رحّبت الولاياتالمتحدة بموافقة ايران على مساعدة جنود اميركيين قد يضلّون طريقهم، وعدم اعتراض المقاتلات الحليفة المصابة فوق افغانستان التي قد تلجأ الى اراضيها. لكنها نفت انباء عن نيتها مبادلة هذه المبادرة بتخفيف انتقاداتها للدعم الايراني ل"حزب الله". ودعا وزير الخارجية كمال خرازي واشنطن الى الافادة من خبرة بلاده لحل مشاكلها مع العالم الاسلامي. وعلمت "الحياة" من مصادر رسمية ان "ايران وافقت لاسباب انسانية على طلب اميركي بالسماح للطائرات الحليفة المصابة فوق افغانستان بالهبوط داخل اراضيها ومساعدة طياريها". واكد الناطق باسم الخارجية الايرانية حميد رضا آصفي هذه المعلومات، لكنه قال ان هناك "اتفاقات وقوانين دولية لمساعدة المصابين والجمهورية الاسلامية تشعر بأنها مُجبرة على تطبيقها". واوضحت المصادر ان "موفدين اوروبيين ابلغوا الولاياتالمتحدة هذه الموافقة. واضافت: "ان هذا الموقف يعيد الى الاذهان سماح ايران للطائرات العراقية بالهرب الى اراضيها خلال حرب الخليج الثانية". واكدت المصادر ان واشنطن تعهدت، مقابل هذه الموافقة، عدم اختراق الاجواء الايرانية لمهاجمة افغانستان. واكدت وزارة الخارجية الاميركية أ ف ب هذه الانباء. واعلن مسؤول رفيع المستوى، رفض الكشف عن اسمه، ان واشنطن ابلغت طهران انها "كانت تتوقع هذا النوع من المبادرات". رسالة سرية ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" امس ان الحكومة الايرانية وجهت رسالة سرية الى واشنطن بهذا المعنى، معبرة بذلك عن مستوى جديد من التعاون بين البلدين. واضافت الصحيفة ان الرسالة نقلت بواسطة ديبلوماسيين سويسريين يتوسطون بين البلدين. وتمثل سويسرا المصالح الاميركية في طهران منذ قطع العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في 1980. واشارت الصحيفة الى ان الولاياتالمتحدة وعدت الايرانيين، بدورها، عبر القناة السرية نفسها، باحترام وحدة اراضيهم، خصوصاً مجالهم الجوي. ولكن مساعد المتحدث باسم الخارجية فيليب ريكر لم يؤكد هذه المعلومات، واشار خلال تصريحه اليومي الى ان واشنطنوايران لا تزالان تحتفظان بقنوات اتصال. واعلن ايضاً ان "كل دور ايجابي لايران" في الحملة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد الارهاب الدولي "سيساهم في هدفنا المتمثل بتشجيع السلام والاستقرار وزيادة درجة امننا". ونفى المتحدث ان تكون بلاده ستقابل هذه الخطوة بتخفيف حدة انتقاداتها للدعم الايراني ل"حزب الله". وقال ان "كل ما هو وارد في تقريرنا حول مميزات الارهاب العالمي لم يتغير". فرصة ذهبية الى ذلك حض خرازي الولاياتالمتحدة على عدم تضييع "فرصة ذهبية" لتحسين علاقاتها مع طهران، والاستفادة من خبرة ايران لحل مشكلاتها مع العالم الاسلامي. وقال لصحيفة "كورييري ديلا سيرا" الايطالية ان على اميركا "اتخاذ الخطوة الاولى" وتغيير سياساتها ازاء ايران. واضاف "لم يفهموا بعد بلدنا او شعبنا. لم يستوعبوا اهمية ايران في العالم الاسلامي وفي هذه المنطقة". واوضح: "اذا فهموا مزايا الاسلام في المنطقة سيوفّرون لانفسهم افضل فرصة لحل مشاكلهم مع ايران والاستفادة من معرفتنا وقدرتنا على مواجهة هذه المشاكل". وقال ان الفرصة لم تفت الولاياتالمتحدة بعد، كي تغيّر اساليبها وتطلب الحوار مع ايران. في موسكو أ ف ب اعلن الرئيس فلاديمير بوتين امس لدى تسلمه رسالة اعتماد السفير الايراني في موسكو ان روسيا مرتاحة الى تطور علاقاتها السياسية والاقتصادية والعلمية مع ايران. ووقعت موسكووطهران اتفاقاً للتعاون العسكري يفتح الباب امام بيع اسلحة بقيمة 300 مليون دولار سنوياً، خلال زيارة وزير الدفاع علي شمخاني موسكو مطلع تشرين الاول اكتوبر.