واشنطن - رويترز- نشرت صحيفة "واشنطن بوست" امس ان الرئيس جورج بوش منح وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية سي. آي. ايه الشهر الماضي اكبر تفويض تحصل عليه باستهداف اسامة بن لادن وتنظيم "القاعدة" الذي يرأسه. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين حكوميين كبار لم تنشر اسماءهم ان بوش وقع تفويضا يسمح للوكالة بالقيام بعمل سري موسع يستهدف ابن لادن وتنظيمه. واوضحت ان التفويض يطالب تحديدا بالقضاء على بن لادن و"القاعدة". ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز: "منح الرئيس الوكالة الضوء الاخضر للقيام بكل ما يلزم... ويجري الان البحث في تنفيذ عمليات قاتلة لم تكن محل تفكير قبل 11 ايلول" سبتمبر. واضافت ان التفويض منح ايضا الوكالة بليون دولار اضافية لاستخدامها في حملتها على الارهاب وسيمول جزء كبير منها اعمالا سرية لتدمير وسائل الاتصالات الخاصة ببن لادن وجهازه الامني. وستتضمن العمليات ايضا تنسيقا على اعلى درجة بين "سي. آي. ايه" ووحدات الجيش لمنح بوش السلطة اللازمة لارسال قوات بسرعة استنادا الى احدث المعلومات وادقها. ولاحظت الصحيفة ان هناك اتفاقا بين بعض اعضاء وكالة الاستخبارات ومحامي البيت الابيض بان حظر القتل لا يسري في وقت الحرب، على رغم ان جميع الرؤساء الاميركيين منذ عهد جيرالد فورد وقعوا امرا تنفيذيا يحظر على "سي.آي. ايه" او اي وكالات اخرى التورط في اغتيالات سياسة. وأشارت الى ان تقريرا يوميا على اعلى درجة من السرية للوكالة المركزية يطلق عليه اسم "تهديد ماتريكس" تضمن احدث المعلومات عن تهديدات محتملة، كان وراء تصريحات مكتب التحقيقات الفيديرالي في 11 تشرين الاول اكتوبر بالتأهب تحسبا لاعمال ارهابية. وابلغ ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي الصحيفة ان قرار تحذير الشعب اعتمد على معلومات وردت في التقرير. وقال تشيني انه يجب توخي الحرص، مضيفا: "اذا اثرت الذعر بين الناس عدة مرات ولم يحدث شيء فقد يخلق ذلك مشكلة... وعندما تعلم بتهديد حقيقي في نهاية الامر وتحذرهم قد لا يعيرونك اهتماما وهذا يمكن ان يثير مشاكل ايضا". وذكرت "واشنطن بوست" ان وكالة الاستخبارات المركزية ومكتب التحقيقات الفيديرالي حصلا على مفتاح جديد في تعقبهما لاعضاء "القاعدة" في الخارج اذ تمكنا من الاتصال بشكل محدود برجل يعتقد بانه من كبار اعوان بن لادن قبض عليه في دولة اجنبية لم تحددها الصحيفة التي نقلت عن مسؤول كبير في ادارة بوش قوله ان الرجل الذي قبض عليه مع خمسة آخرين من "القاعدة" يستخدم عاسماء مستعارة بينها "ابو احمد" وانه "عضو رئيسي" في التنظيم. ولم يزود "ابو احمد" المحققين اي معلومات عن عمليات ارهابية في المستقبل، لكن الصحيفة اشارت الى انه ذكر بعض التفاصيل عن الهجوم على المدمرة الاميركية "كول" في ميناء عدن في تشرين الاول اكتوبر الماضي. فيديو بن لادن من جهة اخرى، ذكرت الصحيفة ان اجهزة الاستخبارات الاميركية تمكنت في الربيع الماضي من تصوير فيلم دقيق عن بن لادن عندما كان مطلوبا بسبب الاعتداءات على سفارتي الولاياتالمتحدة في نيروبي ودار السلام في السابع من آب اغسطس 1998. ويظهر فيلم الفيديو زعيم "القاعدة" وقريبين منه في احد منازله، ولكن لم تكن لدى الوكالة ولا الجيش الاميركي الوسائل لاطلاق صاروخ او استخدام اي سلاح آخر ضده عندما التقط الشريط. واكدت ان طائرة التجسس "بريداتور" المزودة عادة احدث الالات تطورا للتصوير، مزودة ايضا صواريخ مضادة للدبابات يمكن اطلاقها في الوقت المناسب. وامر بوش ال"سي اي ايه" بمهاجمة اجهزة الاتصالات المتوافرة لدى بن لادن وانظمة حمايته والبنى التحتية في اطار عملية تستدعي تنسيقا "لا سابق له" بين اجهزة الاستخبارات والكوماندوس وغيرها من الوحدات العسكرية. واشارت الصحيفة الى ان اجهزة الاستخبارات تمكنت من تحديد مواقع الضعف لشبكة بن لادن والتي ستكون الهدف الاول للتحرك الاميركي. ونقلت عن مسؤول رفيع قوله "ثمة عمليات تتطلب سقوط ضحايا تنفذ حاليا"، مشيرا الى انه كان من المستحيل التفكير في هذا الامر قبل اعتداءات 11 ايلول سبتمبر.