قالت مصادر واسعة الاطلاع ل"الحياة" ان "حزب الله" رفض عرضاً أميركياً نقل اليه بالواسطة ويقضي بتطبيع العلاقة معه تمهيداً لرفع الحزب عن لائحة المنظمات الارهابية، مقابل تعاونه مع واشنطن وتنسيقه معها، في مواجهة عدد من التنظيمات الأصولية، ومنها "طالبان" في أفغانستان. وأوضحت المصادر ان جهات وسيطة نقلت هذا العرض الى قيادة "حزب الله" في بيروت، قبل اكثر من أسبوعين. وهو يشمل ان يصدر الحزب مواقف معلنة تشكل مراجعة لمرحلة سابقة من نشاطاته التي يتهمه الاميركيون بأنه مارس اعمالاً ارهابية خلالها، وأن يمتنع عن القيام بعمليات ضد اسرائيل في منطقة مزارع شبعا ويتحول الى حزب سياسي، اضافة الى تعاونه مع واشنطن ضد تنظيمات ومنظمات اصولية أخرى منها "طالبان"، مقابل عدم اعتباره من جانب الادارة الاميركية تنظيماً ارهابياً. وأوضحت المصادر الواسعة الاطلاع ل"الحياة" ان قيادة الحزب رفضت هذا العرض كلياً وان الخطاب الذي ألقاه أمينه العام السيد حسن نصرالله في 22 الشهر الجاري لمناسبة يوم الجريح وأعلن فيه "للصديق والعدو والخصم... ان حزب الله في قناعاته وأفكاره وطريقه وجهاده ومقاومته وأهدافه لن يتغير بالنسبة اليه شيء على الاطلاق..." كان بمثابة اعلان رفض لهذا العرض. وكشفت المصادر ان هذا العرض رافق زيارة أحد اعضاء مجلس الشيوخ الأميركي اللبناني الأصل داريل عيسى الى بيروت منتصف الشهر الجاري. وهو كان أعلن اننا نتفهم أعمال المقاومة التي قام بها الحزب على الأرض اللبنانية وأن عليه مراجعة المرحلة السابقة من نشاطاته. وقالت ان ثمة من نقل العرض في الفترة نفسها، فرفضه الحزب، في وقت كانت الادارة تبحث في امكان لقاء إحدى الشخصيات شبه الرسمية التي زارت المنطقة مع قياديين من الحزب، في حال تجاوبت قيادته مع العرض الذي نقل اليها. إلا ان رفض الحزب العرض أدى الى صرف النظر عن فكرة هذا اللقاء من الجانب الأميركي، على ما يبدو. وامتنعت المصادر عن تحديد الجهة التي نقلت العرض.