بيروت، دمشق - "الحياة" - بحث المنسق الأوروبي الخاص لعملية السلام ميغيل موراتينوس مع وزير الخارجية السوري فاروق الشرع في الاوضاع الراهنة في المنطقة في ضوء المستجدات الدولية، وأعلن في دمشق، المحطة الثانية من جولته في الشرق الأوسط التي بدأها في بيروت، ان المحادثات ركزت على "الوضع الخطر" في الاراضي الفلسطينية، موضحاً ان الاوروبيين "يعملون على وضع حد لدرجة العنف ومعاناة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة بسبب اعمال القتل التي وقعت" في الايام الاخيرة، لافتاً الى ان محادثاته ومسؤول الشؤون الخارجية والامن خافيير سولانا مع المسؤولين الفلسطينيين والاسرائيليين ستتناول "تفعيل تطبيق وقف النار تمهيداً للدخول في مفاوضات سياسية". وذكرت مصادر رسمية ان الجانب السوري اكد "ضرورة قيام الاتحاد الاوروبي بدور فاعل من اجل الضغط على اسرائيل لاجبارها على الانصياع لقرارات الشرعية الدولية، ووقف السياسة العدوانية التي تنتهجها ضد المواطنين الفلسطينيين في الاراضي المحتلة". وقال المنسق الاوروبي ان المحادثات تناولت ايضاً طلبنا الدخول في احياء محادثات السلام على المسارين السوري واللبناني، مضيفاً ان "الوقت حان لإحياء روح عملية برشلونة في الاجتماع المقبل في بروكسيل بمشاركة الاوروبيين والعرب". وفي بيروت نبه موراتينوس بعد لقائه رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري الى ان الوضع في الأراضي الفلسطينية شديد الخطورة ويهدد بانهيار كامل للسلام، وقال ان "المناقشات مع الحريري تركزت على وضع حد لمزيد من تدهور الأوضاع في الساحة الفلسطينية وفي الوقت نفسه ايجاد سبل لمنع الانهيار الشامل للسلام". وأعرب عن أمله في أن تؤدي جولة سولانا الاسبوع المقبل الى انهاء العنف أولاً والتوصل الى وقف النار وانسحاب الجيش الاسرائيلي من الأراضي الفلسطينية. وأضاف: "بعد عودة الهدوء يمكن أن نباشر في المفاوضات السياسية على كل المسارات". على صعيد آخر، شدد الجانبان اللبناني والمغربي في ختام اجتماع اللجنة العليا المشتركة بين البلدين برئاسة كل من الحريري ونظيره المغربي عبدالرحمن اليوسفي على ضرورة التوصل الى سلام شامل وعادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط، وشجب الجانبان الممارسات الوحشية الاسرائيلية في حق الشعب الفلسطيني الأعزل، وأكدا وجوب انسحاب اسرائيل من كل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما فيها القدس الشريف والجولان السوري ومزارع شبعا اللبنانية. واتفق الحريري واليوسفي على عقد الدورة الثانية للجنة المشتركة في الرباط في الفصل الرابع من السنة المقبلة، وأكدا ضرورة تبادل الخبرات في مجال الخصخصة وطرح امكان اقامة منطقة تبادل حر بين لبنان والمغرب، مع ضرورة تفعيل المجلس المشترك لرجال الأعمال الذي أسس قبل أربعة أعوام.