واشنطن - رويترز - أقر مجلس الشيوخ الاميركي تشريعا يوفر مزيدا من الاموال لتنشيط قدرات التجسس لدى الولاياتالمتحدة الساعية الى تحسين قدرات وكالات الاستخبارات التي تمثل خط جبهة الحرب ضد الارهاب. وشمل القرار الذي جرت الموافقة عليه اول من امس مشروع قانون التمويل السنوي لوكالة الاستخبارات المركزية ووكالة الامن القومي وبرامج الاجهزة الاخرى. وتبقى الارقام التي تضمنها المشروع سرية، لكن مصادر في الكونغرسكشفت انه يزيد الانفاق بنسبة 7ر7 في المئة في العام 2002 عن المستويات الحالية التي يقدرها الخبراء بحوالي 30 مليار دولار. وكان مجلس النواب اقر الصيغة الخاصة به لمشروع القانون في الشهر الماضي. وينبغي الان ان يتفاوض مجلسا الشيوخ والنواب على صيغة وسط فيما بينهما. ويعتبر اعضاء في الكونغرس ان الاستخبارات في مقدم جبهة الحرب على الارهاب، لذلك ينبغي تنشيطها في مرحلة ما بعد الحرب الباردة، اذا ما كانت الولاياتالمتحدة تصر على كسب معركتها. وقال بوب غراهام رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ: "نحن ندرك ان الاستخبارات الجيدة في التوقيت المناسب هي خط الدفاع الاول واحيانا الوحيد لدينا ضد الارهاب". واعرب السناتور الجمهوري ريتشارد شيلبي نائب رئيس اللجنة عن اعتقاده بان "الحرب التي نخوضها اليوم هي حرب تقودها الاستخبارات على نحو لم نشهده من قبل. هذه الحرب ليس لها خطوط جبهة وميدان القتال عالمي. ان ميدان المعركة هو مكان وجود الارهابيين ومؤيديهم". واضاف: "مجتمع الاستخبارات لدينا تغير بسرعة اقل بكثير مما تغير العالم من حولنا. ومازال في عنواح مهمة عدة في هيكله الذي كان عليه اثناء الحرب الباردة". من جهة اخرى، ذكر مصدر مطلع ان اللجنة تستعد لتقديم توصية تخول مدير وكالة الاستخبارات المركزية السلطة على موازنة وكالات الاستخبارات الثلاث التي تتبع حاليا سلطة وزارة الدفاع. يذكر ان رئيس الوكالة المركزية مسؤول عن 13 برنامجا في ادارات الحكومة، بينها برامج في وزارة الدفاع ووزارة الخارجية، لكن ليس لديه سيطرة كبيرة على نفقاتها باستثناء الوكالة المركزية. الى ذلك، قال وزير العدل الاميركي جون اشكروفت الخميس ان الولاياتالمتحدة كسبت معركتها الاولى في الحرب ضد الارهاب. واضاف في كلمة امام مسؤولي وزارة العدل لمناسبة اعلان اعادة هيكلة الوزارة، ان اليقظة المستمرة والصبر من جانب الشعب الاميركي ساعدا على تجنب هجوم كبير آخر على الولاياتالمتحدة. وقال للمسؤولين الذين تجمعوا في القاعة الكبرى في مبنى الوزارة: "شهدت الجبهة الداخلية بداية المعركة في الحرب ضد الارهاب وخرجت اميركا منتصرة". وتابع: "مرت معركة البداية لكن الحرب الدائرة ستكون طويلة. وستفرض الاسابيع والشهور والاعوام المقبلة اعباء اضافية وستحتاج الى مزيد من التضحيات". وكان اشكروفت اصدر الشهر الماضي تحذيراً من هجوم ارهابي محتمل ضد الولاياتالمتحدة او المصالح الاميركية. وقال: "كانت اميركا على مدى شهرين خاضعة لتهديدات ارهابية مستمرة استنادا الى معلومات للاستخبارات. وانقضت فترة من التهديد الشديد للغاية". والتحذير الذي صدر في 29 تشرين الاول اكتوبر الماضي والذي يشبه بدرجة كبيرة تحذيراً اصدره مكتب التحقيقات الفيديرالي في 11 تشرين الاول يقول ان الوزارة لديها معلومات "موثوق فيها" عن هجوم محتمل في المستقبل، لكنه لم يقدم تفاصيل محددة.