع قوى الشرعية اللبنانية لضبط الوضع في المخيمات، لا سيما في مخيم عين الحلوة. وعلمت "الحياة" ان وفد الفصائل، الذي غابت عنه حركة "فتح - اللجنة المركزية" الموالية للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، سمع كلاماً من الهراوي اكد فيه عدم وجود نية لدى السلطات اللبنانية باستهداف المخيمات الفلسطينية، لكنه دعا في المقابل الفصائل الى لعب دور في ضبط الوضع في داخل المخيمات "بما يسمح بقطع الطريق على الاطراف المتضررة من العلاقة اللبنانية - الفلسطينية، خصوصاً في عين الحلوة عبر جرّ الفلسطينيين الى مشكلة مع الدولة اللبنانية نحن في غنى عنها ولسنا في وارد الصدام". وأبلغ وفد الفصائل الهراوي وسليمان وعازار ان الاجتماعات تتواصل داخل عين الحلوة بغية التوصل الى تشكيل مرجعية أمنية في المخيم يرعاها الكفاح المسلح الفلسطيني وتعمل على ضبط الأمن ومنع المظاهر المسلحة وعلى التعاون مع السلطات اللبنانية لتسليم المطلوبين. ورداً على سؤال، قال مصدر لبناني رسمي ل"الحياة" ان "لا نية لدى الحكومة بتشكيل لجنة ارتباط لبنانية - فلسطينية مشتركة"، معتبراً "ان الظروف لا تسمح بالعودة الى مثل هذه الصيغة التي كانت قائمة قبل عام 1982، لأن مجرد اعادة الاعتبار لها يعني التذكير بوجود دولة داخل الدولة اللبنانية وهذا امر مرفوض"، مشيراً الى "ضرورة التواصل من اجل التغلب على الاشكالات الطارئة". وفي السياق نفسه، التقى امس وفد من الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين برئاسة عضو المكتب السياسي علي فيصل الوزير الهراوي وأكد له "إدانة الجبهة لأي عمل مشبوه يستهدف الجيش اللبناني الذي يعتبر دعامة المقاومة وقوة اسناد لشعبنا وانتفاضته ونضاله المتواصل في سبيل العودة"، مشدداً على "حرص الجبهة على قيام علاقات سليمة وصحيحة مع الدولة اللبنانية"، ومعتبراً "ان اي مساس بالوضع الأمني اللبناني هو مساس بوضع المخيمات التي تلتزم السيادة اللبنانية وتحترمها وتحرص على احترام القانون وتطبيقه".