واشنطن - أ ف ب، رويترز - أعلن مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية أول من أمس ان الولاياتالمتحدة لن تنهي على الارجح حملة القصف الجوي على افغانستان قبل حلول فصل الشتاء. وقال الاميرال جون ستافليبيم مساعد مدير الاركان: "اذا كان كل شيء على ما يرام فاننا نرغب في انهاء عمليات القصف قبل ان تسوء الاحوال الجوية. ولا نعتقد بان هذا الامر ينطوي على كثير من الواقعية". وبعد أكثر من اسبوعين على عمليات القصف، تعطلت الدفاعات الجوية لحركة "طالبان"، ودمرت منشآت القيادة والمراقبة، على ما قال الاميرال ستافليبيم. لكنه أضاف ان قوات "طالبان" ما زالت تتنقل على رغم الهجمات على بناها التحتية لتزود المحروقات. وخلص الى القول: "استهدفنا منشآت نفطية كانوا يعتمدون عليها لتزويد آلياتهم المدرعة المحروقات، لكن مجرد استمرار آلياتهم المدرعة في التحرك يحملني على القول ان عمليات القصف ستكون طويلة جداً وبطيئة". ويرى محللون ان قصف أفغانستان لن يتوقف قبل الاستيلاء على كابول الذي يمكن أن يكون مؤشراً على سقوط "طالبان". ويقولون ان على الحملة العسكرية الاميركية ان تستمر حتى حلول شهر رمضان منتصف الشهر المقبل، وقدوم فصل الشتاء القارس، لتحقق هدفها بالاستيلاء على العاصمة الأفغانية. وتقوم استراتيجية واشنطن على عنصرين رئيسيين: اطاحة "طالبان" وتدمير شبكة "القاعدة" بزعامة أسامة ابن لادن المتشدد. ويعتقد المحللون بان الهدفين يحتاجان الى أسلوبين مختلفين: قصف وتدمير قواعد "طالبان" لتمكين قوات المعارضة من التقدم، وعمليات تقوم بها القوات الاميركية الخاصة لمداهمة واعتقال أعضاء شبكة "القاعدة". ويضيف المحللون انه حتى بموت بن لادن فان القوات الاميركية الخاصة ستقوم بعمليات برية في أفغانستان يمكن أن تستمر حتى العام المقبل. وقال ايفان ايلاند رئيس قسم الدراسات العسكرية في معهد كاتو: "ربما يوقفون القصف اذا انهارت طالبان. هدفنا اسقاط هذا النظام. وأعتقد بانهم سيوقفون القصف اذا حدث هذا". ويقول محللون انه من دون "طالبان" لن يتوافر لاعضاء "القاعدة" الامان في بلد يضم فصائل عرقية متنوعة، تعتبرهم غالبيتها أجانب. ويقول محللون ان "تحالف الشمال" المعارض عنصر أساسي في اطاحة "طالبان". لكن عليه اختراق شبكة تحصينات كثيفة من الخنادق وحقول الالغام حول كابول. وستلعب القوات الاميركية الخاصة دوراً محورياً في اعتقال أعضاء "القاعدة" و"طالبان". ويقول محللون انه في حال العثور على بن لادن فان الاحتمال أن يكون ميتاً. وقال جون بايك مدير منظمة "غلوبوسيكيوريتي" في أوريغون: "لا أعتقد بان هناك فرصة كبيرة لمحاكمة بن لادن". ومن المفترض ان تمسح القوات الخاصة المنطقة، لاعتقال أعضاء "القاعدة" و"طالبان"، ويمكن أن يساعد استجوابهم على معرفة مكان قيادتهم. وأضاف بايك: "لا أتوقع استخدام تحالف الشمال لاعتقال بن لادن. اعتقد بان الحكومة الاميركية ستقوم بهذه المهمة". وفي هذه الحال تشكل الكهوف الجبلية الاهداف الاساسية. وقال الاميرال ستافلبيم: "الكهوف ضمن مجموعة الاهداف فعلياً. ولا أعتقد بان عددها معروف لأي انسان. توجد مئات منها ان لم يكن الآلاف". ويعتقد كوردسمان بان الشتاء ربما يفيد أميركا في استهداف الملاحقين في مخابئهم النائية. وأضاف: "الشتاء سيف ذو حدين لأنه يعيق الكثير من التحركات في المناطق الشمالية، ولكن من جهة أخرى، فانه من طريق مجسات حرارية يمكن في طقس هادئ نسبياً رصد أي شيء تفعله طالبان او القاعدة، يشع حرارة في أي موقع وبذلك يمكن وضع خريطة أهداف ممتازة".