بيشاور باكستان - رويترز، أ ف ب - غادر أفغان يخشون هجمات أميركية مدينة جلال اباد الشرقية خلال الاسبوعين الماضيين، حتى ان البلدة التي كانت سوقاً عامرة أصبحت مدينة للاشباح. وفي مشاهد تضمنها فيلم "فيديو" حصلت عليه "رويترز" أمس الاحد ظهرت المتاجر مغلقة والشوارع مقفرة تقريباً في بعض المناطق والمنازل موصدة الابواب. ولم يعرف عدد الذين غادروا المدينة. وكانت الولاياتالمتحدة قصفت مواقع قريبة من جلال اباد بصواريخ "كروز" في آب اغسطس 1998 استهدفت ضرب مراكز تدريب يشتبه في انها تحت اشراف اسامة ابن لادن، الذي اتهمته واشنطن بأنه دبر تفجير سفارتي الولاياتالمتحدة في كينيا وتنزانيا. وقال احمد انور، من سكان جلال اباد: "الناس خائفة من الهجمات الاميركية على افغانستان. لذلك غادروا. لقد بدأوا بالرحيل خلال الاسبوعين الماضيين، وليس هناك عمل الآن". وظهرت في الفيلم نوافذ مهشمة لمتاجر في سوق الذهب في المدينة وصيدليات مغلقة. وبدت أبواب المنازل ونوافذها موصدة ومحطمة فيما ينضم اصحابها الى عشرات الآلاف الذين فروا من المدن الكبرى عبر البلاد الى المناطق الريفية او الى الحدود. حتى حقول الخشخاش في جلال اباد التي كانت أضخم مناطق زراعته ظهرت في الفيلم أراضي جدباء مقفرة. وقال محمد نصير من سكان منطقة طريق سورخ القريبة من جلال اباد: "ظروف الحياة هنا سيئة اساساً. لا يمكن ان نتحمل حرباً اخرى". وشكا نصير من الارتفاع الهائل في أسعار السلع الاساسية قائلاً ان "شوال القمح زنة 50 كيلوغراماً ارتفع سعره من 900 الى 1500 روبية" 23 دولاراً. المساعدات الانسانية على صعيد آخر، اعلن ناطق باسم الاممالمتحدة ان القافلة الاولى من المساعدات الانسانية منذ الاعتداءات في الولاياتالمتحدة وصلت امس الى افغانستان. واوضح الناطق باسم "برنامج الغذاء" العالمي خالد منصور ان 14 شاحنة تنقل 400 طن من القمح حصلت على اذن بعبور الحدود الافغانية - الباكستانية في تورخام شمال غربي باكستان وفي شامان قرب مدينة كويتا غرب البلاد. ويفترض ان تقصد القافلتان مخازن البرنامج في كابول وحيرات غربا. وقال الناطق "ان المعيار لنجاح هذه المهمة هو الحرص على ان تصل الاغذية الى المحتاجين وان لا يفيد منها احد غيرهم". واضاف ان قوافل اخرى ستستمر في الوفود طالما يتم احترام هذا الشرط. ويوزع البرنامج في الاوقات العادية بين خمسة وستة الاف طن من الاغذية شهريا في كابول بسبب الوضع الغذائي المأساوي. وقرر برنامج الاغذية مضاعفة جهوده لتلبية حاجات الافغان الذي يعتمدون بشكل كبير على هذه المساعدة وخاصة مع حلول الشتاء. وكانت اربع طائرات تابعة للبرنامج وصلت الى بيشاور امس من ايطاليا، وعلى متن كل منها حوالى 45 طنا من البسكويت. وقال المسؤول في البرنامج اشفق احمد انه يفترض ان تصل الاثنين مساعدات من الاغطية والخيام اضافة الى منتجات ضرورية اخرى من الهند. ويملك البرنامج حاليا في بيشاور حوالى 12 الف طن من الاغذية طحين وقمح او زيت مخصصة لافغانستان بينما يقدر مخزونه في كويتا غرب باكستان بحوالى 17 الف طن. واعلنت الاممالمتحدة ان حوالى سبعة ملايين افغاني يحتاجون الى مساعدة انسانية دولية وبينهم حوالى مليون يعتمدون عليها بشكل كامل.