} تُتابع الرباط نتائج التحرك الليبي على خط الجزائر، في ضوء إعلان طرابلس نيتها التوسط بين الجاريين المغاربيين. ويأتي التحرّك الليبي الهادف خصوصاً الى تفعيل الاتحاد المغاربي، بعد زيارة سرّية قام بها الوسيط الدولي جيمس بيكر للمغرب والجزائر لتطويق مضاعفات تهديدات أطلقتها جبهة "بوليساريو" بمعاودة حمل السلاح في الصحراء. ترصد الاوساط المغربية نتائج التحرك الليبي الحالي في اتجاه الجزائر في ضوء زيارة أمين مؤتمر الشعب العام البرلمان الليبي محمد زناتي موفداً من الزعيم الليبي العقيد معمر القدافي الى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة. وقالت هذه الأوساط ان الزيارة تُعتبر الترجمة الاولى لإعلان طرابلس نيتها القيام بجهود ل"رأب الصدع" بين المغرب والجزائر. وصدر الإعلان الليبي إثر زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس لطرابلس الاسبوع الماضي والتي رافقها موقف لافت لوزير الوحدة الإفريقية الليبي عبدالسلام التريكي الذي أكد ان قضية الصحراء "مشكلة مغربية - جزائرية". ولفتت الأوساط الى تصريحات جديدة أدلى بها الوزير الليبي في شأن موافقة "الجمهورية الصحراوية" التي أنشأتها "بوليساريو" على "ميثاق الاتحاد الافريقي". وقال مراقبون ان ذلك يؤكد تمسك "بوليساريو" بوجودها في أي اطار افريقي، في حين كان يُتوقع ان يكون إنشاء "الاتحاد الافريقي" خطوة تُمهّد لتعليق عضوية "الجمهورية الصحراوية" في المنظمات الافريقية. لكن محللين ربطوا بين تصريحات التريكي وزيارة المبعوث الليبي زناتي للجزائر. وقالوا ان الليبيين يريدون الظهور بمظهر المحايد لضمان نجاح وساطتهم، وتابعوا ان تصريحات التريكي عن ان الصحراء "مشكلة مغربية - جزائرية" أثارت على ما يبدو تساؤلات في الجزائر التي لا تعتبر نفسها طرفاً في قضية الصحراء، الأمر الذي أدى الى صدور التصريحات الليبية الجديدة عن وضع "الجمهورية الصحراوية" في التجمعات الافريقية. وقالت مصادر ليبية في الرباط ل"الحياة" ان مبادرة الوساطة الليبية "تفرض التزام نوع من الحياد لضمان نجاح الجهود المبذولة". وأوضحت "ان الجهود منصبة الآن على معاودة تفعيل الاتحاد المغاربي، وقضية الصحراء ليست في جدول اعمال الاتحاد المغاربي راهنا. لكن يمكن ان تُحتوى في اطار ثنائي في المغرب والجزائر". الى ذلك، اكدت مصادر رسمية ان الحكومة المغربية بصدد اعداد ردها على اقتراحات الاممالمتحدة لجهة حل نزاع الصحراء في نطاق "ملاءمة الاجراءات المغربية للقوانين الدولية" حيال منح الصحراويين صلاحيات في ادارة الشؤون المحلية. لكن الرباط تربط تسليم ردها بموافقة "بوليساريو" على هذه الاقتراحات. وتوقع مراقبون ان يكون الوسيط الدولي في نزاع الصحراء جيمس بيكر بحث في جوانب من هذه القضية في زيارة سرية قام بها الشهر الجاري لكل من المغرب والجزائر. وارتبطت زيارته بتطويق مضاعفات تهديدات "بوليساريو" بمهاجمة المشاركين في "رالي باريس - داكار".