ابلغ مصدر خليجي "الحياة" ان الاتجاه العام السائد في منظمة الدول المنتجة للنفط "اوبك" هو ان تلجأ الى خفض الانتاج لوقف انخفاض السعر الذي وصل الى 19 دولاراً، مشيراً الى ان هناك اقتراحات عدة لخفض الانتاج بنحو مليون برميل في اليوم، "ولكن ليس هناك اي اتفاق نهائي في هذا الشأن". واوضح انه قبل اقرار الخفض الجديد، يجري التركيز حالياً على ازالة الفائض الناجم عن تجاوز عدد من اعضاء المنظمة لحصصهم الانتاجية. وذكر المصدر ان تقديرات اللجنة الوزارية ل"اوبك" التي تراقب التزام الدول الاعضاء بحصصها، تفيد ان التجاوزات بلغت في ايلول سبتمبر الماضي ما يراوح بين 800 ألف برميل و1.2 مليون برميل في اليوم. وشدد على ضرورة التأكيد على التزام الدول المختلفة حصصها الانتاجية، لافتاً الى ان الدول المصدرة للنفط "تواجه وضعاً صعباً وغير عادي، سببه مشكلتان هما غياب المعلومات الدقيقة حول الانكماش الاقتصادي المتوقع ومستواه، وحول المناطق التي سيطالها هذا الانكماش". واضاف ان المعلومات في هذا الشأن "غير مؤكدة في الوقت الحالي، واغلب التقارير يقول ان النمو على على الطلب النفطي في السنة المقبلة سيراوح بين 500 ألف و800 ألف برميل في اليوم، اي نصف ما كان متوقعاً في فترة سابقة. ورأى ان غياب المعلومات الدقيقة حول مدى انخفاض الطلب ومدى الانكماش الاقتصادي يشكل مشكلة حقيقية، تضاف اليها مشكلة زيادة الاستثمارات في الدول المنتجة للنفط خارج "اوبك". واوضح المصدر ان تحسن الاسعار خلال العامين الماضيين ادى الى زيادة في انتاج النفط من دول "اوبك" السنة الجارية، ومن المتوقع ان يرتفع ايضاً خلال العام المقبل بنسبة تراوح بين 700 الف ومليون برميل في اليوم، وانها ستأتي من دول عدة خصوصاً روسيا. واعتبر انه في ظل مثل هذا الوضع يصعب على "اوبك" التحرك، كما حدث في الاعوام السابقة، اذ ينبغي ان تكون خطواتها محسوبة بشكل دقيق، وان تتم مشاورات مكثفة بين دول المنظمة، لاتخاد القرار المناسب. وتابع ان الاتجاه العام هو للخفض، ولكن ليس من السهل اقراره في ظل وضع يتسم بزيادة الدول خارج "اوبك" لانتاجها وبانخفاض الطلب على النفط، فيما لا يلتزم بعض الدول الاعضاء حصصه. وذكر انه خلال الايام العشرة الماضية بدأت بعض دول "اوبك" التي لم تكن ملتزمة حصتها بدقة، خفض انتاجها بعدما كانت مصادر النفط العالمية اشارت الى تجاوزات من قبل نيجيريا والجزائر وايران وليبيا. واكد المصدر ان "اوبك" تبحث حالياً مع الدول المنتجة من خارج المنظمة في مدى استعدادها للتعاون وكيفية تحقيق ذلك، مشيراً الى التعاون مع دول مثل عمانوروسيا بهدف اقناعها بخفض صادراتها. وفيما اشارت مصادر نفطية الى زيارة مرتقبة لوزير النفط السعودي علي النعيمي الى روسيا، لم يستبعد المصدر اقناع بعض الدول من خارج "اوبك" على الاقل بخفض صادراتها ان لم يكن بخفض انتاجها. واوضح ان زيادة صادرات روسيا ستكون بمستوى 250 ألف برميل في اليوم، فيما زيادة انتاجها ستصل الى 400 ألف برميل في اليوم. وذكر على سبيل المثال ان مثل هذا التعاون سبق ان حصل مع المكسيك، عن طريق خفض الصادرات وليس الانتاج، اذ ان الصادرات الروسية هي التي تؤثر في الاسعار وليس الانتاج الروسي. واكد ان التعاون مطلوب من روسيا وايضاً من المكسيك والنروج وانغولا وربما كازاخستان.