قال الموفد الأوروبي ميغل انخل موراتينوس امس، انه يعمل على "فك الجمود الحاصل في عملية السلام على المسارين اللبناني والسوري"، مشيراً الى "ان الاتحاد الاوروبي يعمل على ورقة استراتيجية تنص على عقد مؤتمر عالمي للسلام"، مطالباً واشنطن بدعم فكرة هذا المؤتمر. وشدد على "وجوب تطبيق القرار الدولي الرقم 425 من دون شروط"، وعلى "العمل بالتنسيق مع الولاياتالمتحدة الأميركية وكل الذين يريدون السلام". التقى موراتينوس امس رئىس الجمهورية الياس الهراوي ورئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئىس الحكومة رفيق الحريري، وغادر مساء بيروت الى عمان، على ان يزور تل أبيب فالقاهرة. وقال ان مهمته كمبعوث خاص "هي في اطار الجهود المبذولة للإطلاع على الوضع العام لفك الجمود الحاصل في اطار المحادثات والمفاوضات في ما يتعلق بالشأنين اللبناني والسوري ولدرس الخيارات المختلفة حيث كان الجمود مسيطراً. هذا الاسبوع مهم لأنه سيشهد اختتام اعمال الكنيست الاسرائيلية ويجب معرفة ما هي الإمكانات لفك الجمود على المسارات التفاوضية المختلفة". وأضاف انه اطلع الرئىس الهراوي على افكار ورقة استراتيجية للإتحاد الأوروبي وسعيه الى عقد مؤتمر عالمي، معتبراً انها "متقاربة ومتشابهة مع ما اقترحه الرئيسان المصري والفرنسي حسني مبارك وجاك شيراك". وقال "يجب ان نحضّر جيداً وننسّق مع الولاياتالمتحدة في حال زال الجمود خلال الأيام القليلة المقبلة على صعيد عملية السلام". وأوضح موراتينوس انه اطلع الهراوي على نتائج محادثاته مع وزير الخارجية السورية فاروق الشرع اول من امس في دمشق، معرباً عن اعتقاده ان المشكلة على المسارين اللبناني والسوري "تتمثّل الآن في طريقة ترتيب كل عنصر يمسّ اي تفاوض بين سورية وإسرائيل وبين لبنان وإسرائيل معاً، مهمتي ليست سهلة، وسأتابعها على امل ان نتوصل في وقت قريب الى اعلان معاودة المفاوضات". وعن الأفكار التي تتضمنها الورقة؟ قال "ثمة افكار تتعلق بالشأن الأمني، ويجب تطبيق القرار الرقم 425 من دون شروط، وكيف يجب التفاوض على المظاهر الأخرى للأمن بين اسرائيل ولبنان وبين سورية واسرائيل. وهناك ايضاً العوامل المتعلقة بالأرض كانسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان ومن الجولان. لا يمكنني ان اكون اكثر وضوحاً لأن هذا العمل ديبلوماسي ويجب القيام به ببعض السرية". وقال "ان الاتحاد الأوروبي يريد التدخل في الشرق الأوسط في اطار التكامل مع الولاياتالمتحدة، لكنه يتحمل مسؤوليته ولديه افكار منها المؤتمر العالمي الذي يجب ان يحضّر جيداً بالتنسيق مع واشنطن". وأشار موراتينوس الى "تغير الامور في الشرق الاوسط"، وإلى "وجوب ألا يكون هناك لاعب واحد فيه، انما لاعبون عدة". وقال "يجب ان يكون هناك دور اوروبي وآخر اميركي وثالث روسي ... ورابع لكل الذين يدعمون حقيقة السلام، ودور للمواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين واللبنانيين والسوريين الذين يريدون السلام. هناك مسؤولية مشتركة لدى الجميع، وهذه هي الطريقة الجديدة في النظرة الى مستقبل الشرق الأوسط، ونحن في نهاية القرن العشرين يجب ان نعتاد الرهانات الجديدة، لذلك يجب ان يكون هناك التزام من كل اللاعبين وبينهم الاتحاد الأوروبي". وأضاف "يجب ان تدعم الولاياتالمتحدة فكرة عقد المؤتمر العالمي للسلام. حتى الساعة نحن نحضّر له بالتعاون، ويجب عدم حرق المراحل". وبعد لقاء بري، قال موراتينوس انه لقي "كل تفهّم" منه لنتائج جولته الراهنة. وأضاف "ان اي تدابير امنية في الجنوب اللبناني لا يمكن ان تكون مرتبطة بتنفيذ القرار 425، انما يمكن ان تناقش مع سورية ولبنان في اطار محادثات السلام تحت مظلة القرار المذكور". وتحدث عن "وجوب الشروع في خيارات سياسية جديدة تتعلق بعملية السلام، ولا يمكننا متابعتها كما هي عليه الآن". ونقل عن دمشق تفهمها لأفكار المؤتمر العالمي وتوخيها الحذر ودعوتها الى التحضير له جيداً. وقال "ان لدي موافقة سورية مبدئية للتحضير جدياً للمؤتمر". اما الرئيس بري فقال "وضعت موراتينوس في اجواء التحرك غير المتفائل نتيجة تعنّت اسرائيل. وعندما شرح لنا الموقف من المؤتمر الدولي كان جوابي ان من غير الممكن التعليق عليه قبل الاطلاع على مدرجاته وتفاصيله كاملة".