اجتاحت تظاهرات طالبية أمس جامعة القاهرة، للمرة الأولى منذ بدء الموسم الجامعي قبل نحو اسبوعين. ونجح الطلاب في الخروج الى الشارع الرئيسي المواجه للجامعة، الذي يؤدي الى مقر السفارة الاسرائيلية، لكن قوات الأمن تصدت لهم وأجبرتهم على الدخول مجدداً الى ساحة الجامعة. وكانت تظاهرات مماثلة تبناها اعضاء في جماعة "الاخوان المسلمين" نظمت في جامعات الوجه البحري هذا الاسبوع تأييداً للانتفاضة الفلسطينية، لكنها تحولت الى هجوم على السياسة الاميركية في المنطقة. واعترض الطلاب على هجوم أميركي وشيك ضد افغانستان. وتكرر الأمر أمس، إذ تجمع الطلاب أمام مقر كلية "الاقتصاد والعلوم السياسية" وساروا في تظاهرة طافت ارجاء الجامعة، مرددين خلالها هتافات مؤيدة للانتفاضة ومعادية لإسرائيل، وسرعان ما تحول الأمر الى هجوم شديد على الولاياتالمتحدة. وعقد الطلاب مؤتمراً في ساحة الجامعة ووزعوا بياناً بعنوان "أميركا تعلن الحرب والانتفاضة مستمرة"، اعتبر أن واشنطن "تستعد لحرب ضد عدو وهمي" و"فرضت على الحكومات العربية والاسلامية الانضمام إليها في تحالف يسعى الى السيطرة على العالم والحفاظ على المصلحة الاميركية". وأكد البيان أن "العدو الحقيقي للولايات المتحدة ليس الحركات الاسلامية، بل كل من تضرر من السياسات الاميركية في العالم". وناشد الطلاب الحكام العرب الوقوف الى جانب الشعب الافغاني، مؤكدين "رفضهم ضرب بلد مسلم لمجرد أن اميركا تسعى الى عقاب اسامة بن لادن". وأحرق الطلاب العلمين الأميركي والإسرائيلي، وحاولوا الخروج من الباب الرئيسي للجامعة المواجه لمقر السفارة الاسرائيلية. وتجمع عدد منهم، لكن قوات الأمن سارعت إلى تطويقهم وأجبرتهم على دخول الجامعة مجدداً، فيما شددت الاجراءات الأمنية حول السفارة الاسرائيلية. الإرهاب إلى ذلك، عكست تحركات وتصريحات مرجعيات دينية إسلامية وقبطية وقيادات سياسية في مصر، تجاه حملات الكراهية في بلدان غربية ضد المسلمين والعرب، قلقاً من انعكاسات سلبية على الرأي العام المحلي، في شأن العلاقة بين المسلمين والأقباط. وبدأت "لجنة الوحدة الوطنية" الشعبية التي يرأسها الكاتب الصحافي ابراهيم نافع اتصالات لعقد مؤتمر منتصف الاسبوع المقبل يحضره شيخ الأزهر الدكتور سيد طنطاوي والبابا شنوده الثالث وسياسيون ومفكرون، بهدف تأكيد التماسك الداخلي ورفض الصراع الديني، والتمسك بثوابت الحوار بين الحضارات والتسامح. وقال عضو مجلس إدارة اللجنة الدكتور رفعت السعيد ل"الحياة" إن "الأوضاع الاقليمية والدولية تعكس مخاوف، لا سيما مع وجود قوى معادية تسعى إلى استثمار ما يجري لتفجير الأوضاع في المنطقة العربية وفي مصر خصوصاً". وتشهد ساحة الجامع الأزهر مساء الاحد المقبل مؤتمراً عاماً تحت عنوان "سماحة الاسلام ونبذ الارهاب"، يحضره الى جانب طنطاوي المفتي نصر فريد واصل والدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس حسني مبارك ووزير الاوقاف الدكتور حمدي زقزوق ورئيس جامعة الأزهر الدكتور احمد عمر هاشم. وأوضح بيان أصدرته الجهة المنظمة للمؤتمر أنه يهدف الى تأكيد احترام الاسلام مبادئ حقوق الانسان وحماية البشر وتحريم الارهاب وترويع الناس.