احدث مؤتمر "العولمة" الذي شهدته منطقة الخليج للمرة الأولى اصداء سريعة في أوساط التجار بعد أيام قليلة من اختتام اعمال منظمة التجارة الدولية الرابع في العاصمة القطرية. وقال عضو مجلس ادارة مركز التحكيم لدول مجلس التعاون الخليجي ممثل قطر في هذا المركز بدر عبدالله الدرويش ل"الحياة" انه تقرر ان يجتمع تجار خليجيون واصحاب القرار الاقتصادي في المنطقة وعدد من مسؤولي منظمة التجارة في ندوة هي الأولى من نوعها في المنطقة والشرق الأوسط بعنوان "ندوة الوكالات التجارية في الألفية الجديدة". وقال الدرويش، وهو رجل اعمال قطري، ان هذه الندوة التي ستعقد في فندق رتز كارلتون الدوحة في الفترة بين 15 و16 كانون الثاني يناير المقبل تأتي بعدما استشعر مركز التحكيم الخليجي امكان حدوث مشاكل لتجار المنطقة في ظل العولمة وفتح الأسواق، ولهذا تبدو أهمية اللقاء لمناقشة تحديات المرحلة مع مديري شركات دولية. وشدد على أن الحديث بدأ يزداد في شأن الوكالات التجارية كما يشتد الجدل حولها مع اقتراب المواعيد المحددة لتطبيق شروط منظمة التجارة لتحرير التجارة والخدمات بعدما انضمت غالبية دول مجلس التعاون الى عضوية المنظمة. ورأى "ان المنظومة الاقليمية المتمثلة في مجلس التعاون الخليجي تمثل جزءاً من منظمة التجارة الدولية وشروطها التي تعكس التوجه الدولي الى الانفتاح وفتح الأسواق والغاء الاحتكار بكل صورة، وفي ضوء عولمة الاقتصاد اصبحت واقعاً معاشاً وتتطلب المواءمة مع الواقع الجديد ليس فقط القبول بهذا الواقع لكن محاولة تطويعه لخدمة اقتصادات دول مجلس التعاون". ومع اشارته الى أن الجدال لا يزال شديداً حول كيفية التعامل مع الواقع الاقتصادي الدولي الجديد خصوصاً ما يتعلق بالوكالات التجارية قال "ان الحوار البناء الموضوعي هو السبيل لبلورة رؤى وافكار تناسب المرحلة، لذلك فإن القطاع التجاري والصناعي والخدمي مطالب اكثر من أي وقت مضى للمشاركة في الحوار وطرح وجهة نظره في كيفية التعامل مع المتغيرات وايصال صوت هذه القطاعات الى اصحاب القرار مشاركة منها في صنع قرار يخدم مصالح دول وشعوب وحكومات المنطقة". ولفت الى أن الندوة المقبلة، التي ينظمها مركز التحكيم التجاري لدول مجلس التعاون ستعقد برعاية وزير المال والاقتصاد والتجارة القطري يوسف حسين كمال رئيس مؤتمر منظمة التجارة وأوضح ان المحاور الأساسية للندوة ستناقش "هل الوكالات التجارية عائق امام المنافسة والالتزام بمعايير السوق؟ وهل للوكالات طبيعة احتكارية تعرقل تحرير التجارة حسب بنود منع الاحتكار في نطاق منظمة التجارة؟، كما سيناقش التجار الخليجيون في ندوتهم موضوع انضمام دول مجلس التعاون الى منظمة التجارة والمواءمة مع متطلبات المنظمة، والمواءمة بين متطلبات منظمة التجارة واحتياجات القطاعات الاقتصادية الاقليمية والمحلية، ومستقبل الوكالات التجارية في دول المجلس والجوانب القانونية للوكالات والوسائل البديلة لتسوية المنازعات المتعلقة بالوكالات. وسيشارك في الندوة عدد من الشخصيات المعروفة في الخليج والعالم بينهم الأمير بندر بن سلمان بن محمد والأمير محمد بن خالد الفيصل والسيد عبدالله بن احمد يوسف زينل والسيد وهيب بن زقر السعودية، ويشارك من الامارات السيد عبيد حميد الطاير رئيس غرفة تجارة دبي والسيد انور كركاش والسيد جمال رزوق، ومن البحرين خالد محمد كانو ومن قطر الشيخ احمد بن جبر آل ثاني والسيد سمير نصر ومن اميركا السيد سمير حداد، وكذلك ريتشارد كرايندلر المانيا وستيوارد شاتلتون بريطانيا، اما من اليابان فهناك ه رناجاتا وي يوكوتا. ويبدو ان التجار الخليجيين ادركوا مخاطر العولمة على "الوكلاء التجاريين" لعدد من الشركات الدولية، اذ لا يستبعد ان تحدث مستجدات في نظر الشركات لموضوع "الوكيل" مستقبلا. ولاضفاء ابعاد حيوية على الحدث ستقام ورشة عمل تتناول "المشاكل العملية لعقود الوكالات المدنية التجارية ووكالات التوزيع"، وستتم مناقشة موضوعين رئيسيين هما "مشاكل الانعقاد في القوانين العربية والمقارنة" و"مشاكل التنفيذ والانقضاء في القوانين العربية والمقارنة"، وسيشارك في الورشة رجال اعمال ومصرفيون وعاملون في مجال التسويق والترويج ومحامون ومستشارون قانونيون وقضاة.