نجحت قوات الاتحاد الوطني الكردستاني في ازاحة ميليشيات "جند الاسلام" من جميع المرتفعات الاستراتيجية التي كانت لا تزال تحت سيطرتها في منطقة شيندري المشرفة على مدينة حلبجة، التي أصبحت، وفقاً لقائد القوات المهاجمة شوكت حاج مشير "آمنة تماماً من جميع الجهات". وقال مشير ان "جند الاسلام" تركوا خلفهم جثث 26 مقاتلاً من اتباعهم تبين ان بينها اثنين لعرب عراقيين يدعى احدهما مخلص عليوي من أهالي منطقة الحبانية والآخر من منطقة قرب مدينة الرمادي، واثنين آخرين من الجنسية الافغانية لم يجر التعرف على هويتهما، ولكن عثر معهما على دفاتر مذكرات بالافغانية وصور في افغانستان التقطت، كما قال مشير، وهو عضو في المكتب السياسي للاتحاد الوطني، في معسكرات تنظيم "القاعدة". كما أسرت قوات الاتحاد الوطني الكردستاني مفرزتين من مقاتلي "جند الاسلام" الأولى في بنجوين والثانية في كرميان بلغ عدد افرادهما 20 مقاتلاً جرى اجلاؤهم الى مدينة السليمانية امس. وأكد مشير ان قوات حركة الوحدة الاسلامية بزعامة الملا علي عبدالعزيز تقاتل بشكل مكثف الى جانب "جند الاسلام" على طول جبهات المواجهة. وقال ان تحسين، النجل الأكبر لعبدالعزيز يشرف على توزيع القوات وقيادتها. وكان الاتحاد الوطني الكردستاني يحاول منذ اسبوع اقناع حركة الوحدة للإبقاء على تحالفها السياسي مع الاتحاد الوطني من دون التمسك بعودة ميليشياتها الى مدينة حلبجة التي جرى تحريرها أخيراً من الحركات الاسلامية المسلحة التي سيطرت عليها نحو خمس سنوات. وبعث جلال طالباني، الأمين العام ل"الاتحاد الوطني" برسالة عاجلة الى الملا عبدالعزيز حملها شقيقه صديق الذي يقيم في حلبجة الى منطقة طويلة حيث مقره الجديد، الا ان صديق عبدالعزيز لم يعد الى السليمانية، فيما انتقل الملا عبدالعزيز الى طهران للعلاج من "ذبحة صدرية" ألمت به أخيراً مما أبقى القيادة السياسية والعسكرية بيد تحسين، نجله الأكبر الذي انتقل ميدانياً الى جبهة "جند الاسلام" كما تؤكد مصادر الاتحاد الوطني. وقالت مصادر قيادية كردية ان قوات "الاتحاد الوطني" حصلت على المزيد من الأدلة على تورط حركة "طالبان" وتنظيم "القاعدة" في تدريب وتمويل "جند الاسلام" التي تضم مقاتلين عرباً من سورية والعراق والأردن جرى التعرف على هويات بعضهم. وعرف من هؤلاء امير "الجماعة السلفية" العراقية المعروف باسم "أبو وائل" واسمه الحقيقي سعدون محمد عبداللطيف العاني. وهو كان هرب من بغداد عام 1999 بعد الكشف عن دوره في تفجير محلات بيع خمور في منطقة الاعظمية في بغداد. وتطرقت المصادر الى وجود "أبو مصعب الأدلبي" وهو من الكوادر النشطة ل"الاخوان المسلمين" في سورية، وكان هرب الى افغانستان منتصف التسعينات. ووفقاً لمعلومات "الحياة" فإن السلطات السورية التي تسلمت من قيادة "الاتحاد الوطني" ملفاً عن أبو مصعب، اكدت هويته وطلبت تعاون طالباني وطهران للقبض عليه وتسفيره الى سورية. وأبلغ مصدر كردي مسؤول ل"الحياة" ان المعلومات المتوافرة عن ارتباطات "جند الاسلام" تشير الى وجود اتصالات يومية مكثفة مع قيادات اسلامية أردنية من خلال الشيخ عبدالمنعم مصطفى أبو حليمة الذي يقاتل حالياً مع "جند الاسلام" في شمال العراق. وتحدث المصدر عن اتصالات اجراها أبو حليمة مع "نواب أردنيين اسلاميين" من جهاز اتصالات يعمل عبر الأقمار الاصطناعية. وعثرت قوات الاتحاد الوطني الكردستاني على وثائق ل"جند الاسلام" من بينها برقيتا تهنئة من الملا عمر، زعيم حركة "طالبان"، واسامة بن لادن، ارسلت في الأول من ايلول سبتمبر بعد الاعلان عن تأسيس الجماعة. وتتضمن الوثائق برنامج "جند الاسلام" وتعاليمها، وتشير الى ان الملا محمد عمر هو أمير المؤمنين الذي بايعته المنظمة.