موسكو، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب - تواصلت امس ردود الفعل الدولية على اغتيال وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي والبيانات الداعية الى عودة الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي الى المفاوضات. وتعهد المستشار الالماني غيرهارد شرودر امس بأن تواصل المانيا والاتحاد الأوروبي المساعي لحل أزمة الشرق الأوسط واقرار السلام في المنطقة بالتعاون مع الولاياتالمتحدة، كما تعهد دعم واشنطن في حربها ضد الارهاب الدولي. ولم يأت المستشار الألماني في بيان ألقاه امس في البرلمان الاتحادي على تفاصيل الوضع في الشرق اوسط الذي تأزم من جديد بعد اغتيال زئيفي، لكنه قدم تعازيه الى الحكومة الاسرائيلية والى أهل الوزير والكنيست قائلاً ان المانيا "تدعم من دون نقاش حق اسرائيل في العيش ضمن حدود آمنة". ومن جهته حذر وزير الخارجية يوشكا فيشر في تصريح له من تصعيد العنف في الأراضي المحتلة قائلاً: "ان تصعيداً جديداً للعنف يصب في نهاية الأمر في طاحونة القتلة وأهدافهم، ولذلك يتوجب ألا يؤدي الاعتداء الى تفريغ العملية السياسية الهادفة الى وضع حد نهائي للعنف من محتواها". وفيما أوفدت موسكو مبعوثها الخاص اندريه فدوفين الى الشرق الاوسط بشكل عاجل "بسبب تفاقم الوضع" بين الفلسطينيين والاسرائيليين، من المقرر ان يتوجه الى المنطقة الممثل الاعلى للسياسة الخارجية والامنية في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا برفقة المبعوث الاوروبي لعملية السلام ميغيل موراتينوس. واكدت موسكو انها "تشجب بحزم" اغتيال الوزير، معتبرة ان ذلك "استفزاز ضد السلام" وأثار "سخطاً عميقاً" في موسكو. لكنها دعت الى "ضبط النفس" وتجنب "انفجار جديد". وأفاد بيان اصدرته وزارة الخارجية الروسية امس ان فدوفين سيغادر موسكو اليوم في مهمة في دول الشرق الاوسط حيث "سيجري اتصالات مع كل الاطراف المعنية بهدف... تحقيق انفراج في الازمة في المنطقة". واضافت انه سيعمل بالتعاون مع ممثلي الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي والامم المتحدة. الى ذلك، اعلنت المفوضية الاوروبية في القاهرة امس ان سولانا سيقوم بجولة في الشرق الاوسط برفقة موراتينوس تبدأ مساء الاحد او الاثنين في اسرائيل على ان ينتقلا الثلثاء الى مصر والاربعاء الى الاردن. واضاف ان سولانا وموارتينوس سيجريان محادثات مع الرئيس حسني مبارك ووزير الخارجية احمد ماهر تتناول "آخر التطورات على الساحة الفلسطينية-الاسرائيلية"، والتحضير لاجتماعات وزراء خارجية برشلونة المقرر عقدها في العاصمة البلجيكية بروكسل في الرابع والخامس من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. في غضون ذلك، اعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن أملها في ان يتم اعتقال مرتكبي الاغتيال "في اقرب وقت" ومحاكمتهم. ولفتت الى "التصميم الذي ابداه الرئيس ياسر عرفات لتوقيف المسؤولين عن اغتيال زئيفي"، مضيفا: "انه يؤكد بذلك الالتزامات التي اتخذت منذ 18 ايلول سبتمبر ثم خلال لقائه" مع وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز في 26 من الشهر نفسه لترسيخ وقف النار. وشددت على انه يجب "دعم عرفات في مساعيه". وفي مدريد، دان وزير الخارجية الاسباني جوسب بيكيه بشدة اغتيال الوزير الاسرائيلي ودعا واشنطن الى الالتزام باعادة تحريك المفاوضات والبحث عن حل من شأنه ان يؤدي الى اعلان دولة فلسطينية قابلة للاستمرار.