شنغهاي - رويترز - يكشف منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي "ابك" النقاب عن خطوات لمنع تمويل الارهاب في اجتماعه مطلع الأسبوع المقبل، غير ان المحللين يقولون ان التشريعات وحدها لا تكفي لمواجهة شبكات مصرفية سرية تستغل في عمليات غسل الاموال في عدد كبير من دول آسيا. وأشارت مسودة بيان المنتدى الى ان "ابك"، التي تضم 21 عضواً، تساند الاسراع بخطى مكافحة الجرائم المالية والتعاون بصورة اكبر مع الجهات الدولية التي تستهدف محاربة غسل الأموال. وقالت بام فايل مندوبة استراليا: "هناك سبل عدة يمكن لابك مواصلة العمل من خلالها في بعض المجالات المتصلة اتصالاً وثيقاً بمواجهة النشاط الارهابي". واضافت في حديث ل"رويترز": "العمل جار في اجتماع وزراء المال في شأن عدد من قضايا الجرائم المالية". وقال محللون إن جماعات في الفيليبين وماليزيا قد تكون لها صلة بتمويل شبكة اسامة بن لادن الذي تقول الولاياتالمتحدة انه المتهم الرئيسي في هجمات 11 ايلول سبتمبر على نيويورك وواشنطن. واعتبر المحللون ان دولاً أخرى في "ابك" مثل الصين وهونغ كونغ وتايوان بؤر لغسل الاموال بسبب نظم الأقراض المتبعة لديها. وقال وزير المال الفيليبيني خوسيه كماشو: "هناك أدلة على قيام جماعات مثل تلك المسؤولة عن الهجمات في الولاياتالمتحدة بعمليات غسل اموال في الفيليبين". وفي 29 ايلول سنت الفيليبين قانوناً لمكافحة غسل الاموال قبل يوم واحد من الموعد المحدد لفرض عقوبات عليها من جانب قوة العمل المالية، وهي وكالة تستهدف مكافحة هذا النوع من الجرائم. وقال كماشو ان حكومته لم تتسلم معلومات تفيد ان الاتحاد الاوروبي يعتزم فرض عقوبات على الفيليبين لفشلها في الحد من غسل الأموال. وقال المحللون ان تحقيق مزيد من التعاون بين قوات الشرطة في دول آسيا وعلى المستوى الدولي واتخاذ خطوات لمنع الافراد من الحصول على وثائق مزورة قد يُساعدان في الحد من جرائم غسل الاموال. وقال ستيفن فيكرز العضو المنتدب في مؤسسة "برايس ووتر هاوس كوبرز" لمراجعة الحسابات: "الاتصالات بين قوات الشرطة في آسيا ليست قوية. أود أن أرى اتفاقات ملموسة افضل وذات طابع عملي اكبر بكثير بين وكالات تطبيق القانون في ما يتعلق بتبادل المعلومات". وتسعى "ابك" لتوثيق الصلة بين قوة العمل المالية التي شكلتها منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي وبين مجموعة آسيا والمحيط الهادي لمكافحة غسل الاموال. وقالت مصادر المنتدى ان الصين، التي تستضيف اجتماع المنتدى، احجمت عن الانضمام الى المجموعة الاقليمية لمكافحة غسل الاموال لأن تايوان التي تعتبرها بكين اقليماً متمرداً عضو فيها. واضافت المصادر "ان من شأن ذلك اثارة شكوك في شأن مدى قوة البيان الذي يمكن ان تصدره ابك في ما يتعلق بالتعاون مع هذه المنظمات". وأحجمت جانغ كيوي المتحدثة باسم امانة "ابك" في الصين عن التعليق بشكل مباشر على هذه المسألة، لكنها قالت ان الحملة على غسل الاموال ستكون جزءاً من البيان الذي سيقره القادة في شأن محاربة الارهاب. وردا على مخاوف اعضاء "ابك" من ان الحرب ضد الارهاب ستطغى على جدول اعمال القمة اكدت الولاياتالمتحدة ان الرئيس جورج بوش لا يزال ملتزماً بتحرير التجارة. وأيدت الصين اعلاناً صاغته الولاياتالمتحدة لادانة هجمات 11 أيلول والدعوة لمكافحة غسل الاموال، وأوضحت انها تود ان يركز الاجتماع على القضايا الاقتصادية التقليدية، خصوصاً اجراءات لانتشال المنطقة من أسوأ حالة ركود منذ عقود. وبينما يستعد بوش للتوجه الى شنغهاي لحضور القمة التي تعقد مطلع الاسبوع المقبل أكدت كونودليزا رايس مستشارة الامن القومي الاميركي "ان التجارة ضمن جدول اعماله". وقالت: "ان اجتماع ابك فرصة للبحث في تنشيط الانتعاش الاقتصادي، ومن الواضح ان ذلك يتضمن قضايا تجارية بالغة الاهمية تحظى باهتمام مشترك من الزعماء". وذكرت ان امام "ابك" فرصة للمساهمة في انعاش النمو الاقتصادي العالمي بمواصله جهودها لتحرير التجارة في منطقة تمثل 44 في المئة من تدفق التجارة العالمية.