قال السفير الأميركي في الرباط ادوارد غابرييل ل"الحياة" إن شركات نفطية أميركية عدة عبرت خلال الأيام الأخيرة عن رغبة في الاستثمار في مجال اكتشاف واستغلال النفط والغاز في المغرب بعد إعلان شركة "لونستار" التابعة ل"سكيدمور" عن اكتشافات تزيد على 12 بليون برميل. وتعمل حالياً نحو عشر شركات أميركية في مجال التنقيب عن النفط في مناطق عدة من المغرب. وتقدر قيمة الاستثمارات الأميركية المتوقعة في قطاع المحروقات المغربي خلال السنوات القليلة المقبلة بين 2 و5.2 بليون دولار. وأضاف السفير الأميركي، وهو من أصل لبناني، الذي حضر إلى منطقة تالسينت لتفقد أعمال الشركة الأميركية "لونستار": "إن الاحتياط المغربي من الطاقة فاجأ الشركات الدولية العاملة في مجال المحروقات، وأظهر إمكان انضمام المملكة إلى نادي الدول المنتجة والمصدرة للطاقة". وقال: "إنها احتياطات مشجعة جداً" وتفتح آفاقاً واسعة أمام الاقتصاد المغربي الذي ظل ميزانه التجاري يتضرر من فاتورة الطاقة" التي تفوق كلفتها هذه السنة مبلغ 5.1 بليون دولار. وأضاف: "هناك سيناريوهات عدة باتت متوافرة للانطلاق الاقتصادي في المغرب أعلن عنها الملك محمد السادس، الذي يرغب في استخدام العائدات النفطية لتنمية قطاعات يملك فيها المغرب منافسة دولية معقولة مثل الزراعة والسياحة والصيد البحري والصناعات اليدوية وتكنولوجيا الاتصال". وتوقع السفير أن يؤدي استغلال النفط بعد ثلاث سنوات إلى انخفاض في أسعار المحروقات محلياً وتحسناً في كلفة انتاج السلع المنتجة محلياً، ما سيزيد في قدرة المنافسة المغربية ويجلب مزيداً من الاستثمارات الأجنبية في قطاعات صناعية أخرى. واعتبر من جانب آخر، ان قانون الاستثمار في المحروقات مشجع جداً للشركات الدولية، ويسمح لها بتحصيل 75 في المئة من حجم الأعمال مقابل 25 في المئة للدولة المغربية، مع اعفاءات ضريبية لمدة عشر سنوات. وقد يكون القانون الجديد صادق عليه البرلمان خريف العام الماضي وراء الحماس الذي أبدته شركة "سكيدمور" التي أسست فرعاً محلياً اطلق عليه "لونستار". وعلمت "الحياة" ان أطرافاً مقربة من القصر الملكي تملك بعض الحصص في الشركة الأميركية عبر فرعها "ميدي هولدينغ". ومن جهته، قال وزير الطاقة والمعادن يوسف الطاهري إن احتياطات منطقة تالسينت التي اكتشف فيها النفط والغاز تكفي الاستهلاك المغربي نحو 23 سنة باحتساب الزيادة السكانية ونمو الاستهلاك. وأضاف ان اكتشاف كل بئر في المنطقة بات يوفر للمغرب استهلاكاً بين سنتين وسنتين ونصف سنة بمعدل يراوح بين 100 و125 مليون برميل في كل بئر نفطية، بينما يقدر احتياط شركة "لونستار" بنحو 12 بليون برميل باحتساب مناطق بحرية على المحيط الأطلسي، مشيراً إلى أن الاحتياط يصل إلى 20 بليون برميل باحتساب المناطق التي ستباشر فيها شركة "شل" الهولندية - البريطانية التنقيب في عمق البحر الأبيض المتوسط. وتوقع خبراء ان يصدر المغرب قرابة مليون برميل يومياً بعد أربع سنوات من الآن، ما يدر على الخزانة ايرادات تفوق ثمانية بلايين دولار سنوياً، أي ما يزيد على نصف الموازنة السنوية.