تبنى مؤتمر الاممالمتحدة حول المناخ في مراكش في جلسة عامة صباح أمس اتفاقاً حول تطبيق بروتوكول كيوتو في شأن المناخ. ويلزم البروتوكول الدول الصناعية في العالم بخفض الانبعاثات الغازية التي يقال انها تؤدي الى ظاهرة الاحتباس الحراري بنسبة خمسة في المئة في الفترة من معدلات عام 1990 بحلول سنة 2010. مراكش، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - انقذت 167 دولة مشاركة في المفاوضات المناخية في مراكش أمس، بعد اربعة أعوام من العمل وعقب ليلة من المناقشات الحامية، بروتوكول كيوتو حول تقليص الانبعاثات الغازية من الفشل بعد ستة شهور على انسحاب الولاياتالمتحدة منه. وافق وزراء البيئة وممثلو المشاركة بالاجماع على قرار يمنح روسيا حصة 33 مليون طن في مجال "آبار الكربون" وهي الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس التى تنبعث من الغابات. واعلن رئيس الوفد الروسي الكسندر بدريتسكي ان موسكو ستصادق على بروتوكول كيوتو. وقال ان المؤتمر في مراكش "فتح الطريق امام جميع الدول بما فيها روسيا للمصادقة" على البروتوكول. وقال الوزير البلجيكي اوليفييه دولوز الذي رأس الوفد الاوروبي: "لم يعد من الممكن حالياً الرجوع عن دخول بروتوكول كيوتو حيز التنفيذ". ورحب وزير البيئة الفرنسي ايف كوشيه بالتوصل الى "اتفاق الجميع على كل شيء" ولم يخف ان النص الختامي المعتمد "تم تعديله لاكسابه بعض المرونة". اما منظمة السلام الاخضر غريبنبيس فقد رأت ان المعركة التي جرت في مراكش آلت الى نتيجة هزيلة. ويقضي برتوكول كيوتو بتقليص 5.2 في المئة من انبعاثات الغازات التي تنتجها الدول الصناعية بحلول 2008-2010 بالنسبة الى نسبتها عام 1990 ويشكل اهم اتفاق بيئي غير انه لم ينل مصادقة اي دولة كبيرة بعد. وانقذ الاتفاق للمرة الاولى من الفشل في تموز يوليو المنصرم في بون بعد اربعة اشهر على انسحاب الاميركيين منه. ويشكل النص الذي اعتمد رسمياً في مراكش الصيغة القانونية للاتفاق السياسي الذي عقد في بون ويفسح المجال امام المصادقة اللازمة لانطلاق فعلي لعمليات تقليص الملوثات. ويأتي اتفاق مراكش نتيجة لمساومات دؤوبة. بالتالي حصل الروس على حصة آبار الكربون التي يطالبون بها كلها، اي 33 مليون طن، ما يشكل قرابة ضعفي الكمية التي كانوا حصلوا عليها في المؤتمر الاخير في بون في تموز. وتشكل الآبار مخزون ثاني اكسيد الكربون في الغابات والاراضي الزراعية الناجم عن التخليق الضوئي فوتوسنتيزس، وهي ظاهرة مثيرة للجدل، اذ ان مساهمتها الفعلية في توازن الطبقة الجوية ما زال غير مؤكد علمياً. واعربت روسيا عن نيتها المصادقة على بروتوكول كيوتو امام الدول ال167. وقال رئيس بعثتها الكسندر بدريتسكي "ان المؤتمر يفتح مجال المصادقة للدول كافة بما فيها الاتحاد الروسي". وقلل دولوز من اهمية التنازل الروسي، قائلاً: "نظراً الى تطور اقتصادهم منذ عام 1990 بلغ الفائض السنوي من ثاني اكسيد الكربون لدى الروس 300 مليون طن بينما كنا نتناقش حول ما يراوح بين 17 و33 مليوناً". ويعتبر انضمام روسيا ضرورة للبروتوكول الذي شهد في آذار مارس المنصرم مغادرة الاميركيين الذين رأوا فيه ظلماً وضرراً لاقتصادهم. اما اليابان التي علقت بين صداقتها التقليدية مع الولاياتالمتحدة ورغبتها في احترام التعهدات التي قامت بها عام 1997 على اراضيها في كيوتو فقد منحت موافقتها بعد ساعات طويلة من النقاش. غير ان طوكيو تملصت من التأكيد على مصادقتها البروتوكول امام البعثات أمس. وفي طوكيو قال رئيس الوزراء الياباني جونيتشيرو كويزومي أمس انه يرحب الاحتباس الحراري بالاتفاق الذي تم التوصل اليه في مراكش للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري. وقال: "ارحب بالاتفاق الذي تم التوصل اليه". واضاف: "اود ان اعقد اجتماعاً لمقر الوقاية من الاحتباس الحراري يوم الاثنين المقبل ... ودرس الكيفية التي يمكن ان نمضي بها قدماً في شأن ابرام بروتوكول كيوتو". وقال دولوز امام الصحافيين ان "المعلومات موجودة" في دعوة عاجلة لليابانيين. وأضاف: "ليس هناك اي حجة لعدم المصادقة. ولا حتى واحدة". وتعهد الاتحاد الاوروبي بمصادقة بروتوكول كيوتو قبل قمة الارض الثانية التي يفترض ان تعقد في جوهانسبرغ في ايلول سبتمبر سنة 2002. وتنص قوانين البروتوكول على مصادقة 55 دولة تمثل 55 في المئة من انبعاثات الدول الصناعية عام 1990 كي يصبح ساري المفعول. ويشكل بروتوكول كيوتو المحاولة الاولى على صعيد عالمي لمكافحة انعكاسات الانبعاثات الملوثة على المناخ. وسيكون تأثيره محدوداً في المرحلة الاولى وخصوصاً بسبب مغادرة الولاياتالمتحدة وهي اكبر ملوث في العالم من ناحية انتاجها ربع انبعاثات ثاني اكسيد الكربون. غير انه سيلعب دور اطار للمفاوضات المقبلة في شأن المناخ، ما يبرر استغراق وضع تلك القوانين قرابة اربعة اعوام من المفاوضات الصعبة.