سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
أخطاء القصف تحصد عائلة في كابول . مقتل 18 في كنيسة باكستانية . العراق يتوقع هجوماً وشيكاً وعبدالله الثاني يحذر من كارثة . الكونغرس يستعجل بوش اطلاق الحرب البرية و"الجماعة" تهدد مشرف باعتصام حتى "رحيله"
مع دخول الحملة الأميركية - البريطانية على أفغانستان اسبوعها الرابع، واجه التحالف مأزق "الأخطاء" البشرية العسكرية، التي تكررت في شكل شبه يومي الأسبوع الماضي، وحصدت امس في العاصمة الأفغانية افراد اسرة من عشرة اشخاص، بينهم ثلاثة اطفال. وجاء هذا القصف على كابول بعدما استهدفت طائرات اميركية خطأ قرية تقع تحت سيطرة "تحالف الشمال" المناهض لحركة "طالبان". وبدا ان مواجهة التحالف احتمال إضعاف تماسكه بسبب الخسائر البشرية في صفوف المدنيين الأفغان، سرّعت ضغوط الكونغرس على إدارة الرئيس جورج بوش لبدء الحرب البرية، فيما افادت معلومات ان وكالة الاستخبارات المركزية سي آي اي تعد لتنفيذ عمليات اغتيال، في اطار الحرب على الإرهاب. ولم تكن الإدارة وحدها التي واجهت ضغوطاً، للانتقال الى المرحلة التالية من الحرب في افغانستان، إذ شهدت باكستان انفجاراً وهجوماً استهدف كنيسة ليحصد حوالى 18 قتيلاً، فيما اعلن حزب "الجماعة الإسلامية" نيته تنظيم اعتصام ضخم في اسلام اباد لإرغام الرئيس برويز مشرف على الاستقالة، بسبب اصراره على التعاون مع الحملة الأميركية. وعلمت "الحياة" ان 2500 متظاهر اقتحموا امس مطار سلات شمال باكستان، بعدما تردد ان قوات اميركية تستخدمه في ضرب افغانستان. الى ذلك حذر العاهل الاردني الملك عبدالله من ان ضرب اي دولة عربية في اطار الحملة على الإرهاب، سيؤدي الى "كارثة"، معتبراً ان "لا أحد في مأمن"، ومشدداً على أن الهجوم على الكنيسة الباكستانية انما يفيد بوجود "أكثر من اسامة بن لادن". وفي حين اعلنت بريطانيا انها ستبقي في عُمان عدداً من جنودها الذين شاركوا في مناورات، "الى أن يمثل بن لادن امام العدالة"، توقع نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز "هجوماً اميركياً وشيكاً" على بلاده لإطاحة نظام الرئيس صدام حسين. وفي زيارة خاطفة للرياض، اجرى امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني امس محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، تناولت تداعيات الحملة العسكرية على افغانستان والأوضاع المتأزمة في الأراضي الفلسطينية. وتزامن ذلك مع بدء مبعوث الأممالمتحدة الأخضر الابراهيمي جولة على المنطقة بدأها بالرياض وستشمل باكستان وإيران. في لاهور، أعلن زعيم "الجماعة الإسلامية" القاضي حسين أحمد خلال تظاهرة ضخمة أمس، انه لا يريد أن يستبق الأحداث، مشيراً الى ان الأحزاب الإسلامية ستدعو مؤيديها إلى التجمع قريباً في إسلام آباد من أجل اطاحة الرئيس برويز مشرّف. وعلمت "الحياة" أن مجلس العمل المشترك الذي يضم ست منظمات إسلامية باكستانية سيلتئم اليوم في لاهور لدرس الاستراتيجية المقبلة من أجل اطاحة حكومة مشرّف. وأفيد أن الجماعات الإسلامية تهدف من وراء التجمعات في إسلام آباد الى عزل المدينة عن بقية المدن الباكستانية، وشل حركتها وارغام الحكومة على الاستقالة. وفي حين، واصل المتطوعون الباكستانيون أمس تدفقهم الى الأراضي الأفغانية للقتال إلى جانب حركة "طالبان" سعت الحكومة الباكستانية إلى امتصاص الغضب الشعبي بالإفراج عن العالِم النووي سلطان بشير أحمد، المعروف بتأييده لحركة "طالبان". وعلمت "الحياة" أن مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي اف.بي.آي طالب الحكومة الباكستانية بتسليمه سلطان أحمد للاشتباه في تسريبه معلومات أو معدات نووية إلى "طالبان" وأسامة بن لادن، لكن الحكومة الباكستانية رفضت الطلب. وطلبت المعارضة الافغانية أمس من باكستان منع دخول الآلاف من افراد قبائل باكستانية الى افغانستان، للانضمام الى صفوف "طالبان"، وقال عبدالله عبدالله وزير خارجية الحكومة الافغانية في المنفى: "لست مرتاحاً" الى موقف اسلام اباد من هذه القضية. الى ذلك، أفادت تقارير إعلامية في العاصمة الباكستانية أمس ان الملك الأفغاني السابق محمد ظاهر شاه ربما يعود الى باكستان الأسبوع المقبل، إثر توجيه وزارة الخارجية دعوة اليه لزيارتها. وعلى رغم نفي الخارجية ذلك إلاّ أن المقربين من الملك الأفغاني يؤكدون تلقيه الدعوة. ويعزو المراقبون إسراع الحكومتين الباكستانية والأميركية في توجيه الدعوة الى محاولة ملء الفراغ الذي خلّفه اعدام القائد البشتوني المعارض عبدالحق. الوضع العسكري ميدانياً، دكت طائرات حربية أميركية مواقع "طالبان" في محيط كابول أمس، مما أسفر عن مقتل عشرة اشخاص على الأقل بينهم ثمانية اطفال في حي سكني شعبي. وتفاوتت المعلومات حول الحصيلة الدقيقة للضحايا، وكان شهود أفادوا عن مقتل أحد عشر مدنياً على الاقل بينهم ثمانية أطفال في القصف، بينما نقلت قناة "الجزيرة" القطرية عن أطباء ايطاليين ان القصف أدى الى مقتل 61 شخصاً على الاقل، بينهم 9 أطفال. وقتل شخصان حين اصابت قنبلة باصاً كان يقل مدنيين يحاولون الفرار من كابول. وأسفرت القنبلة التي أسقطها الطيران الاميركي أول من أمس خطأ في قرية تسيطر عليها القوات المناهضة ل"طالبان" عن مقتل مدنية وجرح سبعة آخرين. على صعيد المواجهة مع المعارضة، أعلن حرس الحدود الروس المنتشرون على طول الحدود بين طاجكستان وأفغانستان أن معارك عنيفة دارت ليل السبت - الاحد بين قوات "طالبان" وقوات "تحالف الشمالي" المعارض، شمال البلاد قرب مدينة مزار الشريف الخاضعة ل"طالبان". وأعلنت قوات موالية للقائد اسماعيل خان المعارض للحركة أنها طوقت بلدة قلعة ناو شمال غربي افغانستان والواقعة على خط امداد رئيسي للعاصمة الافغانية، فيما كرر زعيم "طالبان" الملا محمد عمر في مقابلة نشرتها صحيفة "اليوم" الجزائرية أن "المعركة الحقيقية" في أفغانستان لم تبدأ بعد، ولوح ب"تلقين الاميركيين درسًا أشد مرارة من الذي لقيه الروس". ومع مرور ثلاثة اسابيع على بدء العمليات العسكرية في افغانستان وعدم وجود اشارات واضحة الى ان نظام "طالبان" يوشك على الانهيار، تزايدت في الولايات المتحدة المطالبة باستعمال المزيد من القوة واللجوء الى القوات البرية لأن الغارات الجوية لم تنجح بعد في تحقيق الأهداف المعلنة. وتصاعدت الانتقادات من اعضاء الكونغرس، مطالبين باستعمال المزيد من القوة بعد سلسلة من الأحداث لم تكن الى جانب المؤسسة العسكرية، منها اغتيال عبدالحق، اضافة الى أخطاء ارتكبتها الطائرات الأميركية والانتقادات التي يطلقها قادة "تحالف الشمال" معتبرين ان العمليات الأميركية لا تفي المطلوب وأن معنويات "طالبان"ارتفعت. وبرز بين المنتقدين السناتور جون ماكين الواسع النفوذ في الحزب الجمهوري، والذي وصف الجهود الأميركية ب"أنصاف الإجراءات". وتقول مصادر في الكونغرس ان الإدارة الأميركية قللت من حجم "طالبان" وقدرتها على التماسك، ولكنها كانت محقة في ترددها بالاتكال على قوات "تحالف الشمال" التي "اثبتت حتى الآن انها مفككة ولا تستطيع ان تحقق الأهداف العسكرية الأميركية". وعلقت مصادر البنتاغون على سقوط ضحايا مدنيين بالقول ان الأهداف المدنية ليست مستهدفة، وان التحقيقات تجري لمعرفة طبيعة الأخطاء التي حصلت. وقال وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد في مقابلة مع شبكة "اي بي سي" ان العمليات العسكرية تجري مثلما هو مخطط لها، مشيراً الى ان الرئيس مشرف في "وضع صعب"، ومع ذلك فإن التحالف سيستمر مثنياً على "أداء مشرف الرائع". في الرياض، أجرى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز محادثات مع أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، بحضور الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي، والأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، وعدد من كبار الأمراء والمسؤولين السعوديين. وأفادت وكالة الانباء السعودية ان الجانبين "بحثا في آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، وسبل دعمها وتعزيزها، وعرضا مجمل الأوضاع الخليجية والعربية والاسلامية والدولية". وكان أمير قطر وصل بعد ظهر أمس الى الرياض في زيارة عاجلة استمرت بضع ساعات، وأقام الملك فهد مأدبة غداء تكريماً له، قبل جلسة المحادثات الرسمية. كما عقد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز جلسة محادثات ثانية مع الشيخ حمد بن خليفة، بحضور كبار المسؤولين من البلدين. وعلم ان المحادثات تناولت تداعيات الهجمات العسكرية على افغانستان، والأوضاع في الأراضي الفلسطينية، ودور منظمة المؤتمر الاسلامي، التي ترأس قطر دورتها الحالية، في هذه التطورات. يذكر ان أمير قطر زار طهران الأسبوع الماضي، وتشهد العاصمة السعودية اتصالات ولقاءات للتشاور حول مستقبل الوضع في افغانستان لمرحلة ما بعد "طالبان". وكان هذا الموضوع أمس محور محادثات بين وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل ومبعوث الاممالمتحدةلافغانستان الأخضر الابراهيمي، الذي توقف في الرياض في طريقه الى باكستان وايران، عشية وصول رئيس الحكومة البريطانية توني بلير الى العاصمة السعودية الأربعاء. وذكرت مصادر مطلعة في الرياض ان المملكة تشعر بقلق ازاء اطالة أمد الحملة العسكرية الاميركية على افغانستان، وعدم تحديد مسار الأمور، مما يجعل الحملة وكأنها ضربات جوية طويلة الأمد، يقع ضحيتها المدنيون الافغان. القوات البريطانية وجدد مساعد رئيس الأركان للتدريب والعمليات المشتركة في سلطنة عمان سعود الحبسي، نفي بلاده تنفيذ التحالف عمليات انطلاقاً من أراضيها ضد افغانستان. وقال ان القوات البريطانية "تملك قرار وجهتها بعد مغادرتها الأراضي والمياه الاقليمية العُمانية"، علماً ان لندن اكدت انها ستبقي في السلطنة عدداً من جنودها الذين شاركوا في المناورات مع القوات العمانية عددهم الاجمالي 32 ألف عسكري. ونقلت وكالة "رويترز" عن وزير الدفاع البريطاني جيف هون قوله خلال زيارته السلطنة أول من امس ان بعض تلك القوات سيبقى في عُمان حتى "يتم احضار اسامة بن لادن للمثول أمام العدالة". واشار الى تفاهم مع مسقط بهذا الصدد. وفي مؤشر لافت، اعتبر وزير الدفاع الايراني علي شمخاني ان سياسة طهران تجاه الأزمة "غير فاعلة ولا يمكن ان تضمن المصالح الدفاعية والقومية الايرانية"، لافتاً الى عدم الاهتمام ب"مشاعر الغضب من الولايات المتحدة، والتي تزداد في كل أنحاء العالم". وكان رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران هاشمي رفسنجاني أكد ان ارسال واشنطن قوات برية الى افغانستان سيعني "تصدير آلاف القتلى من الجنود الاميركيين يومياً الى الولايات المتحدة".