واشنطن، إسلام آباد، لندن أ ب، رويترز، أ ف ب - صعدت حركة "طالبان" من تحديها للمطالب الاميركية بتسليم اسامة بن لادن، مما زاد من احتمالات وقوع رد عسكري اميركي. ونقلت "وكالة الانباء الاسلامية" الافغانية عن وزير دفاع "طالبان" ملا عبيدالله حث قوات الحركة على القتال بشراسة ضد اي هجمات قد تشنها الولاياتالمتحدة. وقال عبيد الله، خلال زيارة للقوات المتمركزة في تورخم قرب الحدود الباكستانية: "قاتلوا بشدة ضد الهجمات دافعوا عن بلدكم. واذا كان عدوكم قويا فالله اقوى". في مقابل ذلك، ناطق باسم البحرية الاميركية ان الولاياتالمتحدة عززت وجودها العسكري في المنطقة أمس، اذ أبحرت حاملة الطائرات "كيتي هوك" وعلى متنها نحو 70 طائرة من ميناء قرب طوكيو للقيام بمهمة ضمن عملية "الحرية الراسخة" الذي أطلقتها الولاياتالمتحدة ضد الارهاب. وكشفت مجلة "نيوزويك" أمس ان ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش، ونظراً الى قلة الأهداف الاستراتيجية، تخلت عن خيار القصف المكثف ضد أفغانستان مفضلة تحركاً فاعلاً في العمق، تقوم به القوات الخاصة التى يتم اطلاقها لملاحقة ابن لادن. وقالت: "إضافة الى معسكرات التدريب في افغانستان التي باتت مقفرة، وبعض محطات التلفزة والاذاعة ومقار القيادات العسكرية وخزانات المحروقات، يبدو ان الهدف الوحيد هو بعض الشاحنات الصغيرة التى تستخدمها الحركة لتنصب فوقها رشاشات خفيفة وثقيلة". الموقف الباكستاني في موازاة ذلك، اعلن الرئيس الباكستاني برويز مشرف، في مقابلة اجرتها معه شبكة التلفزيون الاميركية "سي ان ان" ان القوات الباكستانية لن تشارك في اي عملية عسكرية محتملة ضد افغانستان. وقال في هذه المقابلة التي اجريت معه في اسلام اباد: "لا ارغب في رؤية جنود باكستانيين يعبرون حدود افغانستان لانني لا ارى ضرورة لمشاركة قواتنا". واعلن مشرف ان الولاياتالمتحدة لم تطلع باكستان حتى الان على اي دليل يثبت المسؤولية المفترضة لابن لادن في الاعتداءات الارهابية التي وقعت في 11 ايلول/سبتمبر، مضيفا: "كل ما اعلمه سمعته من محطات التلفزيون". وتوقع ان تقدم واشنطن مجموعة ادلة تثبت تأكيد مسؤولية ابن لادن في هذه الاعتداءات. واعتبر مشرف ان نظام "طالبان" بات في "خطر" نتيجة الضغوط المتزايدة التي يمارسها عليه التحالف الدولي المناهض للارهاب. واوضح ان "الامل ضعيف" في رؤية "طالبان" تلبي المطالب التي فرضتها واشنطن بينها تسليم ابن لادن. من جهة ثانية استبعد مشرف تماما احتمال وجود عناصر متعاطفة مع "طالبان" في صفوف الجيش الباكستاني قد تسعى للاستحواذ على السلاح النووي. وقال: "لا يوجد ادنى خطر من احتمال وقوعها الاسلحة النووية في ايدي المتطرفين"، مشددا على ان"الجيش الباكستاني هو اكثر جيوش العالم انضباطا ولا يمكن ان يطاوله التطرف. لدينا هرمية قيادية جيدة وتقاليد ممتازة. ولا اعتقد بامكان حدوث سيناريو كارثي". الى ذلك، قال رياض محمد خان الناطق باسم وزارة الخارجية الباكستانية في اسلام اباد: "اذا طلب منا تعاونا محددا، نفضل في هذه الحال بالطبع ان نبلغ بكامل المعلومات عن العمليات". موقف فرنسي وفي باريس، أكد وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار أمس ان الهدف السياسي الرامي الى "تدمير نظام طالبان" في افغانستان "مشروع تماماً". وقال ان "اسباباً وجيهة تحملنا على ان نرغب في استبدال نظام طالبان بنظام يقوم بادارة شؤون الشعب الافغاني في شكل أفضل وحتى في علاقاته مع العالم الخارجي. وبالطبع تفاقمت هذه الاسباب منذ الاعتداءات في 11 ايلول التي نسبت الى مجموعة بن لادن التي تحظى بدعم وتعاون نظام طالبان". في طوكيو، يناقش رئيس الوزراء الياباني جونيشيرو كويزومي مع المعارضة مدى المساهمة التي يمكن ان تقدمها اليابان، لأي عمليات عسكرية أميريكية رداً على الهجمات التي وقعت في الولاياتالمتحدة الشهر الماضي، من دون ان تنتهك دستورها الذي يحظر ارسال قوات للقتال. في بكين، أفادت الصحف المحلية أمس ان الصين واصلت حملتها الديبلوماسية ضد الارهاب، مشددة مرة اخرى على اعتماد جانب الحذر قبل أي رد على الاعتداءات التي استهدفت الولاياتالمتحدة.