الرياض - "الحياة"، أ ف ب - لم يخب المهاجم المحنك عبدالله الشيحان الظن وكان على قدر الآمال التي وضعت عليه قبل انطلاق تصفيات الدور الثاني للمونديال، فأثبت أنه هداف من طينة الكبار، ومزج قدرته على التهديف بموهبة فذة، فأسهم بشكل فاعل في تأهل منتخب بلاده الى النهائيات للمرة الثالثة على التوالي، وتقاسم صدارة الهدافين مع الايراني علي دائي. وأفسدت الاصابة التي تعرض لها الشيحان والمدافع حسين عبدالغني في المباراة المصيرية مع تايلاند، فرحة تأهل السعودية، لأن الكشف الأول أظهر أنه مصاب بالرباط الصليبي لركبة قدمه اليمنى وقد يبتعد عن الملاعب لثلاثة أشهر. وتسبب الخطأ الذي ارتكب ضد الشيحان بركلة جزاء سجل منها سامي الجابر الهدف الثالث للسعودية. وأوضح رئيس الجهاز الطبي للمنتخب الدكتور جمال خليفة أنه "إذا أثبتت الفحوصات وجود قطع في الرباط الصلبي فإنه لن يكون بمقدورهما المشاركة في الفترة المقبلة وقد تتجاوز فترة غيابهما ستة أشهر، ما يعني عدم مشاركتهما في بطولتي كأس الخليج وكأس العرب في الرياض والكويت على التوالي". وأبدى الخليفة سعادته بالروح المعنوية العالية التي أظهرها اللاعبان وخصوصاً الشيحان، الذي أبدى استعداداً نفسياً جيداً قبيل الجراحة التي سيتحدد موعدها الأسبوع المقبل. ورأى اللاعب أن "الاصابة قضاء وقدر، وفرحة التأهل أنستني الآلام... وإرادة الله فوق كل شيء". وأعرب عن تفاوله بالمشاركة في النهائيات"حديث الأمير سلطان بن فهد ونائبه نواف بن فيصل هو الدافع الحقيقي لي من أجل العودة الى الجري مجدداً على المستطيل الأخضر". وعانى المنتخب السعودي كثيراً من تفشي الاصابات خلال مرحلة الاعداد التي فقد خلالها المهاجم طلال المشعل ولاعب آسيا الأول نواف التمياط اللذين خضعا للجراحة وابتعدا قسرياً من المشاركة في التصفيات. وأرجع عدد من المراقبين السعوديين ذلك الى الطريقة السلبية التي كان ارتكز عليها برنامج المنتخب تحت قيادة المدرب "المعزول" اليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش، وعدم وجود برامج تقوية بدنية على عكس ما يحدث مع المنتخبات العالمية الاخرى. ومنذ أشهر عدة فقط، كان الشيحان 26 عاماً خارج تشكيلة المنتخب السعودي، لكن لا أحد كان بمقدوره حجب موهبته وعطائه داخل المستطيل الاخضر، لأنه يداعب الكرة بطريقة مميزة ويملك انطلاقات سريعة جدًا باتجاه المرمى فضلاً عن ميله للمراوغة، حتى أطلقت الصحافة عليه لقب "القاذفة ب 52". وكان الشيحان خاض مع المنتخب السعودي دورة كأس الخليج الرابعة عشرة في البحرين عام 1998، قبل أن يخرج من التشكيلة بعدها، لكن تألقه مع فريقه الشباب في الفترة الاخيرة فرض على المسؤولين عن المنتخب اعادته الى الصفوف، فلعب اساسيًا وسجل وكان عنصرًا فاعلاً في تأهل المنتخب. وسيكون الشيحان إحدى الركائز الاساسية للمنتخب في النهائيات الى جانب الحارس محمد الدعيع والجابر ونواف التمياط بعد عودته من الاصابة وغيرهم من النجوم، وليس مستبعداً أن يلفت انتباه الكشافين الاوروبيين. وانهى الشيحان الدور الثاني في صدارة ترتيب الهدافين متساوياً مع الايراني القناص علي دائي بخمسة أهداف لكل منهما. ولفت الشيحان الأنظار بشكل كبير في نهائيات مسابقة كأس الكؤوس الآسيوية التي استضافها ناديه الشباب في ايار مايو الماضي في جدة عندما قاده ببراعة الى احراز لقبه الاول آسيوياً، خصوصاً انه سجل ثلاثة من الاهداف الاربعة في المباراة النهائية ضد داليان الصيني بعد أن قدم عرضاً رائعًا. وكان الشيحان سجل هدفاً في مرمى الاستقلال الايراني، واختير افضل لاعب في النهائيات وهدافاً لها برصيد أربعة اهداف. واللافت أن تألق الشيحان في نهائيات المسابقة الآسيوية جاء أمام ناظري ناصر الجوهر الذي كان في دفة قيادة الاخضر قبل مجيء اليوغوسلافي سلوبودان سانتراتش، وأعلن حينها أن "الشيحان يستحق الانضمام الى تشكيلة المنتخب". وبالفعل وضع المدرب كلامه موضع التنفيذ وعرف كيف يوظف قدرات الشيحان داخل الملعب لما فيه مصلحة المنتخب. وفي الدور الثاني من التصفيات الآسيوية، انتظر الشيحان حتى المباراة الرابعة مع تايلاند لتسجيل هدفه الاول، قبل أن يضيف الثاني في مرمى البحرين في المنامة، وسجل هدفي الفوز على العراق في الاردن قبل أن يختم مسلسله بهدف السبق أمس في تايلاند. وقال الشيحان "أنا راضٍ عما قدمته في النهائيات لكن الاصابة افسدت علي فرحتي بالتأهل وسأتألم أكثر في حال غيابي عن المنتخب لفترة طويلة". وأشاد بجهود المدرب ناصر الجوهر "لانه يملك الحنكة في ادارة أقوى المنتخبات العالمية، وما حققه للكرة السعودية يعتبر انجازاً ووسامًا لكل مدرب محلي سيزهو به طويلاً". ثلاث مرات تلقّى قائد المنتخب السعودي وفريق الهلال سامي الجابر عرضاً احترافياً من السد القطري والعين الاماراتي لمدة عشرة أشهر بنظام الإعارة ولم يكشف عن قيمة الصفقة. وقدم العرض أحد الوسطاء الخليجيين الذي أكّد احتدام التنافس بين ادارتي الناديين ل"خطف" اللاعب. ومن المنتظر أن تتبلغ ادارة الهلال خطاباً بهذا الشأن. وأوضح الجابر 30 عاماً أنه في صدد دراسة العرض الذي تلقاه وسيتخذ القرار عن قناعة شخصية. وتؤكد المصادر المطلعة أن الادارة الهلالية برئاسة الأمير سعود بن تركي تؤيد بقاء اللاعب ضمن الصفوف الزرق خصوصاً أن عقده لا يزال ساري المفعول، وذلك لحاجة الفريق الماسة الى خدماته، وترفض الجماهير الهلالية فكرة انتقال نجمه المفضل شكلاً ومضموناً، وأن يختتم مسيرته الكروية في فريقه الأصلي. وكان الجابر خاض الموسم قبل الماضي تجربة احترافية في وولفر هامبتون الانكليزي، لم يكتب لها النجاح المنشود. وسينال مهاجم وقائد منتخب السعودية شرف أن يكون أول لاعب عربي يشارك في نهائيات كأس العالم للمرة الثالثة بعد أن أسهم في قيادة الاخضر الى النهائيات المقبلة. وسبق للجابر 75،1 م ،66 كلغ، المولود في 11 شباط فبراير 1971، أن شارك في مونديالي الولاياتالمتحدة عام 1994 عندما أسهم ببلوغ منتخب بلاده الدور الثاني وسجل هدفاً في مرمى المغرب، وفرنسا عام 1998 عندما خرج فريقه من الدور الاول، وسجل هدفًا في مرمى جنوب افريقيا، والهدفان من ركلتي جزاء. وإذا قدر للجابر أن يسجل في المونديال المقبل فانه سيدخل تاريخ كأس العالم من بابه العريض لانه سيكون أحد اللاعبين القلائل الذين فعلوا ذلك. وقال الجابر "اثر المباراة طلبت من اللاعبين أن يؤكدوا لي أنني لا أحلم، إنه شرف كبير لي أن أشارك في المونديال للمرة الثالثة لأنه لم يسبق لأي لاعب عربي أن شارك في نهائيات كأس العالم ثلاث مرات". وأضاف :"استحق المنتخب السعودي التأهل ولا أستطيع أن أصف شعوري في الوقت الراهن، الجميع سعداء". وأوضح :"اعتقد أن الحظ تخلى أخيراً عن المنتخب الايراني في مباراته ضد البحرين لأنه وقف الى جانبه مراراً وتكراراً في مبارياتها السابقة، وكانت تستحق الخسارة في بعضها وأريد أن أوجه التحية الى المنتخب البحريني لأنه أسدى لنا خدمة كبيرة". وختم الجابر الذي أمضى تجربة احتراف لمدة أربعة اشهر مع ولفرهامبتون الانكليزي الموسم الماضي "يملك المنتخب كوكبة من اللاعبين الذين يتمتعون بفنيات عالية، لكنهم كانوا في حاجة الى شخص يفهمهم وهذا الشخص هو ناصر الجوهر". على صعيد آخر، توصلت ادارة النصر الى اقناع الدوليين الحارس محمد الخوجلي ولاعب الوسط ابراهيم ماطر بتجديد عقديهما لأربع سنوات مقبلة. ونجح نائب رئيس النادي الأمير ممدوح بن عبدالرحمن في اقناعهما بالبقاء خصوصاً بعد مطالبة المدرب النصراوي بذلك بعدما قدما عروضاً ممتازة خلال مشاركتهما مع المنتخب السعودي. وستقيم الادارة النصراوية حفلاً تكريمياً للمدرب ناصر الجوهر وللاعبيها الذين شاركوا المنتخب في التصفيات المؤهلة للمونديال. الهدافون سجل خمسة اهداف كل من عبدالله الشيحان السعودية وعلي دائي ايران، وأربعة اهداف: عماد محمد العراق وعبيد الدوسري السعودية وميرجلال كاسيموف أوزبكستان، وثلاثة أهداف: سامي الجابر السعودية جعفر أريسميتوف أوزبكستان وهونغ كي الصين. المنتخبات المتأهلة تأهل حتى الان 22 منتخباً هي فرنسا، حاملة اللقب، وصاحبا الضيافة كوريا الجنوبية واليابان... والكاميرون ونيجيريا وتونس والسنغال وجنوب افريقيا عن القارة الافريقية، وروسيا والبرتغال واسبانيا وبولندا وانكلترا وكرواتيا وايطاليا والدانمارك والسويد تبقى 4 بطاقات ونصف البطاقة بين جمهورية ايرلندا وثالث آسيا عن القارة الاوروبية... والارجنتين تبقى ثلاث بطاقات مباشرة ونصف بطاقة بين صاحب المركز الخامس في التصفيات واستراليا بطلة أوقيانيا عن أميركا الجنوبية... وكوستاريكا والولاياتالمتحدة تبقى بطاقة واحدة عن الكونكاكاف... والصين والسعودية تبقى نصف بطاقة عن قارة آسيا.