لصيادي جازان رحلاتهم اليومية بين زرقتي السماء والبحر، يبحرون فيها بقوارب خشبية لها أشرعة تجاهد لتمسك بحالها في مواجهة الهواء الضارب.. وكثيرا ما تحولت تلك القوارب إلى نعوش تعود بأصحابها إلى الشواطئ غرقى وقتلى وأنصاف أجساد بعد نهشات أسماك القرش. وحين تقف على شاطئ جازان لترقب ذهاب الصيادين وإيابهم هناك، ستسمع مواويل وأغنيات يشدوا بها من اختبأ رزقه في لجة البحر، ستسمع من يصدح ب"غدار يا بحر غدار"، وهو يترقب عودة ابنه وقاربه إلى شط الأمان، وهو الذي كان يوما شاهدا على رحلات ألم مات فيها من مات قبل سنين.