الرياض، جدة، - الدمام - "الحياة" - يعرف كثيرون ان للفوز ألف أب بينما للخسارة أب واحد، والفوز يغطي دائماً على الكثير من السلبيات، وهذا ما ظهر بعد تأهل المنتخب السعودي لكرة القدم لنهائيات مونديال 2002. لكن الكثيرين من النقاد يعرفون أيضاً ان طريق "الأخضر" مليئة بحفر عدة من السلبيات. "الحياة" عرضت هذا الموضوع على بعض النقاد والمتخصصين، فاعترفوا بدورهم بالكثير منها وقدموا حلولاً للمسؤولين، لتفادي هذه الثغرات في المرحلة المقبلة، وجاءت على النحو الآتي: اعداد خاطئ كشف قائد المنتخب السعودي السابق والهلال صالح النعيمة عن أبرز السلبيات التي واكبت المنتخب السعودي، وقال: "من أشد السلبيات الاعداد الخاطئ لخوض التصفيات، طريقة المدرب السابق اليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش كانت خاطئة ولم تتوافق أفكاره مع اللاعبين، ما أحدث أرباكاً في صفوف "الأخضر"، وتذبذباً في المستوى الفني، واتضح ذلك في المباراتين الأوليين أمام البحرين وايران". وأضاف النعيمة ان المنتخب لم يقدم الأداء المعهود عنه، "هذه حال كرة القدم، وقد صبت الأمور بعدها في مصلحته، وتأهل للمونديال ولا ننكر ان الحظ وقف الى جانبنا ولا ننسى ما قدمه اللاعبون في المباريات والروح المعنوية المرتفعة التي طغت على أدائهم انعكس ايجابياً في الملعب، ولن نغفل الخدمة الكبيرة التي قدمها المنتخب البحريني عندما سحق نظيره الايراني". وعن ايجابيات "الأخضر" في التصفيات أوضح "الامبراطور": "السلبيات كانت واضحة وأبرز الايجابيات تأهلنا للنهائيات والمجهود الجبار الذي قام به اللاعبون وأبرزهم المدافع الصلب عبدالله سليمان والمهاجم سامي الجابر الذي استعاد بريقه وكان مدرباً في الملعب، وأيضاً المهاجم عبدالله الشيحان". وأشار الى ان المرحلة المقبلة تحتاج الى النظر فيها في شكل صائب بعيداً من القرارات الخاصة، وأتمنى أن ننسى الماضي ونبدأ الاعداد جيداً للمشاركة في المونديال، وأمامنا استحقاق كأسي الخليج والعرب، وأعتقد ان البطولة الخليجية لا بد من ان نخوضها لما فيها من تنافس قوي، وكأس العرب ستمنح اللاعبين الصغار الفرصة الكاملة وذلك من خلال مشاركة المنتخب الأولمبي". وأضاف "تبقى على انطلاقة المونديال ما يقارب تسعة أشهر، وهي فترة كافية لاعداد منتخب قوي، ويجب ان يخوض "الأخضر" شهرياً مباريات مع منتخبات عالمية". تجديد الثقة في الجوهر أكد نائب رئيس النادي الأهلي محمد المرزوقي على ان المطلوب في المرحلة المقبلة تقويم الأخطاء السابقة ومعالجتها حتى يتم تفاديها مستقبلاً، وأشاد بالتدخل المناسب الذي تمثّل بإقصاء سانتراتش. ومنح فرصة حقيقية لناصر الجوهر الذي نجح في علاج الكثير من الأمور الفنية والنفسية، ما أسهم في عودة الأمور الى نصابها وتحقيق الهدف المنشود. وطالب بضرورة استمرار الجهاز الفني الوطني مع المنتخب في المونديال، لأن المنتخبات تحتاج الى استقرار يسهم في معرفة الأمور الفنية، مشيراً الى ان الفترة الماضية التي عاشها الجوهر مع المنتخب ساعدته على معرفة الأمور. سوء الاعداد أكد الرئيس السابق للنصر الأمير فيصل بن عبدالرحمن ان التخبطات التي صاحبت بداية مشوار التصفيات هي من أبرز السلبيات التي كانت تسيطر على المنتخب "الثقة يجب ان تعطى لمن يستحقها والمسؤولون تعاملوا في شكل ايجابي مع هذه المرحلة وكان عنوانها الواقعية والجرأة فكان تكليف ناصر الجوهر ليبدأ التصحيح على طريق التأهل". وأضاف: "من هذا المنطلق يجب ان تدرس السلبيات التي صاحبت المرحلة الأولى دراسة كافية ودقيقة لتلافي مثلها لاحقاً، وشدد على ضرورة اقامة معسكرات قوية وخوض تجارب فنية مع فرق عالمية لتتم الإفادة منها في شكل ايجابي تعكس مدى الجهوزية للمرحلة المقبلة "ان تخسر خمس نقاط في بداية المشوار خلال أول مباراتين هذا باعتقادي شيء صعب للغاية، خصوصاً انه بقيت للمنتخب ست مباريات في التصفيات، ولا يملك سوى نقطة واحدة. ثم حقق في نهاية المطاف 17 نقطة، وهذا يعكس سوء مرحلة الاعداد، والنقطة الايجابية الرئيسة تسجل للجوهر". وحول المرحلة المقبلة رأى الأمير فيصل انها تتطلب تضافر الجهود من الجميع "الأخطاء التي وقعنا بها في كأس العالم 1998 بعد المستويات الكبيرة التي سبق وان قدمها "الأخضر" في الولاياتالمتحدة 1994، يجب ان نضعها في الاعتبار، لن نكابر ونقول سنحرز كأس العالم، ولكن المستوى المشرف وتقديم صورة جميلة هو الهدف المنشود". واعترف رئيس نادي الاتحاد وعضو اتحاد اللعبة المهندس حسن جمجوم ان هناك أخطاء وقعت أثناء مشاركة المنتخب التصفيات "هذه الأخطاء عايشتها ابان فترة ترؤسي للبعثة السعودية في بانكوك واشرافي على معسكر المنتخب في المنطقة الشرقية، واعددنا تقارير ناقشناها مع رئيس الاتحاد الأمير سلطان ونائبه الأمير نواف خلال اجتماع مجلس ادارة اتحاد اللعبة ليتم وضع الحلول الأفضل". لغة الاصرار وحصر خليل الزياني مدرب المنتخب السعودي السابق وعضو اتحاد اللعبة حالياً، الايجابيات بأنها كانت "لغة الاصرار والمواجهة في مباريات الحسم وتحسن المستوى من مباراة الى أخرى، ووجود البديل الجاهز"، وتطرق الى السلبيات بالاشارة الى ان بداية "الأخضر" في غالبية المناسبات تكون ضعيفة عادة، هذا ما يجب معالجته في المرحلة المقبلة"، إضافة الى كثرة الاصابات التي يتعرض لها لاعبونا، مشيراً الى ان اصابتي عبدالله الشيحان وحسين عبدالغني في المباراة الأخيرة من أبرز السلبيات، وأكد انه لا بد من ان يكون هناك تعامل "احرص" للنجوم داخل الملعب في المباريات التي يضمن فيها المنتخب السعودي النتيجة.