توقعت ادارة معلومات الطاقة في الولاياتالمتحدة أن ينهي متوسط أسعار النفط سنته الجارية منخفضاً 5 دولارات عن العام الماضي لكنها توقعت أن تتخذ الأسعار مسارا تصاعديا في السنوات المقبلة مدعومة بارتفاع الطلب الدولي على النفط بمعدلات أعلى مما كان متوقعا في السابق علاوة على فاعلية منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في ادارة انتاج أعضائها وبطء المنتجين من خارج "أوبك" في الاستجابة للأسعار المرتفعة. وذكرت الادارة، في نسخة مبكرة عن تقريرها السنوي "آفاق الطاقة لسنة 2002" أصدرته أول من أمس أن متوسط أسعار النفط يتوقع أن ينخفض من 22.24 دولار للبرميل العام الماضي الى 21.72 دولار السنة الجارية بأسعار سنة 2000 قبل أن يبدأ بالارتفاع تدريجاً بعد 2002 ليصل الى 24.68 دولار سنة 2020 محدثة بذلك تعديلاً ملموسا على تقريرها السابق الذي توقع ألا يزيد متوسط الأسعار على 22.92 دولار. وعزت الادارة، التي تتبع وزارة الطاقة الأميركية، سبب التعديل السعري في تقريرها الجديد الى ارتفاع الطلب العالمي على النفط أكثر مما كان متوقعاً وقالت: "ان الأسعار ستكون في الأعوام التي تلي سنة 2002 أعلى من مستوياتها في تقرير آفاق الطاقة لسنة 2001 بسبب فاعلية أوبك في ادارة الانتاج وبطء المنتجين من خارج أوبك في الاستجابة للأسعار المرتفعة" لكنها لفتت في الوقت نفسه الى أن زيادة الانتاج المتوقعة في كل من "أوبك" وخارجها ستساهم في تقييد حركة الأسعار. وحسب التعديلات الجديدة التي تأتي وسط موجة التفاؤل التي تسربت الى الاقتصاد الأميركي بعد التطورات الأخيرة في أفغانستان توقعت الادارة أن يرتفع الطلب الدولي على النفط من 76 مليون برميل يومياً العام الماضي الى 118.9 مليون برميل سنة 2020 معززة بذلك توقعاتها السابقة بنحو 1.5 مليون برميل يومياً من الطلب الاضافي الذي توقعت أن يتوزع على السوق الأميركية والدول النامية. وذكر المحللون الأميركيون أن زيادة الانتاج في منطقة أوبك وخارجها ستؤدي الى نمو الأسعار ببطء حتى سنة 2020 وأشاروا الى أن أوبك ستضاعف انتاجها ليصل الى 57.5 مليون برميل يومياً سنة 2020 ارتفاعاً من 30.9 مليون برميل العام الماضي بينما سيرتفع الانتاج خارج "أوبك" في الفترة نفسها من 45.7 الى 61.6 مليون برميل، ما يشكل اضافة جديدة على التوقعات السابقة بمقدار 1.7 مليون برميل يوميا. وبنى المحللون توقعاتهم الجديدة على أن معدل انتاج بحر قزوين سيربو على 6.5 برميل يومياً بحلول سنة 2020 وأن انتاج بحر الشمال سيبلغ الذروة ويصل الى 7.5 مليون برميل يومياً منتصف العقد الجاري الا أن هذا الانتاج سيتراجع بوتيرة أبطأ مما كان متوقعا العام الماضي كما أن انتاج البرازيل سيصل الى قرابة مليوني برميل يوميا بحلول سنة 2010 وأن انتاج الحقول البحرية في غرب أفريقيا سيناهز مليوني برميل يوميا في الفترة نفسها بينما سيرتفع انتاج المكسيك بنسبة 30 في المئة على مستواه الراهن. وعن تطورات الطلب في السوق المحلية حتى سنة 2020 توقعت الادارة خروج الاقتصاد الأميركي من التباطؤ الراهن في النصف الثاني من السنة المقبلة وتحقيق نمو نشط بمعدل 3 في المئة سنوياً في الفترة اللاحقة ما سيسمح بازدياد استهلاك النفط بنسبة 1.5 في المئة في المتوسط سنوياً، وأشارت الى أن قطاع المواصلات سيرفع الطلب على النفط 830 ألف برميل يوميا مقارنة بتوقعات التقرير السابق. وسيسهم النمو المتوقع في الطلب على النفط من جهة وتراجع الانتاج المحلي من جهة أخرى في ارتفاع حصة الواردات من 53 في المئة عام 2000 الى 62 في المئة سنة 2020 لكن الادارة أجرت تعديلا طفيفا على توقعاتها السابقة في شأن الانتاج المحلي مشيرة الى أن حقولا جديدة في آلاسكا سترفع الانتاج بمقدار 600 ألف برميل يوميا ابتداء من نهاية العقد الجاري ليصل الى 5.6 مليون برميل يومياً بحلول 2020.