القاهرة، مدريد - "الحياة"، أ ف ب - أعلن الرئيس المصري حسني مبارك في مدريد أمس، أنه يأمل بأن ينتهي القصف الأميركي على أفغانستان قبل حلول شهر رمضان، لكنه اعتبر أن الأمر رهن بالوضع على الأرض. وكان نفى في حديث نشر في العاصمة الاسبانية قبل ساعات من وصوله اليها، أن يكون الفقر سبباً للارهاب، واعتبر ان "المتطرفين يستفيدون من الديموقراطية، ولا يوجد إرهابي واحد في الأنظمة الديكتاتورية". وقال مبارك في مؤتمر صحافي عقده في مدريد: "آمل بأن تنتهي الحملة العسكرية قبل شهر رمضان، ولكن عندما تكون المعارك والعمليات العسكرية جارية لا نستطيع ان نضمن كيف سيكون الوضع. وإذا أمكن وقف العمليات من دون أن تكون المسألة لمصلحة الطرف الآخر، لكنني آمل بأن تتوقف الحملة قبل رمضان". وشدد رئيس الوزراء الاسباني خوزيه ماريا اثنار على ان "المهم هو القضاء على الارهاب". ويتحدث الرئيس المصري اليوم أمام الدورة الثالثة لمنتدى فورمنتور الاسباني الدولي الذي يعقد في جزيرة بالمادي مايوركا الاسبانية، تحت عنوان "توسيع الاتحاد الأوروبي والتعاون اليورو- متوسطي". وتأتي مشاركة مبارك هذه السنة بوصفه ضيف الشرف الرئيسي، الذي سيلقي الكلمة الرئيسية للدورة في إطار التعاون الأوروبي - المتوسطي، وتتناول دعم التعاون بين الجنوب والشمال سياسياً واقتصادياً واجتماعياً مع التركيز على مشكلات الدول المطلة على البحر المتوسط. ويحظى منتدى فورمنتور بمشاركة دولية عريضة من اوروبا ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وجنوب المتوسط، ويحضره رئيس الحكومة الاسبانية وعدد كبير من الزعماء والمسؤولين والوزراء من هذه المناطق، كما يحضر عدد كبير من الشخصيات البارزة والمفكرين ورجال الاعمال والمتخصصين في المجالات المختلفة، مثل السياسة والاقتصاد والاعلام والطاقة والبيئة والأمن وغيرها. ومن المقرر ان يشارك في المنتدى الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. "جيل من الارهابيين" وفي حديث نشرته صحيفة "البايس" الاسبانية أمس، حذر مبارك من أن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون بصدد ايجاد "جيل من الارهابيين" بسبب سياسة "التدمير والعنف" التي يمارسها تجاه الفلسطينيين. وأضاف أن "الحكومة الاسرائيلية بصدد صنع جيل من الارهابيين سيكون احتواؤه في المستقبل صعباً". واضاف ان عمليات "الدمار وحمامات الدم والاغتيالات والعنف والمذابح تشكل السياسة الوحيدة التي مارسها شارون منذ وصوله الى السلطة. سقط ابرياء اسرائيليون وفلسطينيون وعليه ان يفهم ان هذه السياسة هي بصدد جر اسرائيل إلى طريق محفوفة بالأخطار بدلاً من ضمان أمنها". وتطرق إلى مسألة الأماكن الإسلامية المقدسة في القدس، مؤكداً أن "بإمكان المسلمين النضال لقرون ولن يقبل أحد في العالم العربي أو الاسلامي ان تظل هذه الأماكن تحت السيادة الاسرائيلية". وأعرب عن اقتناعه بأن الاميركيين "مثل الأوروبيين لديهم اهتمام حقيقي بعدم ترك الأوضاع على ما هي عليه الآن، لأنها ستتدهور باضطراد، وحتى إسرائيل ستصبح في خطر". وأكد مجدداً أن قيام دولة فلسطينية مستقلة "أفضل ضمان" لأمن الدولة العبرية. ... الى المحاكم وتابع مبارك: "نريد دولة فلسطينية، ونعتقد ان لاسرائيل حق في الوجود داخل حدودها". وأشار الى ان "السلام هو السبيل الوحيد لتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط، لكن ذلك يستدعي حلاً عادلاً للقضية الفلسطينية". ودعا الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي الى "الضغط على اسرائيل وتوجيه تحذيرات واستعمال الوسائل المتاحة لحملها على التفاوض". وجدد نداءه من أجل تنظيم مؤتمر دولي حول الارهاب ملزم لكل الدول، يضع معايير مشتركة للتحرك حيال المجموعات الارهابية. وقال: "علينا تبني اتفاق دولي يحدد القواعد التي يجب اتباعها مع المجموعات الارهابية. وينبغي الا يحصل الارهابيون على اللجوء السياسي، بل تجب احالتهم على المحاكم".