أبوظبي، بيشاور، إسلام آباد، طهران، موسكو - "الحياة" أ ف ب - اعلن ناطق باسم الاممالمتحدة ان اول قافلة من المساعدات الانسانية من الاممالمتحدة وصلت أمس الى كابول بعد ثلاثة اسابيع على توقف نقل المساعدات الى هذا البلد. وقال الناطق باسم "برنامج الغذاء العالمي" خالد منصور إن ست شاحنات تنقل 200 طن من القمح عبرت أول من أمس الحدود في تورخام قرب بيشاور شمال غربي باكستان ووصلت الى كابول ظهر أمس. واوضح ان "الشاحنات وصلت الى كابول وبدأت عملية افراغ حمولتها في المستودعات". واضاف "لم يواجهوا أي مشكلة على الطريق وسنرسل بالتأكيد قوافل اخرى قريباً"، معتبراً المساعدات "حيوية للغاية بالنسبة الى المخابز في كابول التي تخدم نحو 350 ألف افغاني". وكانت قافلة اخرى تضم ثماني شاحنات تنقل كمية مماثلة من القمح في طريقها الى هيرات غرب افغانستان بعدما عبرت حدود شمان قرب مدينة كويتا الباكستانية. وقال منصور "يتوقع ان تصل الى هيرات في الساعات ال48 المقبلة". وهذه القوافل الاولى هي اختبار للامم المتحدة، ويتوقع ان ترسل قوافل اخرى في حال تأكدها من وصول المساعدات الغذائية الى المحتاجين من دون مشاكل. الى ذلك، طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تصريحات للتلفزيون الروسي، من حكومته درس امكان تقديم مساعدات انسانية للشعب الافغاني. ونقل عن بوتين قوله خلال اجتماع في الكرملين صباح أمس، "الأمر يعتمد على ما سيحدث في افغانستان، لكن حالاً من الطوارئ الانسانية اصبحت وشيكة". وتشاور الرئيس الروسي مع رئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف للبحث في الخطوات العملية في حال تقديم مساعدات عاجلة. في غضون ذلك، وصل كينزو أوشيما، كبير منسقي جهود الاغاثة الطارئة التابع للامم المتحدة الى باكستان أمس في مهمة لتقصي الحقائق، وينتقل اليوم الى طهران. وقالت الناطقة باسم الاممالمتحدة ستيفاني بانكر "ان أوشيما سيقابل مسؤولين باكستانيين على رأسهم الجنرال برويز مشرف". وجرى تحديد موعد مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الاغاثة الانسانية ليتزامن مع ظهور أزمة لاجئين طويلة الامد بعدما هددت الولاياتالمتحدةافغانستان بضربات عسكرية. ويتوقع ان يتوجه أوشيما الى مدينة كويتا غرب باكستان أحد المقاصد الرئيسية للاجئين الافغان الفارين من جنوبافغانستان. وتصر وكالات الاممالمتحدة، خصوصاً المفوضية العليا للاجئين، على ايران لاعادة فتح حدودها في حال تدفق اللاجئين بأعداد كبيرة هرباً من هجوم عسكري اميركي محتمل على بلادهم. واعلنت ايران التي تستقبل مليوني لاجئ افغاني انها ستساعد لاجئين جدداً باقامة مخيمات عند الحدود على الاراضي الافغانية وليس الايرانية. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس ان الرئيس جورج بوش صادق على تقديم مساعدات انسانية جديدة بقيمة 100 مليون دولار للاجئين الافغان في محاولة لاستيعاب حال الاستياء في باكستان بسبب تدفق آلاف اللاجئين عبر الحدود كل يوم. وكانت وكالات اغاثة دولية اعلنت ان هناك 5.5 مليون افغاني في حاجة ماسة للمساعدة. وتقدر الوكالات عددهم الآن بنحو 5،7 مليون من بينهم نحو مليوني نازح يبحثون عن ملاذ آمن. وناشد الامين العام للأمم المتحدة الخميس الماضي الدول المانحة تقديم مساعدات طارئة بقيمة 584 مليون دولار لمساعدة الافغان على مواجهة فصل الشتاء المقبل. وفي أبوظبي، أعلنت دولة الإمارات كفالتها لأربعين ألف لاجئ أفغاني في باكستان، وبدأت جمعية الهلال الأحمر الإماراتية عمليات الإغاثة لهؤلاء اللاجئين بالتعاون مع الحكومة الباكستانية ومفوضية اللاجئين. وأكد الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وزير الدولة للشؤون الخارجية في دولة الإمارات رئيس جمعية الهلال الأحمر، أن عملية الكفالة تشمل إقامة مخيم لايواء أربعين ألف لاجئ واعانتهم وبناء مستشفى ميداني يقدم لهم كل أشكال الرعاية الصحية. وناشد الشيخ حمدان بن زايد مواطني الإمارات والمقيمين فيها التبرع لتمويل عمليات الجمعية لإغاثة اللاجئين الأفغان. وأعلن في هذا الصدد عن فتح باب التبرعات لهذه العمليات.