بعد 11 أيلول سبتمبر، بدت مواقع "ويب" الاعلامية الاميركية وكأنها مستغرقة في الحدث الاميركي، وتكاد تغيّب ما يحدث في بقية انحاء العالم عن واجهاتها. وسارع موقع "سي ان ان" إلى تخصيص صفحته الرئيسة للاحداث التي تدور في اميركا، ووضع الانباء الاخرى، في أماكن ثانوية. كذلك، ألغى الوصلات إلى بقية اقسامه وابوابه، كالعلوم والتكنولوجيا والطقس والصحة، وغيرها من الوصلات مع ملخصات عن اخبارها التي كنا نعهدها في السابق. وعلى سيبل المثال، لم يدم خبر مقتل وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي، أكثر من 3 ساعات في مطلع الصفحة الاولى للموقع الاعلامي العالمي. ولو كان وقع الحدث في ايام عادية لظلّ يتابعه طوال مستجداته المهمة. وبدت الصفحة الرئيسة أكثر اهتماماً بأخبار عن مدى قوة الجمرة الخبيثة. وأعطت حيّزاً صغيراً لخبر مقتل الوزير الاسرائيلي. وأفيد أن الموقع جاء في الطليعة، لناحية عدد الزوّار الشهر الماضي، إذ بلغ 8،24 مليون زائز من دون احتساب الزيارات المتكرّرة، وبنسبة 141 في المئة زيادة عن شهر آب اغسطس. وبلغ معدّل الاوقات التي امضاها كل زائر في "سي ان ان" 33 دقيقة. أيضاً احتلّت الشبكة التابعة ل"آي أو أل - تايم وورنر" المرتبة الاولى في عدد الزوّار الذي بلغ 81 مليون زائر. وتلاها موقعا "مايكروسوفت" وشبكته "أم أس أن" اللذان سجّلا 70 مليون زائر. وفي غمرة احداث 11 أيلول، اضطرّ هذا الموقع إلى إزالة الفيديو والاعلانات والرسوم والمخططات البيانية، وغيرها من مواد تثقل الحركة. لم يتغيّر كثيراً موقع "آي بي سي نيوز" ABCNEWS التابع لشبكة "آي بي سي" المحلّية النزعة، من البداية. وغابت عن صفحته الاولى الاحداث العالمية تماماً، ومنذ الابلاغ عن اصابات بالجمرة الخبيثة، بقي مطلعه يدور حول هذا الخبر ومستجداته. الاعلام في مواقع اخرى من الناحية التقنية، بلغت درجة الاستعداد آنذاك ذروتها في ظلّ ما شهدته الشبكة من ازدحام وبطء. وأشارت احصاءات إلى ارتفاع عدد زوّار المواقع الاعلامية في شكل هائل الشهر الماضي، علماً أن مواقع الادوية والعقاقير جاءت في الطليعة الشهر الجاري، بسبب المخاوف من الجمرة الخبيثة. وتجدر الاشارة إلى أن البريد الإلكتروني بقي سيّد الموقف والاكثر استخداماً للاطمئنان والاستعلام، حتى في ظل ازدحام شبكات الهاتف. وخصّصت مواقع جديدة للبحث عن المفقودين تحت ركام مركز التجارة العالمي، نُشرت فيها اسماؤهم وصورهم ومعلومات عنهم. ومنها ما كان يستجيب بواسطة البريد الالكتروني، أو بإحالة اصحاب الطلبات إلى مواقع أخرى لديها المعلومات المطلوبة. واشتركت محرّكات البحث التقليدية، مثل "غوغل" و"إكسايت" و"ياهوو"، في عملية البحث، أضافة الى دورها في نقل الاخبار والمعلومات. وكان موقع "ياهوو" في الطليعة، إذ خصّص على الفور حيّزاً للانباء كان ولايزال يتجدّد على مدار الساعة، وبلغ عدد الزوار الفريدين فيه 5،65 مليون. وتلاه موقع "غوغل" الذي وضع في صفحته الاولى وصلات إلى الاخبار وسهّل امكان البحث عن المعلومات في مواقع اخرى. أما موقع "إكسايت" فخصّص زاوية في مستهلّه للاخبار اليومية، مع باب للتبرّع لمؤسسة الصليب الاحمر الاميركي. حتّى بعض المواقع التابعة لشركات اعمال لعبت دوراً اعلامياً، ومنها ما قدّم الاخبار أو الوصلات إلى صناديق دعم لاهل الضحايا أو إلى مؤسسات خيرية كموقع "مايكروسوفت". [email protected]