وقّع المغرب وشركة "كير مك غي" الاميركية مقرها هيوستن في ولاية تكساس اتفاقاً للتنقيب عن النفط والغاز في منطقة اوفشور بوجدور البحرية جنوب المحيط الاطلسي على مساحة 110 آلاف كلم مربع. وهذه المرة الاولى التي تباشر فيها شركات اميركية اعمال التنقيب في السواحل المقابلة للصحراء الغربية. وقّع الاتفاق عن الجانب المغربي مديرة مكتب الابحاث والاستثمارات النفطية امينة بن خضرة وعن الجانب الاميركي دافيد كريستيان نائب رئيس الشركة في حضور مستشار الملك اندريه ازولاي ومسؤولين عن السفارة الاميركية في الرباط. وتتقاسم شركة "كير مك غي" ست رخص تنقيب اخرى مع شركة "انتربرايز اويل" البريطانية و"انرجي افريكا" الاميركية الجنوب افريقية للقيام باستكشافات في منطقة راس رعة البحري جنوب المغرب. وقال وزير الطاقة والصناعة والتجارة مصطفى المنصوري الذي رعى حفل التوقيع ل"الحياة" ان المغرب منح 50 ترخيصاً لشركات اميركية وبريطانية وكندية وجنوب افريقية وسويدية للتنقيب عن النفط في مناطق مختلفة من البلاد خصوصاً في مناطق اوفشور البحرية جنوب المحيط الاطلسي التي يحتمل ان تضم احتياطات كبيرة من النفط والغاز متوقعاً استغلالها في السنوات القليلة المقبلة. واشار الوزير المغربي الى ان الرباط قررت تنويع مصادر الطاقة لديها باعتماد انبوب الغاز المغاربي في المجال الصناعي واستخدام الطاقة النووية في انتاج الكهرباء وتوسيع الاستكشافات باعتماد التكنولوجيا الحديثة والاقمار الاصطناعية. ولفت الى ان الشركات الاميركية باتت "مهتمة بالاستثمار في قطاع الطاقة في المغرب بما في ذلك بحوث الطاقة النووية التي اعطى الرئيس جورج بوش موافقته الشخصية عليها. وينتظر ان تستثمر "كير مك غي" نحو ثلاثة ملايين دولار السنة الجارية في مشروعها الجديد باعتمادها الاهتزاز الحراري ثلاثي الابعاد الذي سبق ان اعتمدته في خليج المكسيك. واعتبر المنصوري ان الوضع الدولي يساعد على تكثيف الجهود في مجال التنقيب عن النفط لاهمية الطاقة في زمن الحرب. واكد ان بلاده تسلّمت نحو 100 طلب في هذا المجال كما اجرت شركة "شل" البريطانية الهولندية دراسة حول تأثير اعمال التنقيب على البيئة وعلى احتياطي المغرب من الاسماك. وتوقع الوزير ان يكون البحر على المدى المتوسط المصدر الاكبر لمداخيل المغرب من العملات، وكشف ان الدراسات والخرائط التي انجزها المغرب وشركات دولية اظهرت مؤشرات كافية على وجود النفط والغاز بكميات معقولة في بعض مناطق المغرب. وحول قضية شركة "لونستار" الفرع المحلي لمجموعة "سكيدمور" الاميركية التي كانت سبّاقة الى اعلان اكتشاف النفط في المغرب صيف عام 2000 قال الوزير ل"الحياة" ان الصعوبات المالية للشركة سُوّيت بعد تخلي الاطراف الاميركية عن جزء مهم من رأس مالها لحساب مجموعة "دلة البركة" السعودية التي ستضخ اموالاً جديدة في التنقيب عن النفط قبالة سواحل الرباط وتصفّي نزاعات مالية مع شركة "سوكر" الكرواتية التي تكلّفت بأعمال الحفر سابقاً. من جهة اخرى توقع الوزير المغربي ان يشهد الاقتصاد العالمي فترة عصيبة خلال الشهور القليلة المقبلة وقال ان بلاده ستتضرر من جراء احداث 11 ايلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة. وحدد الخسائر المحتملة في اربعة قطاعات هي النقل الجوي والسياحة والتجارة الخارجية والتمويلات والاستثمارات الاجنبية. وذكر ان عائدات المغرب ستتقلص في بعض المجالات ما يتطلب البحث عن مصادر تمويل بديلة. وزاد: "ان الحكومة المغربية لم تحدد حتى الآن حجم الخسائر المحتملة في الاقتصاد لكنها تتوقع تراجعاً في اداء بعض القطاعات وربما تباطؤاً في النمو العام".