أوضحت دراسة حديثة قام بها مركز دراسات الإقتصاد الرقمي (مدار)، النمو المتوقع لسوق التعلم الإلكتروني في دبي الذي تقدر قيمته بنحو 6 ملايين دولار أميركي في الوقت الحالي الى 24 مليون دولار بنهاية العام 2008. وإستناداً لنتائج الدراسة، تتبنى دبي أنظمة تقنية متقدمة في مجال التعليم الإلكتروني، غير أنها تنفق القسم الأكبر من إستثماراتها في هذا المجال على حلول تقديم المعلومات على عكس التوجه العالمي الذي يتمثل بإيلاء جانب محتوى المعلومات الجزء الأكبر من التركيز. وتشير الدراسة الى بدء دبي بالإنضمام الى الدول المتقدمة في مجال تقديم برامج تعليم إلكتروني تتبع أرقى المعايير العالمية من حيث المحتوى ووسائل تقديم المعلومات.وتماشياً مع الطفرة الإلكترونية الحديثة الحاصلة في مجال التعلم الإلكتروني في الإمارات، قامت "أليمنت كي" التي تعمل في مجال توفير برامج التعليم الإلكتروني مؤخراً بإطلاق أول بوابة تعليم إلكتروني باللغتين العربية والإنجليزية بالتعاون مع مؤسسة الإمارات للإنترنت والوسائط المتعددة . التابعة لشركة إتصالات لتوفير حزمة من أحدث برامج التعليم الإلكتروني في مجالات الحوسبة الشخصية وتقنية المعلومات وبرامج تطوير الأعمال والمهارات المهنية عبر البوابة الإلكترونية www.learnonline.ae. وقال جميل عزو، مدير عام شركة "أليمنت كي" الشرق الأوسط: تحتل دبي مركزاً ريادياً في مجال التعليم الإلكتروني، وتسير العديد من البلدان العربية على نفس الخطى في ضوء الطلب المتزايد على أساليب التعليم الإلكتروني. وأطلقت دبي العديد من المبادرات الريادية التي يأتي أبرزها مدينة دبي للإنترنت وقرية المعرفة، الأمر الذي زاد من ميزتها التنافسية وخلق حافزاً للدول الأخرى لأن تحذو حذوها.وأضاف عزو: تتجه العديد من دول المنطقة نحو تقديم خدماتها العامة بصورة الكترونية كالسعودية والبحرين والكويت والعديد من دول الشرق الأوسط الأخرى. وتهدف شركتنا الى إتاحة الفرصة أمام الأفراد والشركات للإستفادة القصوى من التطويرات الحاصلة في مجال التعليم الإلكتروني وتعزيز الوعي المعلوماتي لدى كافة شرائح المجتمع. وقمنا مؤخراً بالتحالف مع حكومة دبي الإلكترونية لتقديم برنامج الموظف الرقمي والمواطن الرقمي في دبي لتعزيز المهارات التقنية للموظفين والمواطنين والمقيمين في الإمارة، الأمر الذي يشرع الباب واسعاً أمام الجمهور للإستفادة من أكثر من 600 خدمة حكومية تقدمها حكومة دبي الإلكترونية وكافة الدوائر الحكومية في دبي عبر قنوات الكترونية. ومن المتوقع أن تلعب شركة "أليمنت كي" دوراً فاعلاً في تعزيز عمليات تبني أنظمة التعليم الإلكتروني في المنطقة، حيث تعنى الشركة بتوفير حزمة من برامج التعليم الإلكتروني وأنظمة إدارة التعليم المتكاملة والخدمات المتعلقة بها التي تتبع أرقى المعايير العالمية. وتقوم الشركة بردم الفجوة الرقمية التي تفصل العالم العربي عن الدول المتقدمة جراء غياب محتوى التعليم الإلكتروني باللغة العربية وعدم تبني تطبيقات تقنية متطورة. كما تعتمد الشركة على خبرتها الدولية الواسعة في مجال توفير أحدث برامج التعليم الإلكتروني للأفراد وقطاعات الأعمال على حد سواء. وتتوقع دراسة مدار أن يشهد قطاع التعليم الإلكتروني في دبي معدلات نمو متزايدة على الصعيد الأكاديمي والمهني، وتشدد الدراسة على الحاجة لتعزيز استخدامات تقنية النطاق العريض في شبكة الإنترنت لتسهيل عملية التحصيل العلمي عبر التواصل الفيديوي. وترجع الدراسة نشأة التعليم الإلكتروني في دبي الى المشروع التعليمي الخاص بتكنولوجيا المعلومات الذي أطلقه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع في دولة الإمارات خلال العام 2002 لتعزيز خطوات التحول نحو مجتمع رقمي نموذجي يعتمد على المعرفة. ومع ازدياد عدد الخدمات الحكومية التي تطرح عبر الإنترنت، فإن العديد من المؤسسات الحكومية تقدم لموظفيها شكلاً من أشكال التعليم الإلكتروني كجزء من استراتيجية دولة الإمارات لتطوير مهارات المواطنين وزيادة مستوى انتشار تقنية المعلومات بين الموظفين والمواطنين. وتأسست قرية المعرفة خلال شهر فبراير من العام 2002، لتشكل ثالث تجمع للأعمال في المنطقة الحرة لتقنية المعلومات والتجارة الإلكترونية والإعلام في دبي الى جانب مدينة دبي للإنترنت ومدينة دبي للإعلام بغية تعزيز خطوات التقدم التي تشهدها دبي في مجال التعليم الإلكتروني. كما أطلقت كلية دبي للطلاب العديد من المبادرات التقنية المتطورة. وكان لإنشاء الكلية الإلكترونية للجودة الشاملة الأثر الكبير في توفير المساقات الدراسية المصاحبة للجودة الشاملة لمؤسسات القطاع الخاص والعام في الإمارات بالتعاون مع جامعات عالمية رائدة. وشاركت العديد من شركات القطاع الخاص في تعزيز الجهود التي تبذلها دبي في مجال التعليم الإلكتروني. وتعتبر شركة طيران الإمارات أحد الأطراف الرئيسية المهمة في سوق التعلم الإلكتروني، حيث يوجد لديها منظومة لإدارة التعليم تخدم احتياجات 3000 من موظفيها. كما يوفر بنك المشرق وبنك الإمارات الدولي مساقات تدريبية الكترونية لموظفيهما. وانتشر التعليم الإلكتروني في قطاع الضيافة في دبي بفضل الجهود الكبيرة التي بذلتها دائرة السياحة والتسويق التجاري في هذا المضمار. وأضاف عزو: يعد الإنتشار الواسع لأنظمة التعليم الإلكتروني في قطاع المؤسسات في الإمارات أمراً مشجعاً. ويتمثل التحدي الأبرز الذي يواجهنا في كيفية توسيع دائرة استخدامات التعليم الإلكتروني لتطال كافة ميادين الأعمال والقطاعات الإقتصادية. ويحظى مفهوم التعليم الإلكتروني في الدول المتقدمة بإقبال واسع النطاق على صعيد الأفراد والشركات نظراً للميزات التي يتسم بها المتمثلة بإلغائه لحاجز المكان والزمان ولتركيزه على مبدأ تطوير المهارات. وتتحالف شركتنا مع العديد من الهيئات الحكومية في دول الخليج العربي، ونحن نطمح الى توفير خدماتنا في مجال التعليم الإلكتروني لكافة دول منطقة الشرق الأوسط.