تعرف البنت عشاقها واحداً واحداً. تتذكرُ أسماءَهم وتفاصيل أجسادهم. وعلاماتها الفارقه تتذكر آخرَهم. تتفجرُ في صمت ذكراه أدمعها الحارقه كان حارس بئر القرابين. جاءوا بها هلعين من القحط. قالوا أيا حارس البئر خذ هذه البنت واقذف بها في مجاهيل شهوته. قد يلين إلهُ المطرْ ويبلُّ عروق الشجرْ مدَّ حارسُ بئر القرابين كفّيه منتشلاً روحها الغارقه باكياً لو تلينُ قلوبُ البشر! فجأة كانت الصاعقه واستجاب إله المطر سحبٌ أمطرت سحباً أمطرت واستعادت شقوق التراب احتفالاتها بالسخاء السماوي واخضرَّ قلب الحجر تعرف البنت عشاقها تعرف البنت حارسها تعرف البنت أشواقها تعرف البنت فارسها تعرف البنت بئرَ القرابين والموعد المنتظر... * ثابَ طفلُ الغوايات ميتاً الى رشده. قال: موتي سباتْ وعلى رسلها باركتْه الحياةْ وعلى رسله جابَ أرجاءَها موغلاً في غموض النهايات إيمانه ساطعٌ. دونما معبد أو صلاة ثابَ طفلُ الغوايات حيّاً الى رشده قام من موته آخِذاً مهده في مدى لحده! * جادك الغيثُ. لا جادك الغيثُ. يا زمن الرغبة المعتمه بتفاصيلها المبهمه جادك الغيث. ها هيذي قبلة الصاعقه تشعل الشهوة المفعمه في دم الشفةِ الواثقه آخ. لا جادك الغيثُ. يا زمناً ضائعاً عن حدود الزمنْ غيثُهُ غربةٌ في الوطن ومواعيده سحبٌ تمطر اللغة الحارقه! * حسبيَ اللهُ! كل الفصول غادرت طقس رزنامتي والحقول لم تجد في سنابلها قامتي حسبي اللهُ... ماذا أقول لمن مرضت بانتظاري... وماذا أقول؟ * خيبة. خيبة. يرحل الماء. تخوي الصهاريخُ. ما من نثيثٍ يضيءُ سبيل الجذور القديمة في ما تبقى لها من تراب قديمٍ. وسقفُ الصفيح السماءُ الوحيده خيبةٌ. خيبةٌ. يتهاوى رخام القصيده وكلام الجريده... في شقوق الجفاف الجديده خيبةٌ... خيبةٌ... مقاطع من قصيدة طويلة.