حقق المستشار الألماني غيرهارد شرودر امس فوزاً مزدوجاً في البرلمان الاتحادي بتمكنه من تجديد الثقة به وبحكومته ووضع 3900 جندي في حال تأهب لإرسالهم الى افغانستان. ونجح شرودر في كسر شوكة المعارضة ودعاة السلام في حزبه وحزب الخضر المعارضين للحرب في افغانستان ولإرسال جنود ألمان إليها. ونال شرودر الثقة المطلقة بحصوله على 336 صوتاً في مقابل 226 صوتاً للمعارضة. وصوت أربعة نواب خضر ضد الحكومة وكذلك نائبة من الحزب الاشتراكي الديموقراطي الحاكم التي اعلنت انسحابها من كتلته النيابية احتجاجاً على نية ارسال قوات الى افغانستان. وإثر خلافات مع حزب الخضر حول مدى المشاركة الألمانية العسكرية مع الولاياتالمتحدة في الحملة ضد الإرهاب لجأ المستشار الألماني الى ربط مصيره ومصير الحكومة الائتلافية بموافقة الأكثرية الحكومية على ارسال 3900 جندي لدعم الولاياتالمتحدة في حربها ضد الإرهاب الدولي. وهذه هي المرة الأولى التي يربط فيها مستشار ألماني اعطاء الثقة له ولحكومته بقضية محددة. وكان عدد من نواب الخضر خرج في الأيام الماضية على دعوة حزبه الموافقة على ارسال الجنود الألمان وقرر التصويت ضد اقتراح الحكومة، مما هدد بعدم حصول المستشار وحكومته على الأكثرية الحكومية. ورد المستشار على موقف المعارضين داخل حزبه وحزب الخضر بالتهديد بفرط الائتلاف الحكومي في حال خسارته عملية التصويت، والدعوة الى انتخابات نيابية عامة قريبة، الأمر الذي جعل قيادة الخضر تمارس ضغوطاً شديدة على نوابها للتصويت بنعم، لكنها لم تتمكن من إقناع الجمع فصوّت اربعة منهم ضد الحكومة. وعرض شرودر في كلمته امام البرلمان موقفه قائلاً "إن القرار الذي سيتخذ اليوم لوضع قوات من الجيش في حال تأهب للكفاح ضد الإرهاب يمثل منعطفاً بالتأكيد". وأضاف: "للمرة الأولي يجبرنا الوضع الدولي وكذلك اعلان الحرب علينا من جانب الإرهاب على تحضير قوات من الجيش لاستخدامها خارج منطقة عمليات حلف الناتو". ورأى ان الانتصارات العسكرية التي تحققت ضد "طالبان" فتحت الطريق امام ايصال المساعدات الإنسانية الى الشعب الأفغاني وأن بلاده خصصت اكثر من 350 مليون مارك لذلك، اضافة الى ان هذه الانتصارات "حررت الأفغان من حكم طالبان الخانق وعزلت الإرهابيين الى حد كبير". لكن ممثلي الأحزاب المعارضة في البرلمان رأوا في عملية التصويت ازمة عميقة بين الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر وبدء النهاية للتحالف، خصوصاً بعد ظهور ردود فعل معادية للولايات المتحدة بينهم.