} اكد حلف شمال الاطلسي ان واشنطن قدمت دليلاً واضحاً على تورط تنظيم "القاعدة" بقيادة اسامة بن لادن في الاعتداءات في الولاياتالمتحدة الشهر الماضي. وأشار الى ان الحلف سيتخذ اجراءات طبقاً للبند الخامس، بعدما تأكد ان الاعتداءات عمل خارجي. وفي موازاة تشديد الخناق الدولي على "طالبان"، اكد الرئيس جورج بوش الذي شرح حجم التحرك العسكري للجيش الأميركي، ان الولاياتالمتحدة ستتحرك في أفغانستان في الوقت الذي يناسبها. واشنطن، بروكسل، اسلام آباد، استوكهولم، دوشانبي - "الحياة"، رويترز، أب، أ ف ب - كشف الامين العام لحلف شمال الاطلسي جورج روبرتسون أمس في بروكسل ان الولاياتالمتحدة قدمت الدليل على تورط تنظيم "القاعدة" بقيادة اسامة بن لادن في اعتداءات 11 ايلول سيتمبر في الولاياتالمتحدة. وقال ان "الوقائع واضحة وذلك يؤكد ان الهجوم تم من الخارج". وجاء كلامروبرتسون في مؤتمر صحافي عقده في ختام عرض لنتائج التحقيق المتعلق بالمسؤولين عن الاعتداءات قدمه المنسق الاميركي لحملة مكافحة الارهاب فرانسيس تايلور أمام مجلس السفراء الدائم لحلف شمال الاطلسي. وقال روبرتسون ان مضمون عرض تايلور يجري نقله مباشرة الى عواصم الدول الحليفة. وأوضح: "نحن نعلم ان الاشخاص الذي نفذوا هذه الاعتداءات ينتمون الى شبكة القاعدة الارهابية العالمية التي يرأسها اسامة بن لادن مع ضباطه الرئيسين في حماية طالبان". واستخلص انه بات في الامكان تفعيل المادة الخامسة من الميثاق المتعلقة بالتضامن بين الحلفاء، للمرة الاولى في تاريخ الحلف منذ تأسيسه قبل 52 عاماً. وهذه المادة الواردة في الميثاق التأسيسي للحلف تنص على ان أي هجوم على دولة في الحلف من الخارج، يمكن ان يعتبر هجوماً على كل الدول ال19 الاعضاء فيه. وتزامن اجتماع مجلس الحلف مع وجود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في بروكسل لحضور القمة نصف السنوية بين الاتحاد الاوروبي وروسيا ولعقد اجتماع مع روبرتسون. وقال ديبلوماسيون أمس ان قادة الاتحاد الاوروبي وحلف الاطلسي يأملون في تشكيل جبهة قوية مناهضة للارهاب مع بوتين خلال محادثاتهم في بروكسل. بوش ومع اكتمال الحشد السياسي والعسكري لتوجيه ضربة الى "طالبان"، أعلن الرئيس الأميركي أمس ان الولاياتالمتحدة ستتحرك في أفغانستان "في الوقت الذي يناسبها". وأضاف ان "على طالبان تسليم شبكة أسامة بن لادن القاعدة وتدمير معسكرات الارهابيين، والا فسيكون هناك عواقب"، مؤكداً عدم وجود "مفاوضات او استحقاقات" بين واشنطن و"طالبان". وقال انه حقق "مكاسب على جبهات كثيرة" في حربه على الارهاب. وأضاف في حديث امام العاملين في وكالة ادارة الطوارئ الاتحادية، ان الحكومة الاميركية تسعى جاهدة لمعرفة المسؤولين عن الهجمات ، داعياً الى التحلي بالصبر. وقال انه نشر 29 الفاً من القوات الأميركية وبضع مئات من الطائرات العسكرية رداً على ذلك. وأوضح: "هذه حرب من نوع مختلف. من الصعب خوض حرب عصابات بقوات تقليدية لكن قواتنا مستعدة، ومثلما قلت للكونغرس فإنهم قواتنا سيجعلوننا نشعر بالفخر". وبدأت وزارة الخارجية الاميركية أول من أمس ارسال برقيات الى سفاراتها، لكي تنقلها الى الحكومات المتحالفة مع واشنطن، تتضمن أدلة على مسؤولية بن لادن في الاعتداءات المذكورة. وقال مسؤول في الوزارة رفض الكشف عن اسمه: "جمعنا عدداً كبيراً من المعلومات التي تظهر بوضوح مسؤولية بن لادن وتنظيمه، ونحن ننقل هذه المعلومات المصنفة سرية الى اصدقائنا وحلفائنا". وأكد وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفلد من جهته، لشبكة "اي بي سي" التلفزيونية أمس ان الولاياتالمتحدة "ليست ضد الشعب الافغاني". ورفض التعليق على المعلومات التي تشير الى اقتراب موعد الهجوم على اسامة بن لادن، معرباً عن "تعاطفه" مع الشعب الافغاني الذي يعاني من نظام "طالبان". ودعا رئيس لجنة الاستخبارات التابعة لمجلس النواب الاميركي بورتر غوس أول من أمس الولاياتالمتحدة الى ان تذهب الى ما وراء اسامة بن لادن بالقضاء على زعماء آخرين لشبكات ارهابية. وقال: "يجب الا نركز على شخص واحد او مكان واحد بعينه... انها شبكة عالمية". وكانت الولاياتالمتحدة نشرت أول من أمس حاملة طائرات اخرى في اطار حشدها المتزايد لقواتها العسكرية لشن حرب على الارهاب. وفي خطوة غير مألوفة أبحرت الحاملة "كيتي هوك" من ميناء قرب طوكيو من دون قواتها المعتادة المكونة من سبعين طائرة حربية لتعزيز الرد العسكري الاميركي على الهجمات التي تعرضت لها نيويوركوواشنطن. وقال مسؤولون طلبوا عدم كشف هويتهم، ان احد الخيارات المطروحة يتمثل في تمركز "كيتي هوك" في المحيط الهندي جنوبأفغانستان، واستخدامها كقاعدة للمروحيات، لشن غارات على افغانستان. وهذه الخطوة ستمكن أربع حاملات طائرات أميركية من ان تكون على مسافة ممكنة لتوجيه ضربات لافغانستان. ويوجد على متن الحاملات الثلاث الاخرى الموجودة في المنطقة ما يزيد على مئتي طائرة. الى ذلك، جدد وزير الخارجية التشيكي جان كافان التشديد في واشنطن أول من أمس على استعداد بلاده لدعم الحملة ضد الارهاب بما في ذلك مشاركة عسكرية. وقال بعد لقاء مع نظيره الاميركي كولن باول "لقد عرضنا مساعدة انسانية ومساعدة بشكل تقاسم معلومات استخباراتية والسماح بتحليق الطائرات وتمركز وحدات عسكرية". في اسلام آباد، أعرب الرئيس الباكستاني الجنرال برويز مشرف أمس عن أمله الا يطول أي عمل اميركي ضد حركة "طالبان"، وان يكون "قصيراً للغاية". وقال مشرف ل"هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي "آمل فقط الا يستغرق الامر اشهراً او سنوات وان يستغرق اي عمل مهما كان وقتاً قصيراً على ان تعقبه جهود جيدة جداً لاعمار افغانستان". وفي هلسنكي، قدم القائم بأعمال السفارة الأميركية كارول فان فورت طلباً رسمياً الى وزير الدفاع الفنلندي جان اريك انوستام للحصول على موافقة السلطات الفنلندية على استخدام مجالها الجوي في حال تنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد أفغانستان. ويذكر ان موقع فنلندا الجغرافي يقع على الحدود مع روسيا، وهي ليست عضواً في حلف شمال الأطلسي.