بددت طهران أي توقعات بحدوث انفراج في علاقاتها مع واشنطن باعلان مرشد الثورة آية الله علي خامنئي ان بلاده لن تقيم علاقات مع الولاياتالمتحدة الاميركية، لأن مثل هذه العلاقات سيضر بالشعب الايراني، فضلاً عن عدم جدواه. واتهم المرشد الإدارة الاميركية بأنها ليست صادقة في طلبها العلاقة مع ايران، لأنها تهدف الى وضعها تحت تسلطها. وقال ان الشعب الايراني لا يعير أي أهمية للولايات المتحدة وهذا ما يثير قلقاً شديداً لديها. ونحا رئيس البرلمان ناطق نوري نحو خامنئي بإعلانه ان بلاده لن تقيم علاقات مع اميركا، ما دامت هذه تواصل "تجبّرها"، فالاميركيون "ماضون في عدائهم وهيمنتهم، والإدارة الاميركية واقعة تحت هيمنة مجموعة من الصهاينة". جاءت هذه المواقف عشية استعداد ايران لاحياء الذكرى السنوية العشرين لاحتلال السفارة الاميركية في طهران اثر قيام الثورة الاسلامية، حيث تنظم مسيرات كبرى اليوم في كل انحاء البلاد للتنديد بالسياسة الاميركية. وتعد هذه المواقف أبرز رد ايراني على الدعوات الاميركية الى الحوار في وقت تشهد العلاقات الايرانية - الأوروبية تطوراً واضحاً، كانت أبرز محطاته زيارة الرئيس محمد خاتمي لباريس أواخر الشهر الماضي. وترافقت هذه المواقف ايضاً مع عودة السجال السياسي الساخن بين طهرانوواشنطن التي عاودت اتهام الجمهورية الاسلامية بالضلوع في انفجار الخبر. وهذا ما ردت عليه مصادر سياسية ايرانية أمس بالقول ان الادارة الاميركية تريد من هذه الاتهامات الاخلال بمسيرة التطور الحاصل في علاقة ايران بجاراتها الخليجية وبخاصة السعودية، والإيحاء للرأي العام بأنها تمثل تهديداً للمنطقة، بما يُسوغ لأميركا تبرير حضورها العسكري في المنطقة. الى ذلك، توعد قائد "الحرس الثوري" اللواء رحيم صفوي الاميركيين برد قاس على التهديدات العسكرية لبلاده، وقال لصحيفة "كيهان": "إذا وجّه الاميركيون ضربة عسكرية لإيران، فسنجعلهم يندمون". واستمر السجال الداخلي في أكثر من ملف مع استمرار محاكمة الوزير السابق للداخلية عبدالله نوري، أحد المقربين من الرئيس خاتمي، فيما تعقد محكمة المطبوعات أول جلسة لمقاضاة رئيس تحرير صحيفة "عصر ازادكان" ماشاء الله شمس الواعظين الاثنين المقبل، بعدما أوقف أول من أمس استناداً الى اتهامات جديدة منها: الإفادة من سندات مزورة وتزوير توقيع الصحافي حسين باقر زاده كاتب المقال الذي أثار ضجة كبيرة ودعا فيه الى إلغاء عقوبة الاعدام من نظام الجمهورية الاسلامية. وحملت صحيفة "عصر آزادكان" على التيار المحافظ، واعتبرت ان الفضاء الاعلامي الحر الذي تحقق للمجتمع الايراني "لا يمكن العودة به الى الوراء". فيما نقلت صحيفة "افتاب امروز" عن رئيس شورى التحرير في صحيفة "نشاط" حميد جلالي يور اتهامه المتشددين بمحاربة اصلاحات الرئيس الجديد للسلطة القضائية شاهرودي. ونفى عبدالله نوري في الجلسة الثالثة لمحاكمته ان تكون صحيفته "خرداد" وجهت أي اهانة الى الشعب والمسؤولين في مقال جاء فيه: "نحن رجال توهّم ومؤامرة نتهم الديبلوماسيين بالتجسس، والمنفتحين بالعمالة". وهو مقال اعتبره الوزير السابق نوعاً من النقد للمواقف والأساليب السياسية للتيارات داخل النظام وخارجه. وأضاف: "يبدو أن الأصل في هذه المحاكمة هو الادانة، وما ينبغي اثباته هو البراءة". واعتبر ان الانتقاد الذي وجهته الصحيفة الى بعض قادة الشرطة أو بعض المسؤولين في النظام لا يعتبر انتقاداً للنظام نفسه. لا بل ان محاكمة شخص ذي مسؤولية رفيعة المستوى "يعتبر قوة للنظام". وحمل رئيس البرلمان ناطق نوري على بعض أطراف التيار الاصلاحي "لأنهم يظهرون الاحساس بالخجل لمشاركتهم في احتلال مقر السفارة الأميركية في طهران عام 1979". وقال ان هؤلاء "لا دور لهم في الثورة وتحديد مصيرها، وليس لديهم تأثير في الشعب الايراني". انتخابياً، شدد اليمين المحافظ على أن الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني يتصدر قائمة اليمين في الانتخابات البرلمانية المقبلة، فيما نُقل عن النائبة الاصلاحية فاطمة كروبي ان اسم رفسنجاني لم يدرج حتى الآن في لوائح الاصلاحيين باستثناء لوائح حزب "رواد البناء" و"بيت العامل"، و"حزب التضامن". وقالت إن اسم رفسنجاني لم يطرح في اللائحة المحتملة لليسار الديني مجمع روحانيون مبارز. ونفى عضو لجنة الرقابة الدستورية محمد يزدي أن تكون اللجنة المكلفة النظر في أهلية المرشحين تتعامل مع الانتخابات على أساس فئوي، علماً أن اللجنة يهيمن عليها المحافظون.