التشفير ENCRYPTION هو تحويل المعلومات التي يكتبها مستعمل الانترنت الى خليط مشوش وغير مفهوم من تسلسلات الأرقام عبر أستخدام برامج خاصة. وكما يوحي الاسم، هي كتابة بشيفرة معينة يتفق عليها المرسل والمتلقي. وعلى سبيل المثال، يمكن أخذ أرقام الحروف من التسلسل الأبجدي، فيصبح حرف ألف هو الرقم 1، وب 2 وت 3 وهكذا دواليك، ثم كتابة كلمات بأستخدام هذه الأرقام، فتصبح كلمة "بحر" هي 862 و"أبي" 421 و"أرز" 981 وهكذا دواليك. وفي هذا المثل، فأن مفتاح كتابة الشيفرة من قبل المرسل، هو نظام وضع أرقام التسلسل الابجدي للحروف بدل الحروف نفسها، ومفتاح حلها لدى المتلقي هو عكس هذه العملية. وهذا نموذج سهل، وغالباً ما يكون هناك مفتاحان مختلفان عند المرسل والمتلقي لضمان المزيد من السرية. ويسمى النص المُشَفَّر "سايفر تكست"ciphertext . وعندما يستعمل البريد الالكتروني، فإن الرسائل الخاصة تكون محمية من أعين الغير بأستخدام مفاتيح خاصة عند المتلقي والمستخدم. وطور المبرمجون عدداً كبيراً من برامج التشفير على الانترنت التي تضمن سرية أنواع المعلومات الشخصية كافة بما في ذلك تحويل الاصوات والصور الى شيفرة أرقام. ومن أشهر برامج التشفير، برنامج PGP اختصاراً ل Pretty Good Privacy الذي طوره الأميركي فيل زيمرمان في مطلع التسعينات، والذي حاولت الحكومة الاميركية سجنه، ولكن تمسكه بأعتبار التشفير شكلاً من أشكال حماية الحياة الشخصية على الانترنت مكنه من مقاومة ضغوط الحكومة. برنامج "أف بي أي" كارنيفور الملتهم أثار هذا البرنامج جدلاً حاداً في الولاياتالمتحدة نفسها، وكذلك بين الاوروبيين والاميركيين طوال العام 2000. وهو يعتمد على وضع برنامج بين مستعمل الانترنت وبين الخادم الذي يؤمن له الأتصال مع الشبكة. وعند زيارة أي موقع والدخول الى أي صفحة على الانترنت، يرسل الموقع نسخة من الصفحة المطلوبة، فتصل الى الخادم أولاً، فيرسل نسخة عنها الى المستعمل، ويرفقها بالرقم الخاص بجهاز كومبيوتر هذا المستعمل. ويقف برنامج "كارنيفور" بين المستخدم والخادم، و"يشم" النسخ المرسلة، اي انه يقارنها مع كلمات وصور تبحث عنها "أف بي أي" على الشبكة. وعند العثور على أي صفحة فيها أي من المواد المشتبه بها، يرسل "كارنيفور" نسخة أخرى الى "أف بي أي"، من دون ان يشعر المستخدم بحصول اي تدخل في المواد التي تصل إليه، ومن دون إذنه أيضاً. ويعتبر برنامج "كارنيفور" من أوضح الامثلة على التدخل الامني للدولة وأجهزتها، ضد حرية الرأي والتعبير والحقوق المدنية على الانترنت، خصوصاً حق الأفراد في حماية الحياة الشخصية. ويشبه عمل البرنامج دخول الشرطة البيوت وتفتيشها دون أي إذن، وهو من أشكال التنصت على الاتصال بين الافراد.