قام الرئيس التنفيذي لشركة EDS المتخصصة في تقنية المعلومات ديك براون بزيارة الإمارات العربية والبحرين، في خطوة تجسّد الاهتمام الكبير في منطقة الشرق الأوسط والثقة باقتصادها، بعد الحوادث العالمية الأخيرة. والتقى براون ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن محمد آل خليفة ووزير الدفاع في الإمارات ولي عهد إمارة دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. "الحياة" التقت براون وحاورته عن القضايا الخاصة بقطاع خدمات تقنيات المعلومات ومستقبل صناعتها في المنطقة وقضايا أخرى. ما هي طبيعة الخدمات والحلول التي تقدمها شركة EDS الى منطقة الشرق الأوسط، وما خططكم الاستثمارية في المنطقة؟ - تقدم EDS مجموعة متكاملة من أرقى الخدمات والحلول المختصة في تقنية المعلومات وذلك بدءاً من وضع الاستراتيجية المتخصصة، مروراً بالتنفيذ، وانتهاء بتقديم خدمات الإدارة الشاملة لمواقع أنظمة المعلومات. علاوة على ذلك، في جعبتنا ما يربو على اربعة عقود من الخبرة في ميدان تقنية المعلومات والخبرات المتخصصة في مختلف القطاعات ونجعلها متاحة للمؤسسات والشركات في الشرق الأوسط. وبالفعل، تتمتع شركتنا بحضور متميز في الشرق الأوسط من خلال حلولنا التي تعتمدها كل من شركة طيران الخليج Gulf Air، وحكومة دبي الالكترونية. ونحن ملتزمون تحقيق المزيد من النمو في عملياتنا لتشمل شتى القطاعات في منطقة الشرق الأوسط. من ناحية أخرى، نحن في صدد التوقيع على المزيد من الاتفاقات في القطاعين الحكومي والخاص في كل من المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقطر، وعمان، والكويت، والأردن. كما تعمل شركتنا على استقطاب أفضل اختصاصيي تقنية المعلومات في المنطقة للانضمام إلى فريق عملنا. ما العقبات والتحديات التي تعترض سبيل الحكومات والمؤسسات الكبرى الشرق الأوسطية التي تريد الانضمام إلى الاقتصاد الرقمي الجديد؟ - لا تختلف التحديات التي تواجهها المؤسسات والحكومات في الشرق الأوسط حيال الانضمام إلى الاقتصاد الرقمي الجديد عن تلك التي تجابه المؤسسات والحكومات في أي مكان آخر في العالم. إذ أن المعلومات هي العملة الرئيسة التي يعتمد عليها الاقتصاد الرقمي الجديد. ولتتمكن المؤسسات والحكومات من تحقيق المشاركة الكلية في الاقتصاد الرقمي، عليها أن تكون متصلة بالإنترنت، وأن تمتلك بنية تحتية للشبكات قادرة على توفير المعلومات الموثوقة على مدار الساعة ضمن بيئة عالية الأمان والحماية للمستخدم. يتطلب بناء هذه البنية التحتية التزاماً شاملاً، وتوافر الخبرة التقنية المطلوبة، مع مقدار كبير من الإبداع والابتكار. ما هي أهداف الشركة في منطقة الشرق الأوسط خلال العام المقبل؟ - يكمن هدفنا في تحقيق النمو. إذ يشهد قطاع خدمات تقنية المعلومات في الشرق الأوسط حالاً من النمو المتصاعد. ولو نظرنا إلى معدلات نمو هذا القطاع في القارة الأوربية والشرق الأوسط وأفريقيا مجتمعة، لوجدنا أنها تزداد بما يتراوح من 14 إلى 16 في المئة سنوياً، بينما يربو معدل نمو عوائد شركتنا في هذه المناطق على ضعف هذه النسبة. كيف سيؤثر تعيين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق ايهود باراك مستشاراً لكم على عملياتكم في المنطقة؟ - تمتد نشاطات شركة EDS لتغطي أماكن عدة في شتى أصقاع العالم، وبالتالي تعتمد الشركة بدورها على الكثير من المستشارين. وباراك لا يعدو أكثر من واحد من أولئك المستشارين. سيقوم بتوفير الاستشارة لشركتنا في أمور العولمة. وبالتالي، موقعه الحالي لن يؤثر على أعمالنا في الشرق الأوسط والعالم العربي في أي شكل من الأشكال. وأحب أن اشير هنا إلى أننا نقوم على أساس متين من الثقة والحفاظ على سرية وخصوصية العملاء. وبالتالي، لا يمتلك استشاريونا الحق في الوصول إلى أي من بيانات عملائنا. ما نوع التجربة الجديدة التي تجلبها EDS للإنترنت في الشرق الأوسط؟ - تجلب الخبرات العالمية التي تتمتع بها في ميدان خدمات تقنية المعلومات. فنحن شركة عالمية تمتلك ما يزيد على 9000 عميل. وأحب أن أبيّن هنا أن التوجّه الى استخدام الإنترنت والاعتماد عليها في أداء الأعمال لا يقتصر على تكوين "موقع" على الإنترنت وحسب، بل يمتد الأمر الى اكثر من ذلك بكثير، إذ يشتمل على عمليات الاستضافة، والإدارة، وتأمين الحماية الكافية للبيانات في الإنترنت. والأهم من ذلك كله، يعني الانتقال تكوين بيئة إنترنت ترتكز في أساسها الى نظام أعمال راسخ ومتين. وتأتي بوابة حكومة دبي الإلكترونية خير مثال على حلول EDS للإنترنت. إذ ستقدم هذه البوابة خدمات متعددة مثل طلبات تأشيرات الدخول، والتقدم الى الوظائف، وتصاريح العمل، ضمن بيئة عالية الأمن. كيف تنظرون إلى واقع تطور تقنية المعلومات في الشرق الأوسط في الأعوام الخمسة المقبلة؟ - سيتحرك قطاع تقنية المعلومات في الشرق الأوسط، إذ نرى شركات محلية تتوجه نحو الاستثمار في خدمات المعلومات لتحسين إنتاجيتها وأدائها. وبعد حوادث الحادي عشر من أيلول سبتمبر، نرى أن هناك تركيزاً من الأسواق العالمية على خدمات الحماية واستمرار الأعمال. والجدير ذكره، أن الشركات التي دمّرت مكاتبها تماماً في الحوادث المأسوية، والتي كانت كلّفت شركات متخصصة القيام بتزويدها بخدمات المعلومات المتكاملة، عادت إلى العمل في فترة قياسية. من هنا، تدرك الشركات اليوم أن التخطيط الاحترازي ليس ترفاً، بل ضرورة حتمية لنجاح الأعمال واستمرارها.