تتواصل في العاصمة الايطالية روما محادثات مكثفة محورها الملك الافغاني السابق محمد ظاهر شاه، ويشارك فيها وفد من الكونغرس الأميركي وممثلون عن تحالف المعارضة الافغانية. ووصف حفيد الملك والناطق باسمه الشق الاميركي من المحادثات بالبناء والمثمر، واعتبر ان الحديث مع المعارضة يسير بصورة ايجابية، لكن احد اركان التحالف الشمالي نفى التوصل الى اتفاق مع الملك السابق. وعلى رغم عدم التوصل الى نتائج ملموسة في محادثات روما الا ان كثافتها وتعدد اطرافها يشيران الى حركة سياسية ربما تتوصل الى ايجاد نظام بديل من "طالبان" في حال اطاحتها. أسلام آباد - أ ب، أ ف ب، رويترز - أجرى ملك افغانستان السابق محمد ظاهر شاه صباح أمس في روما محادثات "مثمرة جداً" مع وفد من الكونغرس الاميركي وممثلين عن المعارضة الافغانية، على ما أعلن مصطفى ظاهر حفيد الملك وممثله الخاص. وأعلن ظاهر ان "المحادثات كانت ودية جداً وتناولت المشكلات الحالية والوضع الراهن في افغانستان والحلول الممكنة لها". وأعرب الوفد الاميركي المؤلف من أحد عشر عضواً من كبار المسؤولين في الكونغرس للملك السابق، عن رغبة واشنطن في دعم الجهود الهادفة الى تشكيل حكومة أفغانية تخلف حكومة "طالبان". وأكد اندرو كارد كبير موظفي البيت الأبيض، في تصريحات في واشنطن، ان الولاياتالمتحدة تريد اطاحة "طالبان" إذا استمرت في "مساندة الارهابيين". وقال مستشار الامن القومي في الكونغرس آل سانتولي الذي يشارك في الوفد الى روما: "في الواقع، هدفنا هو ان نظهر دعمنا لوحدة الشعب الافغاني. ان الامر لا يتعلق بالقضاء على اسامة بن لادن، وانما بالقضاء على شبكة الارهاب برمتها في أفغانستان، وأساس هذه الشبكة هو نظام طالبان". وكان سانتولي يتحدث، بعد مشاركته في الاجتماع الذي عقده في احد فنادق روما مع قادة المعارضة الافغانية لحركة "طالبان"، الذين ناقشوا خلاله تشكيل مجلس أعلى يضم ادارة انتقالية حول الملك السابق البالغ من العمر 86 عاماً. ويضم الوفد الاميركي اعضاء نافذين في الحزبين الجمهوري والديموقراطي في الكونغرس خصوصاً، دانا روهراباشير كاليفورنيا الرئيسة السابقة للجنة الفرعية في الكونغرس في شؤون آسيا، وكورت ويلدون رئيس اللجنة الفرعية حول التسلح، وسيلفستر رييس تكساس، ونيك سميث ميتشغن، وروسكوي بارتليت ميريلاند. ثم التقى الوفد الملك السابق في مقر اقامته في فيللا داخل مجمع سكني مغلق، شديد الحراسة قرب روما، وابلغ ظاهر شاه الوفد انه يؤيد أميركا في حربها ضد الارهاب، ويؤيد تحالفاً تتزعمه لطرد "طالبان" من السلطة. وقال النائب كورت ويلدون: "ان الملك ظاهر نجح في حكم أفغانستان لمدة 40 عاماً بسلام تام". وأعرب عن اعتقاده "بأنه قادر على جمع الافغان في الحرب ضد طالبان". ونقل ويلدون عن ظاهر شاه انه يرغب بإعادة الديموقراطية الى بلاده، وانه عرض اقامة نظام ملكي دستوري برعاية الاممالمتحدة. وقال ويلدون: "ان الملك اقترح فترة انتقالية مدتها سنتان وتنظم في نهايتها انتخابات ديموقراطية، تشرف الحكومة المنبثقة منها، على اجراءات رحيل القوات الغربية من البلاد". وأضاف: "الملك السابق ترك الباب مفتوحاً لاحتمال انضمام حتى حركة طالبان الى ائتلاف حكومي اذا كان هناك من دور لها". وشدد ظاهر شاه على "أهمية المساعدات الانسانية للأفغان، خصوصاً ان الشتاء على الابواب". يذكر ان الملك السابق عبر مراراً عن رغبته في العودة سريعاً الى افغانستان للدعوة الى عقد مجلس أعيان، يضم عدداً من ابناء كبرى العائلات والوجهاء الأفغان، يتيح اعطاء الضوء الاخضر للبدء بعملية ديموقراطية لانتقال السلطة الى ادارة انتقالية فور ابعاد "طالبان" عن السلطة. وأعرب ظاهر عن شكوكه في قدرة تحالف الشمال، المعارض لنظام "طالبان"، على تسلم الحكم في البلاد، في مقابلة مع مجلة "نيوزويك" الاسبوعية الأميركية. ورفض فكرة ان يكون التحالف بين الاتنيتين الاوزبكية والطاجيكية والذي يشرف على 10 في المئة من البلاد، قادراً على ادارة أفغانستان. وقال: "من الصعب التوصل الى نصر كامل بتحالفات صغيرة، يترتب علينا انشاء تحالف مبني على قاعدة واسعة، يشمل جميع الاطراف المنظمة لتشكيل حركة قوية ناشطة" من دون اعطاء المزيد من التفاصيل. واستبعد الملك السابق الذي يقيم في المنفى في روما منذ عام 1973 ان يقوم بأي دور حكومي مستقبلاً في بلاده، مؤكداً انه يريد المشاركة في البحث عن السلام. ودعا ممثلي المعارضة الافغانية لنظام طالبان الى تناول طعام العشاء الى مائدته في مقر اقامته أمس للبحث في تنسيق الجهود ضد "طالبان". وتشير بعض المعلومات الى وجود اتفاق شامل على جملة من الأمور الأساسية، في مقدمها ما أعلن عنه ممثل التحالف في روما يونس قانوني امس إثر لقائه بالملك ظاهر شاه "إن الحل العسكري الذي قد يؤدي الى إلحاق أضرار جسيمة بالمدنيين الأفغان مرفوض، لأنه يؤدي الى تدهور الوضع اكثر فأكثر ويزيد من عذابات الشعب الأفغاني المنهك اصلاً". وأضاف: "ان هناك اتفاقاً كاملاً حول اعتبار شخصية الملك ظاهر شاه الضمانة الأساسية لمستقبل البلاد". لكن الدكتور عبدالله عبدالله، أحد زعماء المعارضة الافغانية، أكد من مدينة خواجا بهاء الدين شمال شرقي افغانستان عدم التوصل الى أي اتفاق مع الملك السابق لجهة تأسيس مجلس أعلى ومجلس عسكري. وأكد عبدالله وهو أحد اعضاء "ترويكا" خلفت القائد احمد شاه مسعود الذي قتل في اعتداء في التاسع من ايلول سبتمبر، ان اعلان اتفاق مع الملك ظاهر "سابق لأوانه" وانه جاء قبل المحادثات. وقال: "لقد تباحثنا بالأمس ولا نزال نتباحث اليوم أمس"، مشيراً الى عدم التوصل الى توقيع "اتفاق رسمي".