روما، اسلام آباد، واشنطن - "الحياة"، أ ب، أ ف ب، رويترز - تستكمل المعارضة الافغانية والملك السابق محمد ظاهر شاه استعداداتها لعقد اجتماع ل"المجلس الاعلى" الذي اعلن تشكيله الاثنين الماضي، وتحاول حركة "طالبان" توسيع قاعدة تحالفاتها في الداخل، ويجوب وزير دفاعها الاقاليم الافغانية ليجتمع بزعماء القبائل ويدعوهم الى "الجهاد". وفيما جددت "طالبان" هجومها على الملك، اكد انصاره انه على اتصال بجماعة من الحركة لمناقشة الخروج من المأزق، وانه ضد الضربات العشوائية، لكنه مع قصف مراكز التدريب. واعلن تحالف الشمال ان الضربات الاميركية ستكون خلال ايام. لكن "طالبان" ردّت بتظاهرات صاخبة ضد الملك، خصوصاً في اقليم قندهار منددة به وبالسياسة الاميركية. وعلمت "الحياة" ان اتصالات مكثّفة تجري بين تحالف الشمال وانصار الملك من جهة ومسؤولين اميركيين من جهة اخرى لمناقشة الدعم الذي يحتاجونه. واعلن التحالف الشمالي المعارض لحركة "طالبان" امس ان المجلس الكبير لويا جيرغا الذي استدعاه الملك السابق ظاهر شاه سيجتمع قريباً. وقال عبدالله عبدالله وزير خارجية التحالف الذي ما زال يشغل مقعد افغانستان في الاممالمتحدة، على رغم انه يسيطر على جزء صغير من البلاد، ان المجلس سيجتمع سواء سقطت "طالبان" او لم تسقط. واضاف في مؤتمر صحافي في بلدة خوجة بهاء الدين قرب خط المواجهة مع "طالبان" ان نصف اعضاء المجلس من التحالف الشمالي والنصف الآخر من جماعات اخرى. وتوصل ظاهر شاه الى اتفاق الاثنين في روما مع التحالف الشمالي لاطاحة "طالبان" وتشكيل حكومة جديدة. ولمّح عبدالله الى ان هناك اتصالات مع الولاياتالمتحدة، لكنه لم يعلن تفاصيل اي محادثات بين الطرفين، واكد ان الهجوم الاميركي سيكون خلال ايام. وقال الزعيم الافغاني المعارض في المنفى حامد قرضاي الذي يحاول استغلال الضغوط الاميركية على "طالبان" من اجل كسب التأييد لعقد مجلس شورى لزعماء القبائل "اننا نواصل الحوار مع طالبان". واضاف: "هناك ناس طيبون في طالبان ونأمل بان ينضموا الينا وهناك ناس اشرار ايضاً ونأمل بان يختفوا". وكان قرضاي يتحدث في مدينة كيوتا غرب باكستان قرب الحدود الافغانية. وفي روما اعرب الملك السابق عن معارضته الشديدة لتوجيه اي ضربات جوية اميركية عشوائية الى بلاده لأنها قد تسبب سقوط ضحايا ابرياء، حسبما نقل عنه نجله مرواس ظاهر امس. وقال مرواس: "ان والدي يشعر بقلق شديد لاحتمال موت ابرياء. اننا لا نقر الهجمات العشوائية التي يمكن ان تصيب مدنيين وناس ابرياء". وفي ما يتعلق بتنظيم اسامة بن لادن قال نجل الملك السابق انه "يستطيع الاميركيون ضرب معسكرات تدريب الارهابيين المتعصبين". واضاف: "لا يسعني التعليق على الضربات الجوية. اننا لا نستطيع وقفها اذا ارادوا تنفيذها". واكد "نستطيع القيام بذلك القضاء على الارهابيين بطريقة اخرى. لدينا قيادات عسكرية ميدانية تملك خبرة واسعة. اننا نعرف الارض افضل من الاميركيين. واذا ساعدونا نستطيع اسر الارهابيين من دون الاضرار بالشعب". وكان نجل الملك السابق يعلق على تصريحات قادة المعارضة الافغانية لنظام "طالبان" الذين اكدوا الاثنين في افغانستان انهم ينتظرون "بنفاد صبر" الضربات الاميركية. وتوقع خبراء من الاستخبارات الاميركية عمليات سرية لمساعدة القوات المناهضة ل"طالبان" وتشمل امدادها بالاسلحة والاموال والتدريب ومعدات الاتصالات. وقد تكون العمليات اعادة معدلة لما حدث في الثمانينات عندما قدمت "سي آي اي" الدعم الذي شمل مئات من صواريخ "ستينغر" المضادة للطائرات للمجاهدين الذين اخرجوا القوات السوفياتية من افغانستان. وجاء في وثيقة حكومية اميركية ان واشنطن ستدعم المعارضة لكن "لا نريد ان نختار من يحكم افغانستان. بل سنساعد الساعين الى اقرار السلام والتنمية الاقتصادية ونبذ الارهاب". ونظّمت "طالبان" تظاهرات صاخبة امس في قندهار جنوب ضد الملك. واكد عبد الرحمن هامات، مدير وكالة انباء "طالبان" "بختار"، ان "آلاف الاشخاص نزلوا الى شوارع المدينة للاحتجاج على عودة ظاهر شاه". وقال ان هذه التظاهرة هي الاولى التي تحصل في قندهار، حيث يقيم الملا عمر. وردد المتظاهرون هتافات معادية للملك السابق منددين ب"التحالف مع اميركا". وهددت حركة "طالبان" اي حكومة افغانية مدعومة من الخارج بحرب دامية ورفضت الخطوات الجارية لتشكيل ادارة انتقالية تحت اشراف الملك السابق. وصرح نائب وزير الخارجية في "طالبان" عبدالرحمن زاهد لوكالة الانباء "الافغانية الاسلامية" في باكستان ان محاولات المعارضة تشكيل حكومة جديدة تتم ب"أمر" من الولاياتالمتحدة. وانها "لا تهدف الى وقف الحرب بل الى اطالة المعارك. ان اي حكومة مفروضة من الخارج لن تكون مقبولة من الشعب الافغاني وسنحارب تلك العناصر".