مع بداية هذا الأسبوع، شرّع معرض «جيتكس دبي 2013» أبوابه أمام آلاف المستثمرين والمهتمين في عوالم التكنولوجيا، بعد أن أعدّت أكثر من 3500 شركة عُدّتها لعرض ما لديها من مستجدّات المعلوماتية والاتصالات. وبذا، تكرّرت هذه الفُرجة الإلكترونيّة التي دأبت إمارة دبي على استضافتها سنوياً منذ 33 عاماً، ما جعل «جيتكس دبي» يحتل المركز الثالث بين معارض التكنولوجيا الرقميّة عالمياً. الأمن الضائع استبق هلال المريّ، الرئيس التنفيذي ل «مركز دبي التجاري»، المعرض بالتأكيد أن شركات التقنية العاملة في الإمارات تستحوذ على قرابة 29 في المئة من عدد العارضين في «جيتكس 2013»، وعدد الدول المشاركة في المعرض قرابة 61 دولة منها 9 دول تشارك للمرّة الأولى هي بيلاروسيا وفنلندا وكينيا وليتوانيا وصربيا وسلوفينيا وتونس وأوكرانيا. وفرض موضوع أمن المعلومات نفسه على المعرض، إذ اهتمت به مجموعة من الشركات المُتخصّصة به، مع ملاحظة أن مصارف المنطقة وشركاتها الكبرى كانت مسرحاً لهجمات إلكترونيّة متكرّرة كبدتها خسائر فادحة، خلال الشهور القليلة الماضيّة. واستبَقَت هذه الشركات «جيتكس» بنشر تقارير وثّقَت أن الجريمة الإلكترونيّة تكلّف الاقتصاد العالمي قرابة 800 بليون دولار سنوياً، من خلال العبث بمعلومات الشركات، وسرقة الهوية، والاحتيال على مستخدمي بطاقات الائتمان وغيرها. وقبل المعرض، قدّمَت شركة «هيتاشي» اليابانيّة حلولاً جديدةً في تقنيّات التخزين الرقمي والشبكات المتقاربة وخدمات تعزيز الأمن الرقمي الذاتي للأفراد والمؤسّسات، إضافة إلى تحديث مركز البيانات في الشركة عبر اعتماد «سحابة معلوماتيّة» خاصة به، مع الأمل بالوصول إلى أمن معلوماتي بنسبة 100 في المئة. وكذلك بيّنت «سيمانتك» انها تعرض في «جيتكس»، للمرة الأولى، مركزاً للعمليات الأمنية، هو عبارة عن محاكاة لمراكز الشركة لمراقبة نشاطات الفيروسات والبرامج الخبيثة المنتشرة. وقدّم المعرض أمثلة حيّة لعمليات رصد نشاطات الفيروسات وانتشارها وسلوكها عبر الإنترنت، إضافة إلى تقنيّات تُستَخدَم لتتبع الهجمات الإلكترونيّة ومراقبتها وصدّها. كذلك استغلت شركة «مكافي» الزخم الأمني في «جيتكس». فنظّمَت ورشة عمل حول «الهجمات الإلكترونيّة» لتسليط الضوء على مُسبّبات الهجمات الإلكترونيّة، والاحصاءات المتعلقة بهذه الهجمات، وسُبُل حماية المعلومات في المؤسّسات الحكوميّة والخاصة. وأتت هذه الورشة بعد افتتاح «مكافي» أخيراً لأول مركز عالمي في الشرق الأوسط وأفريقيا (مقرّه دبي) للتصدي للهجمات الإلكترونيّة وحماية المؤسسات في المنطقة. بعيداً من أمن المعلومات والتنافس بين شركاته، عمَدَت مجموعة من المؤسسات العالميّة المُتخصّصة بأجهزة التلفزيون والخليوي، إلى استعراض عضلاتها التقنيّة. وأبرزت شركة «فيليبس» شاشات عرض مبهرة، فيما قدّمت شركة «إم إم دي» مجموعة واسعة من الشاشات المتطوّرة، سواء في حقل التلفزة أم الكومبيوتر. ولم تنحصر المنافسة خلال «جيتكس» على شركات أمن المعلومات وأجهزة التلفزة وشاشات الكومبيوتر، بل تعدّتها إلى الاتصالات المتطوّرة. وجاء «جيتكس دبي» في وقت شهدت فيه بعض دول المنطقة، خصوصاً دولة الإمارات العربيّة المتحدّة، تركيزاً عاليّاً على أتمتة الدوائر الحكومية. وفي هذا السياق، أعلنت شركة «أفايا» عن تقنية مبتكرة للاتصال المرئي - المسموع، مخصّصة لدعم مبادرة الحكومة الذكيّة في الإمارات، بل أنها ربطت بصورة مباشرة جناحها في «جيتكس» بأجنحة مخصصة لمؤسسات حكوميّة في المعرض نفسه، عبر اتصالات الفيديو الحيّة. ومع استمرار نمو حجم المعلومات الرقمية بمعدلات هائلة في منطقة الشرق الأوسط، تعاونت شركة «هواوي» الصينية مع منظمي «جيتكس» على تزويد الشركات المحليّة بمجموعة من الأدوات والتقنيّات المتّصلة بالبيانات الضخمة، بهدف منحهم أفضلية تنافسية في مجالات عملهم. وشكّلت هذه المبادرة بأفكارها ورؤاها، محوراًَ أساسيّاً في «مؤتمر جيتكس للبيانات الضخمة» Gitex Big Data الذي عقد ثالث أيام المعرض. واستغلت الشركة الصينية موقع دبي كمركز اقليمي للتجارة وإعادة التصدير، إذ عرضت في «جيتكس» خدمات قياس اتجاهات المستهلك، وتحسين سلاسل التوريد، والكشف عن الغش وغيرها. وبيّنت «هواوي» أن مفهوم «البيانات الضخمة» يمثّل فرصة جديدة للمؤسسات الحكومية والخاصة. ولاحظت الشركة أن بنية التخزين الرقمي المستخدمة في المنطقة حاضراً، لا تتناسب مع الكميات الهائلة من البيانات المتراكمة لدى المؤسسات العاملة فيها. وأكّد خبراء الشركة أن المعلومات المهمة تصبح عرضة لمخاطر أمنيّة ذات عواقب وخيمة، ما لم تُتّخّذ اجراءات كافية لحمايتها. شبكة وخادم ومخزن في سياق «جيتكس دبي»، عرضت شركة «ديل» الأميركية الشهيرة، جهازاً وصفته بأنه «فريد في نوعه» لأداء الأعمال عبر التقنيّات المعلوماتية. ويوفر الجهاز خدمات التخزين والشبكات، إضافة إلى عمله كخادم «سيرفر» في آن معاً. ويصلح هذا الجهاز الذي يحلّ محل أجهزة عدّة، ليكون أساسيّاً في تجهيزات البنية الإلكترونيّة التحتيّة. وعرضت «ديل» أيضاً مجموعة من كومبيوتراتها الحديثة المستندة إلى تقنية اللمس، إضافة إلى احتوائها ميّزات أمنيّة متقدّمة. واستعرضت شركة «سامسونغ» للإلكترونيات، عضلاتها في «جيتكس» عبر إطلاق أكبر شاشة عرض رقميّة تقدّم عروضاً فائقة الوضوح مع استنادها إلى تقنية «آل إي دي» في الكهرباء. وبفضل إطار رفيع للغاية بسماكة 1.5 ملليمتر، وعرض يبلغ 45.8 ملليمتر، تعتبر هذه الشاشة سهلة التركيب في قاعات الاجتماعات أو المحلات التجارية. كما تعمل هذه الشاشة الكبيرة بمعالج إلكتروني ثنائي النواة، يدعم تقنيّة رسومات «غرافيكس» فائقة الوضوح، إضافة إلى اتصالها مع الانترنت عبر تقنيّة «واي فاي».