قدرت مصادر سياسية اسرائيلية امس ان وراء رفض رئيس الحكومة ايهود باراك طلب الوزير شمعون بيريز لقاء الرئيس ياسر عرفات، عزم باراك على توجيه ضربات عسكرية للفلسطينيين اقرها المجلس الوزاري الأمني المصغر مساء الخميس الماضي رداً على عملية انفجار السيارة المفخخة في الخضيرة. وقالت المصادر ان باراك يخشى ان يؤدي لقاء وشيك بين بيريز وعرفات الى إرجاء هذه العمليات. واضافت ان "الرئيس الفلسطيني يسعى، عبر اتصالاته مع عدد من زعماء العالم ومنها مهاتفته لبارك من موسكو، الى تفادي رد عسكري اسرائيلي أو التخفيف من حدته". وكان المجلس الوزاري المصغر خوّل رئيس الحكومة اختيار الوقت المناسب لتنفيذ عمليات عسكرية انتقامية ضد الفلسطينيين. وقالت الاذاعة الاسرائيلية امس ان الحديث عن "رد مميز ومتنوع خلال الأيام القريبة المقبلة، دون اللجوء الى عمليات استعراضية تضر بصورة اسرائيل لدى الرأي العام الدولي"، في اشارة الى قصف غزة بالصواريخ والطائرات مطلع الأسبوع الماضي. من جهته استغرب بيريز عدم استجابة باراك لطلبه لقاء عرفات "في الوقت الذي تجري فيه اتصالات على أعلى المستويات"، في اشارة الى الحديث الهاتفي بين باراك وعرفات ولقاء افراييم سنيه الأمين العام للرئاسة الفلسطينية والزيارتين اللتين سيقوم بهما داني ياتوم، رئيس الطاقم الأمني السياسي في مكتب باراك، ووزير الخارجية شلومو بن عامي الى كل من القاهرةوموسكو، اليوم وغداً. بيريز ودعا بيريز في مقابلة اذاعية امس "الى ضرورة العودة الى الحوار لوضع حد للارهاب". وحذر من مغبة "اللجواء الى رد عسكري عنيف يعتمد الانفعال، وعلينا جميعاً العمل على إطفاء الاشتعالات لئلا تتحول الى حريق هائل لن يكون بمقدور أحد التغلب عليه". ونصح بيريز رئيس حكومته بمواصلة مساعيه لإيجاد مخرج للأزمة "عبر انتهاج سياسة اخرى بعيدة عن اليأس والاستسلام للارهاب. فالارهاب لن يُهزم بالارهاب والرد يجب ان يكون ناجعاً". ودعا بيريز الى ضرورة ضبط حقيقي للنفس "إذ لا يمكن ان يشيع الفلسطينيون يومياً سبعة قتلى ونفرض عليهم حصاراً خانقاً ثم نقول اننا ننتهج سياسة ضبط النفس وعلينا جميعاً العمل من أجل تغيير الواقع وليس الاستسلام امامه". وقال انه لا حاجة لحكومة وحدة اذا كان الهدف من اقامتها التنازل عن اتفاق أوسلو أو تفاهمات كامب ديفيد، مضيفاً انه يشعر بأن الانتخابات البرلمانية المقبلة "وشيكة أكثر مما كان يعتقد". الى ذلك، نُقل امس على لسان رئيس مجلس الأمن القومي الاسرائيلي عوزي ديان توجهه للحكومة بضرورة ابداء بادرات حسنة للفلسطينيين مع اطلالة شهر رمضان المبارك عبر تخفيف الحصار عن المناطق الفلسطينية والسماح لأكبر عدد ممكن من الفلسطينيين بتأدية صلاة الجمعة في المسجد القدسي الشريف. خلافات الجيش والحكومة من جهة ثانية، واصلت وسائل الاعلام العبرية الحديث عن خلافات جدية بين الحكومة وقيادة الجيش شهدتها جلسات المجلس الوزاري المصغر ومنها تعقيب عدد من الوزراء على مقترحات قيادة أركان الجيش للرد على عملية الخضيرة بأن هذه القيادة تريد عملياً اعلان الحرب على الفلسطينيين وقول الوزير بن عامي انه لو استعمل الجيش كل ما يملك من أسلحة لنشبت أزمة دولية ولتدخلت قوات من حلف شمال الاطلسي الناتو. وتصر قيادة الجيش وشعبة الاستخبارات خصوصا على موقفها من ان "90 في المئة من العمليات التي يقوم بها الفلسطينيون تنفذها منظمات خاضعة للرئيس عرفات". وكان رئيس أركان الجيش شاؤول موفاز طالب المجلس الوزاري الأمني في جلسته الأخيرة بالحسم في الإجابة على سؤال هل تعتبر اسرائيل عرفات شريكاً لها.