شدد وزير الخارجية الإيراني كمال خرازي على أن تنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالعراق "لا يتطلب استخدام القوة"، وأيد إيجاد توازن بين تطبيق القرارات و"الحفاظ على كرامة الشعب العراقي"، مؤكداً حرص بلاده على المساعدة في إيجاد حل سياسي للأزمة العراقية. وأعلن وزير الخارجية العراقي السيد محمد سعيد الصحاف في طهران أمس أن بلاده مستعدة ل "التعاون مع مفتشي اللجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة وتطبيق القرارات الدولية، لكن أميركا تريد استخدام سلطتها الدولية وفرض خيارها على غيرها بالقوة". ودعا ممثل مرشد الجمهورية الإسلامية في "الحرس الثوري" رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الإيراني حجة الإسلام محمد علي موحدي كرماني الولاياتالمتحدة إلى "أن تراجع خيارها العسكري". وكان الصحاف وصل إلى طهران آتياً من باريس وأجرى محادثات مع خرازي، كما التقى الرئيس سيد محمد خاتمي. وزيارته العاصمة الإيرانية هي الثانية خلال شهر. وشدد خرازي خلال لقائه الوزير العراقي على أن بلاده "تعتقد أن تنفيذ العراق قرارات الأممالمتحدة لا يتطلب استخدام القوة، ويحتاج فقط إلى تعاون مع المفتشين" مؤكداً "قلق إيران من الآلام والمشاكل التي يعانيها الشعب العراقي". وانتقد حشد قوات "أجنبية" في الخليج، ورأى أنه يثير "قلق كل دول المنطقة خصوصاً أن الأجانب يبحثون عن مصالحهم الخاصة ويعملون لتثبيت وجود عسكري أكبر في المنطقة وإلحاق الضرر بدولها". وكرر موقف إيران الرافض ضرب العراق، لافتاً إلى ضرورة "القيام بمساعٍ منسقة من أجل تطبيق قرارات مجلس الأمن والحفاظ على كرامة الشعب العراقي وشرفه". وتابع خرازي أن بلاده التي ترأس الدورة الحالية لمنظمة المؤتمر الإسلامي "حريصة على المساعدة في التوصل إلى حل سياسي للأزمة العراقية". وقالت مصادر سياسية أن الوزير الإيراني حض القيادة العراقية على "التعاطي بإيجابية كاملة والتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان" الذي سيزور بغداد غداً. ونقلت عن خرازي قوله للصحاف أن "طهران تدرك حقيقة الأهداف الاستراتيجية للسياسة الأميركية في المنطقة وإصرارها على النهج العسكري في الأزمة مع العراق"، وخلص إلى أن "من مصلحة العراق تطبيق قرارات مجلس الأمن لعدم تقديم الذريعة التي تبحث عنها واشنطن".