سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الشعبية" تتوعد بالانتقام و"حماس" تدعو إلى "حرب مفتوحة" وواشنطن ومجلس الأمن ينتظران 48 ساعة !. مجزرة اسرائيلية في بيت ريما وشارون يضع شروطاً للإنسحاب !
نفذت القوات الإسرائيلية مجزرة جديدة في قرية بيت ريما قرب رام الله راح ضحيتها 10 فلسطينيين على الأقل، إضافة الى ستة شهداء آخرين سقطوا برصاص الإحتلال في مناطق متفرقة من الاراضي الفلسطينية. وفيما أعرب وزير الخارجية الاميركي كولن باول عن الأمل بإنسحاب إسرائيل "فوراً" من المناطق التي أعادت احتلالها، أعلنت واشنطن ان الإسرائيليين تعهدوا إخلاء المناطق المحتلة خلال 48 ساعة، وهي المدة التي حددها مجلس الأمن لاجراء مشاورات مستمرة قبل بت طلب انعقاد جلسة فورية لتناول الوضع في الاراضي الفلسطينية. وتوعدت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" اسرائيل ب"دفع ثمن مجزرة بيت ريما"، متهمة إياها بارتكاب "حرب إبادة"، وطالبت الاممالمتحدة بارسال قوات دولية موقتة لحماية الفلسطينيين". ودعت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الفصائل الفلسطينية الى "مواجهة مفتوحة" تطاول القادة والمستوطنين والجنود الاسرائيليين رداً على "الحرب الاسرائيلية المفتوحة". وقعت المجزرة فجراً عندما قصفت مروحيات موقعاً وحيداً للشرطة الفلسطينية في قرية بيت ريما، فيما دخلت دبابات ومجنزرات وسيارات عسكرية القرية الخاضعة للسيادة الفلسطينية. وفُرض حظر للتجول في القرية ولم يسمح حتى لسيارات الاسعاف او الصليب الاحمر بالدخول لاسعاف الجرحى الذين كانوا ينزفون في حقول الزيتون. وعقب القصف دخلت قوات الى البيوت واعتقلت 11 مواطناً من "الشعبية" و"حماس" و"الجهاد"، ودمرت منازل لا يعرف عددها، وتردد ان بينها منزل باسل البرغوثي الشعبية وبلال البرغوثي حماس الذي اعتقلته السلطة بعد العملية الاستشهادية في مطعم للبيتزا في شارع يافا. ولم يقتصر الهجوم على بيت ريما وحدها، اذ قتل الجيش سبعة فلسطنيين آخرين في مدن طولكرم وبيت لحم وابو ديس خلال الساعات الاخيرة ليرتفع الى 46 عدد الفلسطينيين الذين سقطوا منذ الاجتياح الأخير الخميس الماضي، اي خلال أقل من اسبوع. وتأتي المجزرة الوحشية، عشية الذكرى السادسة والاربعين لمجزرة كفر قاسم التي ذبح فيها الجنود الاسرائيليون 49 فلسطينياً من أهالي القرية الواقعة في المثلث الفلسطيني في 29 تشرين الاول اكتوبر عام 1965، وهي ذكرت بأسلوبها الفلسطينيين بمجزرة قبية التي حمل الفلسطينيون مسؤوليتها لآرييل شارون الذي كان قائداً عسكرياً في حينه. ونفذت المجزرة بعد ساعات قليلة من بث التلفزيون الاسرائيلي مقطعاً من مكالمة هاتفية التقطت بالصدفة وقال فيها شارون للوزير افراييم سنيه انه توجه الى رؤية ضباط الجيش لحضهم قليلاً "فهم في بعض الاحيان يفتقدون الاحساس بالوقت"، وهو ما فُسر على انه أراد تنفيذ أكبر قدر من المهمات قبل ان يضطر الى سحب قواته. وقد اشترط للانسحاب نزع سلاح الميليشيات الفلسطينية. وبررت اسرائيل المجزرة بالقول انها اعتقلت، إثناء توغل قواتها، فلسطينييْن متورطيْن في اغتيال وزير السياحة رحبعام زئيفي هما صلاح حلاوة ومحمد الريماوي. الا ان مدير الأمن الوقائي الفلسطيني العقيد محمد دحلان أوضح في بيان ان لدى اجهزة الامن معلومات ودلائل تشير الى ان اسرائيل اعتقلت منفذي اغتيال زئيفي قبل ايام"، معتبرا ان "ادعاءات اسرائيل بانها اعتقلتهما خلال احتلالها قرية بيت ريما ادعاء كاذب جاء من اجل تبرير المجزرة البشعة التي ارتكتبها في القرية". وكانت صحف اشارت اول من امس الى ان الدولة العبرية تنازلت عن مطالبة السلطة بتسليم قتلة زئيفي لأنها اعتقلتهم. وبثت الاذاعة العبرية تفاصيل قتل وزير السياحة، مشيرة الى ان "حمدي قرعان قام قبل اسبوعين من عملية الاغتيال بتنظيم حلاوة والريماوي وأبلغهما أنه ينوي ان يقوم بعملية تستهدف احدى الشخصيات الاسرائىلية الكبيرة ... وحجز قرعان، وهو من البيرة، غرفة في فندق حياة ريجنسي قبل ليلة من مقتل زئيفي وقتله في اليوم الثاني بمسدس كاتم للصوت ... وفر الى مناطق السلطة مع باسل الاسمر الذي ساعده في حجز غرفة في الفندق الذي كان يعمل فيه، فيما كانت مهمة صالح وحلاوة تهريب قرعان بعد الاغتيال وايواء اعضاء الخلية في العيزرية" في القدس. وفي واشنطن، نقل عن وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز انه قدم خمسة مطالب إلى البيت الأبيض هي: الضغط على الرئيس ياسر عرفات، وتعهد أميركا الوقوف الى جانب اسرائيل في مجلس الامن، ووضع عدد من المنظمات المعادية في الحملة الاميركية على الارهاب، وتعهد عدم مفاجأة اسرائيل بمواقف سياسية لم يتم التوافق عليها سلفاً، والضغط على سورية من اجل تهدئة الوضع في جنوبلبنان. وذكر مصدر في وزارة الخارجية الاميركية ل"الحياة" ان السفير الاميركي في اسرائيل دان كيرتزر يجري محادثات مع شارون ومسؤولين آخرين لحضهم على الانسحاب من المناطق المحتلة. وقال المصدر ان الاسرائيليين تعهدوا انههم سيخلون هذه المناطق خلال 48 ساعة. وفي اجتماع بين مساعد وزير الخارجية الاميركي ويليام بيرنز مع السفراء العرب بعد ظهر الثلثاء لوضع الدول العربية في اجواء الحرب الاميركية على الارهاب، قال بيرنز ان اللجوء الى مجلس الامن لاثارة الوضع في الاراضي الفلسطينية "لا يخدم ولا يفيد اي مصلحة" كما صرح احد السفراء إلى "الحياة". وفي نيويورك، اقترح الوفد الفرنسي في مجلس الامن اجراء مشاورات مستمرة فترة 48 ساعة قبل عقد جلسة للمجلس. وابلغ رئيس المجلس ان المشاورات لم تشكل بعد في محاولة للتوصل الى اتفاق على انعقاد الجلسلة وعلى مشروع قرار. وكانت منظمة المؤتمر الاسلامي تقدمت بطلب رسمي لانعقاد جلسة فورية وتبني اجراءات تطالب بانسحاب اسرائيل فوراً من المناطق التي اعادت احتلالها. وتوقعت اوساط الاممالمتحدة تحرك المجلس إذا لم يتحقق الانسحاب خلال هذه الفترة الزمنية. ونقلت مصادر عن كبار مظفي المنظمة الدولية المعنيين بالملف قلقهم البالغ من التطورات الخطيرة في المنطقة.