فرضت قضية "الافغان العرب" نفسها مجدداً على واجهة الأحداث، وعاد الحديث عن أسبابها والمراحل التي مرت بها والنتائج التي أفضت اليها. ووسط مشاهد الحرب الاميركية ضد افغانستان ودوي الصواريخ العابرة تجددت التساؤلات: من المسؤول عن هجرة آلاف الشباب العرب في نهاية السبعينات وطوال عقد الثمانينات الى تلك الاراضي القاحلة؟ وهل كانت النية خالصة في دعم المجاهدين الافغان ونصرتهم ضد "الكفار" الشيوعيين وجحافل السوفيات؟ أم أن ذلك كان مجرد واجهة لنيات أخرى لم يكن إعلانها مناسباً في ذلك الوقت؟ لماذا لم يعد "الافغان العرب" الى أوطانهم بأمان بعد انتهاء الحرب الافغانية؟ ولماذا عانت مصر أكثر من غيرها نار العنف وضاعت صيحات المسؤولين فيها حول خطر "الافغان العرب" أدراج الرياح حتى بدأ الخطر يقترب من بعض الدول الغربية وعلى رأسها اميركا فاستنفر الجميع وبدأت "العولمة الامنية" في التعاطي مع الظاهرة... بعدما اصبح الوقت متأخراً؟ تعرض "الحياة" من اليوم "رحلة الافغان العرب" في خمس حلقات بدءاً من ظروف نشأة الحركات الاصولية الردايكالية المصرية والاجواء التي سادت مصر في عهد السادات وتنامي التيار الديني والدور الذي لعبه "الاخوان المسلمون" في القضية الافغانية وكيف لحق بهم الاصوليون المتشددون. وتتطرق قصة "الافغان العرب" الى ما جرى في مدينة "بيشاور" الباكستانية والمعسكرات داخل الاراضي الافغانية والعلاقات بين التنظيمات المختلفة والأدوار التي اضطلع بها عدد من الشخصيات بينهم الشيخ عبد الله عزام واسامة بن لادن وايمن الظواهري وآخرون، والاسباب التي دفعت "الأفغان العرب" الى الهجرة الى كل مكان والأسس التي استندوا اليها في تحويل عملياتهم من استهداف حكوماتهم الى استهداف المصالح الاميركية، كما تعرض لشهادات لشخصيات عاصرت فترة الجهاد الافغاني واعترافات أدلى بها أصوليون مصريون وقعوا في قبضة السلطات المصرية بعد عودتهم الى مصر حاملين معهم أوامر بتنفيذ عمليات وضعت الخطط لهم في الخارج. الحلقة الأولى ص 15