حققت اسعار النفط قفزة فورية في بورصة النفط الدولية في لندن اثر الدعوة السعودية لاتخاذ مزيد من الاجراءات لدعم سوق النفط المتهاوية. وارتفع سعر خام القياس "برنت" في عقود كانون الثاني يناير 23 سنتاً الى 10.53 دولار للبرميل عند بدء التعامل بعد ان هوى اول من امس الى حدود 9.90 دولار وهو ادنى مستوى للاسعار السنة الجارية. ووصف بيتر جينو الخبير في "سولومون سميث بارني" دعوة مجلس التعاون بأنها "خطوة الى الامام" لكن ليس واضحا بعد ما اذا كانت ستؤدي الى اجراءات اخرى في سوق النفط. وتزامنت الدعوة الخليجية مع اعلان من ادارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الاميركية بان اسعار الخام ستكون على الارجح "اقل من 11 دولاراً للبرميل في الربع الاول من السنة المقبلة على ان يرتفع الى 12.5 في الربع الاخير وان يكون متوسط السعر للسنة في حدود 11.75 دولار. وعزت الادارة توقعاتها الجديدة وخفض توقعاتها السابقة بنحو دولار الى الاجواء الدافئة التي سادت حتى الآن في النصف الشمالي للكرة الارضية. وتوقعت الادارة ان يحدث توازن بين العرض والطلب في اسواق النفط الدولية السنة المقبلة عند مستوى 75.5 مليون برميل يومياً. وذكرت الادارة، المسؤولة عن الاحصاءات في وزارة الطاقة الاميركية، ان احدث توقعاتها تلغي فائضاً قدره 100 الف برميل يومياً في امدادات النفط سنة 1999 كانت تكهنت به في تشرين الثاني الماضي. وجاءت التكهنات الجديدة للادارة في تقريرها الشهري عن التوقعات في مجال الطاقة في الاجل القصير. وتظهر التوقعات الجديدة قفزة قدرها 400 ألف برميل يومياً في انتاج "اوبك" من النفط السنة المقبلة الى 30.6 مليون برميل يومياً الا ان توقعاتها للانتاج النفطي لسنة 1999 تتضمن خفضا بمقدار 100 ألف برميل في انتاج كل من الولاياتالمتحدة ليصبح 9.3 مليون برميل يومياً وانتاج المكسيك ليصبح 3.5 مليون برميل يومياً وانتاج الصين ليصبح 3.2 مليون برميل يومياً وانتاج الجمهوريات السوفياتية السابقة ليصبح 7.2 مليون برميل يومياً. ومن المتوقع ان ينخفض انتاج النفط الاميركي السنة المقبلة بسبب اغلاق آبار في خليج المسكيك بعد موجة اعاصير وقعت في الاونة الاخيرة واستمرار انخفاض اسعار النفط ما يجعل النفط المستورد ارخص ثمناً. وعدلت ادارة معلومات الطاقة ايضاً تقديرها لمتوسط اسعار النفط سنة 1999 الى 11.73 دولار للبرميل. وذكرت "ان متوسط الاسعار في الربع الاول من 1999 سيكون على الارجح اقل من 11 دولاراً للبرميل ثم يرتفع الى 12.5 دولار بحلول الربع الاخير من السنة". واشارت الادارة الى ان متوسط اسعار النفط لسنة 1998 بلغ 12.16 دولار للبرميل وهو ادنى متوسط سنوي منذ عام 1973. ولاحظت ان تعديل تقديراتها بالخفض بين دولار واحد و1.75 دولار عن تقديرات تشرين الثاني يعود الى حد كبير الى عدم الوصول الى اي اتفاق بين منتجي النفط في اجتماع "اوبك" الاخير. من جهة ثانية رويترز ذكرت وكالة الطاقة الدولية انه لم يطرأ تغير يُذكر على نمو الطلب الدولي على النفط نظراً لضعف الطلب في دول صناعية كبرى. واشارت، في تقريرها الشهري عن سوق النفط، الى ان الطلب الدولي لم يتغير في ايلول سبتمبر وتشرين الاول أكتوبر الماضيين. وادى ضعف الطلب، خصوصاً في آسيا، الى هبوط أسعار النفط بنسبة 40 في المئة السنة الجارية لكن تقرير الوكالة قال "ان ضعف الطلب الاخير لم يقتصر على آسيا فقط انما امتد عبر عدد كبير من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية". وذكرت الوكالة، ومقرها في باريس، ان نمو الطلب الدولي في أيلول كان محدوداً اذ بلغ 0.4 في المئة بينما تراجع الطلب في تشرين الاول بنسبة 2.3 في المئة عنه قبل عام. وتوقعت الوكالة أن يظل الطلب الدولي في الربع الاخير من السنة ثابتاً عند 75.7 مليون برميل يوميا أي بنحو 650 ألف برميل يومياً اقل من توقعاتها السابقة.