تعتمد بريطانيا منذ اليوم إجراءات جديدة طلبتها وزارة الداخلية تسمح باحتجاز إرهابيين مشتبه بهم فترات طويلة من دون تقديمهم الى المحاكم. وطلبت حكومة توني بلير أمس من النواب إقرار المرحلة الأولى من هذه الخطوة الطارئة التي اعتمدتها للتعامل مع التطورات التي أعقبت اعتداءات 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وأمام مجلس العموم مهلة 40 يوماً لإقرار الاجراء الجديد الذي يجب على مجلس العموم تجديد العمل به كل عام، ويُركّز على الأجانب الذين يعيشون في بريطانيا ويُشتبه في أنهم "إرهابيون" لكن لا يُمكن ترحيلهم بموجب قوانين الهجرة واللجوء المطبقة حالياً. وتلقى الخطوة البريطانية معارضة شديدة من منظمات حقوق الإنسان التي تقول انها ستطعن فيه أمام المحاكم الأوروبية، لافتة الى ان إقرار الإجراءات سيثير غضب المسلمين البريطانيين. وقدّم وزير الداخلية ديفيد بلانكيت أمام مجلس العموم طلباً يسمح لبريطانيا بأن تُعلّق موقتاً العمل بالمادة الخامسة من المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان التي تضمن الحرية لأي شخص وتمنع اعتقاله من دون محاكمة. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية ان المادة 15 من المعاهدة تسمح للدول الموقعة عليها بأن تُعلّق العمل بالمادة الخامسة في حالات الحروب و"الطوارئ". ويقول الوزير بلانكيت ان قرار الاحتجاز من دون محاكمة يمكن ان يُطبق على "عشرات" الأشخاص. وقال انه قد يُطبّق على أشخاص يرفضون قرار ترحيلهم الى دول ثالثة، وانهم يمكن ان يبقوا نتيجة ذلك ستة شهور في الاعتقال. لكن يحق لهم الطعن في الإجراء. وقال حزب المحافظين المعارض انه سيدعم "على مضض" الإجراءات التي تطلب الحكومة العمالية تمريرها في البرلمان. الى ذلك، واصلت الحكومة الأميركية اجراءاتها في حق مواطني الشرق الأوسط والتي بدأت إثر اعتداءات 11 ايلول الماضي. فبعد أيام من إعلان الإدارة انها بدأت اعتماد خطوات مشددة في منح تأشيرات لمواطنين من دول معينة إسلامية، أفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها أمس ان المحققين الفيديراليين الأميركيين اتصلوا بأكثر من 200 كلية طالبين معلومات عن الطلاب القادمين من دول الشرق الأوسط، في أوسع خطوة من نوعها منذ أيام الحرب الباردة. وتضمنت الطلبات معرفة الدراسات التي يتخصص فيها الطلاب، وهل هم نجباء في تعلّمهم، وأماكن سكنهم. ولم يكتف المحققون بالاتصال بإدارات الجامعات فقط، بل استمعوا الى طلاب، وسألوهم عن آرائهم بأسامة بن لادن، وعن المطاعم التي يُفضّلونها، وعن مشاريعهم المستقبلية بعد تخرّجهم. وذكرت الصحيفة ان كل الجامعات تقريباً تجاوبت مع الطلبات الحكومية وزوّدت المحققين المعلومات المطلوبة. ونقلت عن طالب سعودي في جامعة كولورادو قوله ان المحققين ختموا الاستماع اليه بالقول: "انتظر ان ترانا مجدداً".