وصل إلى الرياض مساء أمس وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد، في أول زيارة للسعودية، وسيناقش مع المسؤولين السعوديين الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة لتشكيل تحالف دولي لمحاربة الارهاب. واستقبل الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران المفتش العام ليل أمس الوزير رامسفيلد بحضور الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز مساعد وزير الدفاع والطيران والمفتش العام للشؤون العسكرية، والفريق أول صالح المحيا رئيس هيئة الأركان، وبعض كبار المسؤولين العسكريين السعوديين. وتناول الاجتماع تداعيات الهجمات التي تعرضت لها الولاياتالمتحدة الشهر الماضي، والحملة العسكرية التي تعد الولاياتالمتحدة لشنها على افغانستان. واستبق وزير الدفاع الأميركي وصوله إلى الرياض بقوله إنه لن يثير مع المسؤولين السعوديين مسألة استخدام القوات الأميركية قواعد أو تسهيلات عسكرية في أي هجمات تشنها الولاياتالمتحدة على افغانستان. وقال لصحافيين رافقوه في الطائرة إلى الشرق الاوسط: "نقدر ظروف دول المنطقة ونتفهمها"، مشيراً إلى انه سيبحث في "شروط تنفيذ حملة واسعة على الارهاب". وذكرت مصادر مطلعة في الرياض ان محادثات الوزير ستكون فرصة للمسؤولين السعوديين لمعرفة ما تخطط له واشنطن في حملتها العسكرية، وجهودها لتشكيل التحالف المناهض للإرهاب. وتؤكد تصريحات الوزير ان واشنطن ليست بحاجة الى استخدام القواعد العسكرية السعودية في حربها المزمعة ضد افغانستان، والتي حشدت لها حوالى ثلاثمئة الف عسكري، وتؤكد أيضاً ما أعلنه الجانب السعودي من ان الإدارة الأميركية لم تطلب الحصول على تسهيلات أو استخدام قواعد عسكرية في السعودية. وكانت المملكة أكدت غير مرة في الأيام القليلة الماضية، أنها لن تسمح باستخدام أراضيها في أي عملية عسكرية أميركية ضد أي دولة عربية أو إسلامية، كما أكدت استعدادها للتعاون مع الجهود الدولية لمكافحة الارهاب، "وفق مصالحها" كما قال الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية السعودي الأحد الماضي. ويتوقع ان يثير المسؤولون السعوديون في محادثاتهم مع رامسفيلد، مسألة الحصول على ضمانات بألا تستهدف الخطط العسكرية للولايات المتحدة دولاً عربية، ورغبتهم في أن يتم تحديد ما هو الارهاب المقصود، ومكافحته في شكل لا يجعل بعضهم يستغل ذلك من أجل ربط الارهاب بالمقاومة الفلسطينية للاحتلال الاسرائيلي. وستكون المحادثات السعودية مع اول وزير دفاع في الادارة الاميركية الجديدة يزور المملكة، فرصة لمعرفة تفكير واشنطن في شأن معالجة القضية الفلسطينية. وأثارت التلميحات الأميركية إلى توجه جدي لحل أزمة الشرق الأوسط مشاعر ارتياح في العاصمة السعودية. وكان رامسفيلد أعلن أن جولته التي بدأها بالسعودية، ستشمل أيضاً سلطنة عُمان ومصر وأوزبكستان.