أبدت مصادر سياسية اسرائيلية رفيعة المستوى ارتياحاً الى قرار الرئيس جورج بوش اطلاق يد وكالة الاستخبارات المركزية سي.آي.اي لتصفية اسامة بن لادن. ورأت فيه اقراراً بصواب سياسة الاغتيالات التي صعّدتها اسرائيل في الشهور الأخيرة ضد قادة فلسطينيين. وتحرص الدولة العبرية على المقارنة بين ما تقوم به من قتل وتدمير وقمع في الأراضي الفلسطينية وبين الحرب الاميركية على افغانستان، وتبعات هذه الحرب. ويصر رئيس الحكومة ارييل شارون وغالبية وزرائه على المقارنة بين السلطة الفلسطينية وحركة "طالبان" في افغانستان. وتبرر حكومة شارون الشروط التي قدمتها للسلطة بتسليم قتلة الوزير رحبعام زئيفي وقادة "الجبهة الشعبية" التي تبنت اغتياله، بشروط مماثلة فرضتها الولاياتالمتحدة على "طالبان" قبل ان تبدأ الحرب عليها. ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر أمني اسرائيلي رفيع المستوى تساؤله، بعد الحرب التي أعلنتها اسرائيل على الفلسطينيين "هل سيقدم لنا الاميركيون عظات؟ شاهدنا مدى حذرهم وكيفية قصفهم أطفالاً ونساء في افغانستان". وأفادت الصحيفة ان الدولة العبرية تولي أهمية خاصة للمحادثات التي سيجريها الوزير دان مريدور في الولاياتالمتحدة قريباً، حيث سيستمع الى الرؤية الاميركية للمراحل المقبلة من "الحرب على الارهاب" بعدما تنتهي واشنطن من ملاحقة أسامة بن لادن ومؤيديه في افغانستان. ويتكهن مريدور بحرب حضارات "حيث موقع اسرائيل واضح ومعروف، بينما ستجد الدول العربية صعوبة في الوقوف في الجانب الاميركي". وتابعت الصحيفة ان ادارة الرئيس جورج بوش "تعكف الآن على بلورة قواعد الحرب الجديدة وستملي انماطاً ومعايير دولية لمحاربة الارهاب بصرف النظر عن الاهداف". واشارت "هآرتس" الى ان مريدور "سيوضح لمضيفيه الاميركيين ضرورة وضع معايير سلوك جديدة" في عالم مفتوح يمكن كل دولة فيه ضرب اخرى، وإن لم تكن بينهما حدود مشتركة. وسيقترح مريدور عقد مؤتمر دولي، تحدد فيه كل دولة "طرق ضمان الأمن والعقوبات السياسية والاقتصادية والعسكرية ضد دول تصر على ممارسة الارهاب".