أيُّ قارب يغرق... لن أستبدلَ ذبولَكِ بالوردة ولا قامتي بالمجاديف... أضعُ يداً على ركبتيكِ تدوسُ الحصى القمريَّ والقوافي المهمشة للمغنين الجوّالين ومجانين الحب العذري. في مُحاق السديم أقلبُ الأصداف البحرية والحصى والأحجار مثل إله وثني يعتني برفات كوكب أفلت من مداره... أقف منذ نصف قرن على تلّة الزقّورة السومرية مثل رهينة قمرية وقد تركت بلاداً على مذبح. أمامَ مشهد البحر أيّ قارب يغرق؟ إقترحي إقترحي لحظة تردّدٍ للبحر وسترين، كيفَ يغرق! * إقترحي لوناً للزمن وسترين، كيف يذوب كالثلج! * إقترحي معنىً للزرقة وسترين، كيف تفقد لونها! * إقترحي جسداً للهاوية وسترين كيف تتربعُ في حضنك إقترحي سماءً لمضجعنا وسترين، كيف تحلّين في نجمة! * إقترحي شخصاً يحيا للماضي وسترين، كيف ينكره الجميع! * إقترحي فصلاً خامساً وسترين، ألفَ فصل وفصل جديد! * إقترحي مكاناً آخر للشمس وسترين، كيف يحلُمُ البحر! * إقترحي سجناً للريح وسترين، كيف تصبح كلُّ منازلنا أقفاصاً * إقترحي خطوة واحدة فقط للجبل وسترين، كيف تخرج من قمقمها الأرض. * إقترحي ظلاً بلا جسد وسترين تمثال الخليقة. الآن لن يأخذ جسدُك شكلَ صدفة ولا إرتعاشاتُكِ ارتداد الموجة بالرغم من عُلّو زبدِها على شفتيَّ/الآن. * أقتسمُ والملحَ طعمَ الزمن يتصبّبُ عرقاً والرملَ يأخذُ شكلاً للأصابع عندما يتناثر رمادُ الماء من حرائق البحر في عينيّ الآن. * ستجرحُ رموشُك هذه الزرقة بعد أن تَساقطَ من مآقي الهاوية موجةٌ قمريةٌ قطرةً... قطرةً بين ساقيكِ الآن. * أجفّفُها هذه المسافات أسحقُها هذه المسافات أمضغُها هذه المسافات لأقرأ ما تقولُ ركبتاكِ الآن. * مثلُ غابةٍ تحترقُ في سماءٍ قَريبة أتمدّدُ في سريري وأنتِ تَتقطّرينَ فوقَ رمادِ أعضائيَ الآن. * ليقظتي المطلقةِ سريرٌ لم أتمدّد فيه قط ولا أعرفُ إذا كان النوم فيه شيئاً آخر غير ارتداد عباءةِ الجسد وهو يقفلُ عائداً من برقه ورعده الآن. * شاعر عراقي مقيم في لبنان.