-1- أربعة أعوام هي علاقة الضوء ،لم يلتقيا من قبل! هي تعرفه رأت صورته من قبل ، هو لم يرها من قبل حتى لم يسمع لها حساً ، كان فقط يشاهد آثارها المدهشة في كل مكان في عالم الضوء ! كان اللقاء في مقهى محايد .. المقهى ميدان شوق ومضمار هوى .. جلس في سيارته يحاول أن يفض بكارة الاحتمالات ، نظر إلى ساعته مضى على الموعد عشر دقائق ، كان متردداً في الدخول تذكر مشهداً من فيلم « لديك بريد»! عندما كان الموعد مع العِداء والحب في وقتٍ واحد! هما لم يحددا مكاناً معيناً في المقهى ! دارت في ذهنه مئات الأسئلة ولا جواب !! الذي يعرفه أنها قد تتضوع عطراً ماركة « Bvlgari « كان قد أهداه لها من قبل ..وكتب لها ورقة صغيرة « تلطخي به في أول موعدٍ لنا»! هو لا يعرف لها صفة! هل هي بيضاء...سمراء ...طويلة ...قصيرة ...الذي يعرفه منها أن لديها أنامل جميلة تكتب الجمال وحزن القافية!! هل عندما تراه ستحمل حقيبتها مباشرة وتذهب .. إذا ابتسمت له هل يصافحها أم يقبل يدها .. -2- كان أمام باب المقهى الخشبي..سوف يغمض عينيه ليراها بقلبه! فتح الباب صدمه الهواء البارد ورائحة القهوة والمواعيد المختلسة! لم يكن في المقهى سوى عاشقين يتنادما بصمت ، وفتاة في إحدى الزوايا ، كانت تقرأ رواية طويلة ، لا تلتفت لشيء آخر..لا يكتنفها القلق ولا يقتات عليها وباء الانتظار . انتظر ساعة ..ثم طلب من النادل فنجان قهوة وان يضيف الكراميل لأنه بدأ يشعر بمرارة الفقد. كانت السماء ملبدة بالغيوم وبدأت رسل المطر تبلغ الأرض وحياً آخر! أخذ رواد المقهى يتسللون لواذاً من المطر .. أراد أن يشعل سيجارة ولكن المقهى يرفع لوحاته في وجهه مطالباً إياه بالنقاء .. الفتاة على حالها تدون بقلم الرصاص على الرواية وتحك أحياناً حاجبها الأيمن بالممحاة .. -3- انتظر ساعات حتى بدت طقوس المطر في الاندثار .. الانتظار والاضطراب والإنهاك وخيبة الوعد كل ذلك جعله مدعاة للشفقة ! حاسب النادل ، خرج شم رائحة المطر ثم وضع سيجارة في فمه أشعلها سحب نفساً عميقاً ثم مشى على الرصيف ..من خلفه قالت : - مللت الانتظار ..أردت فقط أن أمشي معك بعد المطر.. أخذت ذراعه اليسرى تتدفأ بها وضمت الى صدرها الرواية ! ذهبا وخلفا بقايا القطر ترسم دوائر واسعة على وجه الماء ..